عد عن الوهم والخيال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عد عن الوهم والخيال لـ أبو الحسن الششتري

اقتباس من قصيدة عد عن الوهم والخيال لـ أبو الحسن الششتري

عدِّ عن الْوَهَم والْخَيالِ

واسْتَعْمِلِ الْفِكْرِ والنَّظَر

ما النَّاسَ إِلاَّ كما الْخَيَالِ

فانْظُر إِلى ماسِكِ الصِّوَر

مَنْ يَعْتَبِر يَجد اعْتِبَارُه

ويَشْهَدِ الْحَقَّ في الشُهُود

مَثَّل هُدِيْتَ الوجود ستاره

وانْظُر لِمَن أطْلعَ الوُجُودْ

يَدَا لهُ قَبْلَ أنْ أدَارَهْ

وَأَوَّلُ السَّعْدِ في الصُّعُودْ

مَنْ يَرْقَى مِن سافِلٍ لعَالِي

يُعايِنُ العَيْن في الأثَر

ما النّاسُ إِلاَّ كما الْخَيالِ

فانْظُر إِلى ماسِكِ الصُّوَر

أوَّلُ ما يُبْصرُ الضَّعيفُ

كالطِّفْلِ شَكْلاً مُمَثَّلاَ

كَثايفا أصْلُهَا كَنِيفُ

لكِنَّها تَقْبَلُ الْجِلاَ

لِذَاتِها فِعْلُها يُضيفُ

والْقَولُ مَهْما تأمَّلاَ

إِذَا التماثِيلُ لِلْمِثالِ

يَظْهرنَ في عالَمِ الْبَصَر

ما النَّاسُ إلاَّ كما الْخَيَالَ

فانْظُر إلى ماسِكِ الصُّورَ

حَتَّى إذا أشْرَقَ النَّهارُ

واكْتَهَلَ الطَّفْلُ واهْتَدَى

رَأى الدَّوَات التي تُدَارُ

تَبْدُوا مَوَاتَا وجَلْمَدَا

بِها لِمُنْ صاغَها اسْتتارُ

خَفَى بِها إذْ بِها بَدَا

شُرَابُها لاَحَ كالزُّلاَل

قد فاتَه الرَّيُّ وانْحَصر

ما النَّاسُ إلاَّ كما الْخَيَالِ

فانْظُر إلى ماسِكِ الصُّوَر

عجبْت إذْ سرَّهُ عجيب

لِحُكْمِهِ كَيْفَ يَنْفَدُ

هذا كما شاءَ قرِيبُ

وذَا مِنْ الْوَصْلِ مُبْعَدُ

وذَا بَرِيءٌ وذَا مُرِيبُ

كذَاكَ شاءَ الْمُشَعْوَدُ

تَرَاهُ يُبْدِي ولاَ يُبَالِي

في كلّ طَوْر لَهُ وَطَرْ

ما النَّاس إِلاَّ كما الْخَيالِ

فانْظُر إِلى ماسِك الصُّور

يُلْبِسُها لُبْسَهُ المُنوطْ

واللَّبس في كُلِّ لابِسْ

نِيطَت بأطْرافِها خُيُوط

تَخْفَى على الإنْسِ إِذْ نَسِي

تذكارُها دونَهُ شُرُوطُ

أوَّلُهُ تَرك الأنفس

فَذِكْرُهَا أوَّلُ الْكَمالِ

حَيْيُ اغتدى آخِرِ النَّظر

ما النَّاسُ إِلاَّ كما الْخَيالَ

فانْظُر إِلى ماسكِ الصُّوَر

جِزْ ظاهِرَ الْكائِنات يَظهَر

ما باطِنِ الأمْرِ ما خَفَى

تِلك سُتُورٌ بها تَسَتَّر

عرِفُوا إِذ كُنَّ أحْرُفا

جُلِيَتْ الْعَيْنِ مَنْ تَبُصَّر

بها فَقد فاقَ مَنْ غَفا

حُذْ صاحِ عنْ حالةِ الْمَحالِ

فالصَّحْو أوْلى بمنْ سَكر

ما النَّاسُ إِلاَّ كما الْخيال

فانْظُر إلى ماسِك الصُّورَ

القلْبُ غيْبٌ والرَّبُ غَيْبُ

والْغيْبُ لِلْغَيْب يُنْسَبُ

مه يا أخَا الْقِشْرِ ثَمَّ لُبُّ

فاطْلُبْهُ فاللُّبُّ يُطْلب

ودونَه للسُّقاةِ شِرْبُ

يَشْدُو الذي مِنْهُ يَشْرَبُ

دَعْ ما يُقَالُ مِنْ الْمَحَالِ

مِمَّا خَفَى أو مِمَّا ظَهَرْ

ما النَّاسُ إِلاَّ كما الْخَيَالِ

فانْظُرْ إِلى ماسِكِ الصُّوَرْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عد عن الوهم والخيال

قصيدة عد عن الوهم والخيال لـ أبو الحسن الششتري وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن أبو الحسن الششتري

أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي. ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610هـ‍ تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول. ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام. توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط) .[١]

تعريف أبو الحسن الششتري في ويكيبيديا

أبو الحسن الششتري (610 هـ - 668 هـ) شاعر زجال من الأندلس كان من أهل الزهد وصفه لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة بقوله: «عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس، لابس الخرقة، أبو الحسن. من أهل شستر، قرية من عمل وادي آش معروفة، وزقاق الشستري معروف بها. وكان مجوداً للقرآن، قائما عليه، عارفاً بمعانيه، من أهل العلم والعمل».[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي