عذابي أليم من مهاة أصابها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عذابي أليم من مهاة أصابها لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة عذابي أليم من مهاة أصابها لـ ميخائيل خير الله ويردي

عَذابي أَليمٌ مِن مَهاةٍ أَصابَها

مِنَ العِشقِ تَبريحٌ أَطارَ صَوابَها

جُنونٌ مِنَ الإخفاقِ عاثَ بِقَلبِها

وَلَذّاتُ مَن ضَلُّوا أَسالَت لُعابَها

وَجَيشٌ مِنَ الأَهواءِ حَيَّرَ لُبَّها

فأَلطَفُ ذي لُبٍّ يًثيرُ اضطِرابَها

وَقَد تَأمَنُ الذِّئبَ الَّذي ذاعَ شَرُّهُ

وَتَحسَبُ حُملانَ الحَياةِ ذِئابَها

وَتَعكِسُ أَلفاظَ الحَديثِ تَنَدُّرأً

كَأَنَّ ابتِعادَ النَّفسِ يَعني اقتِرابَها

وَتَأتي بِما يُؤذي المُحِبَّ وَتَستَحي

إِذا قالَ رُدِّي أَن تَرُدَّ جَوابَها

وَلا تَستَحي مِن طَيشِها وَانفِرادِها

بِبِضعَتٍ أَذنابٍ دَعتهُم صِحابَها

أَغارُ عَلَيها مِن أَزاهيرِ دارِها

وَمِن ذاتِ طَوقٍ لَيسَ تَبرَحُ بابَها

وَأُشفِقُ أَن تقضي الحَياةَ حَزينَةً

وَقَد أَبهَجَت آياتُ شِعري رِحابَها

وَكُلُّ اضطِرابٍ قَد يَزولُ عَدا الَّذي

يُلاحِقُ مَن شَقَّ الضَّلالُ حِجابَها

وَما المَلَلُ المَستورُ خَلفَ ابتِسامِها

سِوى أَمَلٍ ذاوٍ وَهَمٍّ أَذابَها

فَقَد مَلَّها الخُلاّنُ وَاستهزَأُوا بِها

وَلَم تَشكُرِ الأَرضُ العَراءُ سَحابَها

فَإِن ضَيَّعَت حُبّي لإِرضاءِ غَيظِها

فَإِنَّ ضَياعَ الحُبِّ كانَ عِقابَها

وَإنّي لَذو روحٍ أَبِيٍّ مُسامِحٍ

وَرِقَّةُ قَلبي لا تًطيقُ اكتِئابَها

أريدُ لَها سُلوانَ ماضٍ أَمَضَّها

فَتَأبى وَكَم زادَ الإباءُ عَذابَها

فَهَل عَلِقَت روحي بِها وَأَصابَني

مِنَ الغادَةِ الحَسناءِ هَمٌّ أَصابَها

فَرُحتُ أُداريها وَأُبدي مَوَدَّتي

وَراحَت تُريني كَيفَ تَرمي حِرابَها

وَلَستُ بِمَن يَخضى الدِّفاعَ وَإِنَّما

حِسابُ غَرامي لَم يُوافِق حِسابَها

هِيَ الصَّخرَةُ الصَّمَّاءُ إِن هابَها الوَرى

فَإِنّي أَمَرتُ القَلبَ أَن لا يَهابَها

وَإِن جَزَّأَ اللَّهوُ الرَّخيصُ فُؤادَها

فَقَد وَحَّدَت نَفسي بٍفَنّي رِغابَها

وَحُبُّ المَعالي لَيسَ يَسمَحُ لِلفَتى

بِحُبِّ لَعوبٍ تُطالِع كِتابَها

فَيا وَيلَها مِن نَفسِها كَم تَأَلَّمتَ

وَهامَت بِدُنياها فَلاقَت صِعابَها

وَعاشَت كَنَحلِ الرَّوضِ تَجني لِغَيرِها

وَقَد إَلِف الزَّهرُ الوَفِيُّ اغتبِرابَها

وَلَيسَ لَها عَنهُ غِنىً إِن تَباعَدَت

فَزَهرُ الرُّبى في اليَأسِ كانَ شِهابَها

وَلَمَّا طَوَت مِن رَيِّقِ العُمرِ ما طَوَت

أَثارَت أَضاليلُ الحَياةِ ارتِيابَها

فَباتَت تُصَلّي كالحَمامَةِ رُوِّعَت

إِلهي أَثِبني عَن عَذابي ثَوابَها

وَهَب لي جَناحَيها لَعَلّي إِذا اعتلى

فُؤادي عَنِ الدُّنيا أَمُجُّ شَرابَها

وَجَدِّد شَبابي كَالنُّسورِ تَقادَمَت

عَلَيها اللَّيالي فَاستَعادَت شَبابَها

لَعَلّي إِذا عادَ الفُؤادُ إِلى الصِّبا

أُغَيِّرُ عاداتٍ أَلِفتُ اصطِحابَها

فَرُبَّ سَبيلٍ خِلتُ فيها سَعادَتي

سَئِمتُ مَراعيها وِعِفتُ شِعابَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة عذابي أليم من مهاة أصابها

قصيدة عذابي أليم من مهاة أصابها لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي