عج بي على تلك الطلول وناد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عج بي على تلك الطلول وناد لـ أديب اسحاق

اقتباس من قصيدة عج بي على تلك الطلول وناد لـ أديب اسحاق

عجّ بي على تلكَ الطلولِ ونادِ

انَّى تحمّل اهلُ هذا النادي

هل صادَ هم شرك الردى فأبادَهم

صرفٌ اناخَ عَلَى ثمود وعادِ

ام غادروا الاوطارَ في اوطانهم

مذ حاذروا غدرَ الزمان العادي

وسل الرسومَ وان عفت عنهم ما

فعلوا قبيلَ رحيلهم بفؤَّادي

خلَّفتهُ في حيهم ميثاً فهل

أَحياهُ ام حيَّاهُ اهلُ ودادي

ام حمَّلوهُ رديفَ صبرى والمنى

وتجلدِي وتعللي ورقادي

ام غادروهُ رفيقَ وجدي والضنى

وتلهفي وتذللي وسهادي

يا واردَ الاسكندرية طامعاً

بمنافعِ الاصدارِ والايرادِ

أَقصورُها خفيت عن الانظار ام

آثارُ لُقصُرَ في القفارِ بوادِ

ام تدمرٌ قد دُمّرت وعمورةٌ

ما عُمّرت ام دارُ ذي الاوتادِ

هذه عروس الشرق ماتت فاكتسى

حزناً عليها الغربُ ثوبَ حداد

بالأمس كانت والبياضُ دثارُها

واليوم صارت ارسماً بسوادِ

كانت ملاذ الخائفين فأصبحت

والخوفُ منها مبعد القصادِ

كانت موارد للظماءِ وقد غدت

ما أن بها من موردٍ للصادي

كانت مراتع نعمةٍ فغدت وما

فيها سوى البأساءِ للمرتادِ

كانت وكان الدهرُ يسعدُ اهلها

فأَصابها بالأهلش والاسعادِ

كانت وكنا لا ينامُ حسودُنا

صارت وصرنا راحة الحسادِ

كانت وما تخشى بوادر ضدّها

فغدت ترجي رحمةَ الاصدادِ

قامت عَلَى اقوى العمادِ تزينُ ما

تحت التي رُفعت بغيرِ عمادِ

فأبادها جهلٌ خفيٌّ ما بدا

مثلٌ لهُ من حاضرٍ او بادِ

جهل الذي رام الاماني وهيَ في

قممِ الجبال وكانَ دون الوادي

وعدا وما لقيَ الثعالبَ عمرهُ

يبغي اقتحامَ عرائنِ الآسادِ

وسعى الى الشورى ولكن خالها

لمَّا ثهتكَ برقع استبدادِ

وعَلَى المساواةِ ابتنى هدمَ الهنا

لمَّا تساوى حزبهُ بفسادِ

وقدِ ادَّعى في عسفهِ حرّيةً

يا من قومهِ ما لم ينلهُ العادي

والى الاخاءِ دعا فنالَ بفعلهِ

من قومهِ ما لم ينلهُ العادي

شقيت بزلَّتهِ الجموعُ وطالما

اشقت جموعاً زلَةُ الافراد

وتلاهُ في سبلِ الغوايةِ معشرٌ

زلُّوا وضلوا حيثُ ضلَّ الهادي

غرسوا الجناية فيالجنون وما جنوا

ممَّا جنوهُ غيرَ شوكِ قتادِ

وسعوا فساداً في البلاد كأنهم

والحادثات أَتوا عَلَى ميعادِ

خلعوا الشعارَ المستعارَ خلت لهم

فسعوا فكانَ العدلُ بالمرصادِ

وتخيلوا انَّ الطريقَ خلت لهم

فسعوا فكانَ العدلُ بالمرصادِ

فأَتاهمُ رعدُ المدافعِ مبرقاً

فنبوا عن الابراقِ والارعادِ

وسطوا على المستأمنين خيانةً

لم تشفِ منهم غلة الاحقادِ

ورموا بنارِهمِ الديارَ وبدَّدوا

ما استجمعت من طارفٍ وتلادِ

نكرٌ عرفنا منهُ انَّ لبعضهم

بزَّ اللصوص وبزَّة الاجنادِ

ونقيصةٌ يسعى بها ابناؤُهم

لمقابرِ الآباءِ والاجدادِ

اسفاً على تلكَ القصورِ فانها

كانت مُنى الورَّاد والروَّادِ

اسفاً عَلَى من قادهُ استئمانهُ

للفاتيكن ولم يجد من فادِ

اسفاً عَلَى قومٍ اتاهم فجأَةً

صوتُ المنادي بالبلاءِ ينادي

فتسارعوا طلب النجاة من الردى

بنفوسهم والاهلِ والاولادِ

يا هولها من ساعةًٍ مرَّت بما

زهقت به الارواحُ في الاجسادِ

كم حاملٍ خرجت بها محمولةً

فوق الكواهلِ وعَلَى الاعوادِ

ومصونةٍ نفسا تقولُ لصحبها

يا ليتني قد متُّ قبل ولادي

لطخت بآثارِ الولادِ وما درت

جسداً تضمخ قبلهُ بجسادِ

ومبأبىءٍ يدميهِ لمس حريرهِ

طفلٍ قريب العهد بالميلادِ

ومعمرٍ لم يبقَ في الدنيا لهُ

غير السكينة من منًى ومرادِ

ومريض قوم غابَ عنهُ طبيبهُ

وجفاهُ أنس الاهلِ والعوَّادِ

خرجوا وهم لا يهتدونَ سبيلهم

والنائباتُ روائحٌ وغوادِ

ودموعهم والنارُ في احشائهم

حلت محلَّ مزادهم والزادِ

فكأنهم إِبلٌ بدوّ نالها

ألُم السغوبِ وحادَ عنها الحادي

تعلو وتهبطُ جانحاتٍ لا ترى

من بلغةٍ في انجدٍ ووهادِ

او أنهم قصدوا الصبوحَ فجاءَهم

في فجأةٍ منهم طريد طرادِ

شهدَ الوبالَ ولم يجد من منجدٍ

فأَغذَّ في الاتهامِ والانجادِ

فتفرَّقوا والهول ملء قلوبهم

يقتادهم زمراً بغيرِ قيادِ

أو أنهم اهل القبورِ تيقظوا

سحرَا بنفخ الصورِ بعد رقادِ

نُشروا عراةً واجفين فيومهم

يوم المعادِ أتى بلا ميعادِ

والنارُ موقدةٌ سرَت من خلفهم

فكأَنها حيَّاتُ بطنِ الوادي

والجندُ شرَّدهم قتال عدوّهم

فِرَقاً فلم يتجلًدوا لجلادِ

ونضوا على أهل السبيلِ بواتراً

في الحرب مانضيت من الاغمادِ

قد حُدّدت شفراتها لكنها

كانت على الاعداءِ غير حدادِ

ولربِّ عادٍ منهمُ في رعدةٍ

ما أن تلمَّ بصائد الرعَّادِ

سكنت فرائصهُ عَلَى نهبِ الحمى

من قبل تسكنُ رغدُ الصيَّادِ

ومرأَسٍ حثَّ الجوادَ وخلفهُ

ممَّا حباهُ النهبُ حملَ جوادِ

عدمَ الرباط فشدَّهُ بنجادهِ

وأَتى معسكرهُ بغيرِ نجادِ

فهمُ اللصوصُ وان همُ قد اوهموا

أن ليس ماارتكبوهُ غير جهادِ

وبلادهم قد نالها من عارِ هم

ما لم يحق في عهدنا ببلادِ

عيبت فلولا السابقونَ ومجدهم

وبقاءُ مَن ولدوا منَ الامجادِ

ومؤَيّدٌ ملكٌ اميرٌ عادلٌ

أَربى بمفردهِ على الاعدادِ

وعصابةٌ كانت قلائد فضلهم

أبهى من الاطواق في الاجيادِ

لم تلقَ في مصرٍ ومصرُ عزيزةٌ

من قائلٍ هذه البلاد بلادي

امَّا وقد وليَ الشريف أُمورَها

فلها بحول اللهش خير معادِ

مولىً في النفعِ رغبة طامعٍ

وعن المضرَّة عفَّة الزُهَّادِ

وهوَ الذي يخبا ليومِ كريهةٍ

وسداد ثغرٍ من طريق سدادِ

واذا بدا في ليل خطبِ رأيهُ

أذرى بنور الكوكبش الوقَّادِ

يا حائزَ المجد الرفيع وجامعَ الفضل

الصديعِ وواحدَ الآحادِ

ياجامعَ النعم العظام ودافعَ النقم

الجسامِ ومؤَيلَ القصَّادِ

حاشاكَ ان تبقى على أُغلوطةٍ

يسعى اليكَ بزورها حسَّادي

فلأنتَ من دون البرية موئلي

ولأنتَ من دون الانامِ عتادي

ما خلتُ انكَ قاطعي بسعايةٍ

للكاذبين ضعيفة الاسنادِ

حتى رأيتكَ معرِضاً متغاضياً

عني وانتَ ذخيرتي وعمادي

أقدحتِ للساعين فيَّ زنادهم

فاستأسدوا ورجوا خبوَّ زنادي

فاذا رأَوني في جنابكَ أصلدوا

وامنتُ فيهِ خجلة الاصلاد

بيَّضت بالنعماءِ ايامي وما

حالت فاصبغ عرفها بسوادِ

وبلوتني فرأيتَ مني صادقاً

ما شابَ ورد صلاحهِ بفسادِ

وحميتني والنائبات ملمةٌ

ونصرتَ ضعفي والزمانُ معادِ

وظهرتُ فيكَ بكلّ مدحٍ صادقٍ

صرفٍ وما جمري كمين رمادِ

لا تقبلُ الحسنات سحتاً همتي

وسواىَ كلهنَّ اكلَ جرادِ

وقد اعتذرتُ وما وراء تنصلي

في القلِ غير امانةٍ وودادِ

فاذا صفوتَ فذاكَ غاية مقصدي

واذا رضيتَ فذاكَ كلّ مرادي

يا صبحَ كلّ مؤَملٍ يا نجحَ كلّ

توصلٍ يا مورد الامدادِ

لولاك ما أحييتُ ليلي ضارباً

في الشعر بالاسبابِ والاوتادِ

وصفاً لما يجري الدموع اقلَّهُ

ويقلُّ فيهِ تفتت الاكبادِ

فلقد هجرتُ الشعرَ لما أن رمى

ضعف السليقة سوقهُ بكسادِ

واستامهُ مَن ليس يفرقُ بين ما

يفنى ومابقى عَلَى الانشادِ

لكن رأيتكَ يبا نصيري جامعاً

نقدَ البصير ودقة النقادِ

فنظمتهُ نظمَ الفرائد مثلما

نظمت اليكَ قلائد الاوفادِ

ورأيتُ حسادي عليك قد افتروا

في جانبي ما لم يكن من عادي

زعموا بأنَّ سريرتي قد كدّرَت

فلمَن يصافي بالجميل تصادي

فبعثتُ صافي الشعر يثبتُ صفوها

ولو استطعتُ جعلت فيهِ فؤادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة عج بي على تلك الطلول وناد

قصيدة عج بي على تلك الطلول وناد لـ أديب اسحاق وعدد أبياتها مائة.

عن أديب اسحاق

أَديب إسحاق الدمشقي. أديب، حسن الإنشاء، له نظم. من مسيحي دمشق، ولد فيها وتعلم في إحدى مدارسها، وانتقل إلى بيروت كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، وتولى الإنشاء في جريدة (ثمرات الفنون) فجريدة (التقدم) البيروتيتين. وسافر إلى الإسكندرية فساعد سليماً النقاش في تمثيل الروايات العربية، وانتقل إلى القاهرة فأصدر جريدة أسبوعية أسماها (مصر) سنة 1877م، وعاد إلى الإسكندرية فأصدر مشتركاً مع سليم النقاش جريدة يومية سمياها (التجارة) وأقفلت الجريدتان، فرحل إلى باريس سنة 1880م فأصدر فيها جريدة عربية سماها (مصر القاهرة) ، وأصيب بعلة الصدر فعاد إلى بيروت فمصر، وجعل ناظراً لديوان (الترجمة والإنشاء) بديوان المعارف في القاهرة، ثم كاتباً ثانياً لمجلس النواب، ولم يلبث أن قفل راجعاً إلى بيروت بعد نشوب الثورة العرابية، فتوفي في قرية الحدث (بلبنان) . له: (نزهة الأحداق في مصارع العشاق - ط) رسالة، و (تراجم مصر في هذا العصر) ، وروايات ترجمها عن الفرنسية، منها (رواية أندروماك) ، و (رواية شارلمان) ، و (الباريسية الحسناء) ، وجمعت مقالاته ومنظوماته في كتاب سمى (الدرر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي