عج بالديار دوارس الأعلام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عج بالديار دوارس الأعلام لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة عج بالديار دوارس الأعلام لـ ابن أبي حصينة

عُج بِالدِيارِ دَوارِسَ الأَعلامِ

قَفراً وَحيِّ رُسومَها بِسَلامِ

مَن في الرُصافَةِ وَالأَحَصِّ وَسِربِهِ

وَالدَيرِ وَالزَرقاءِ وَالحَمامِ

وَمَلاعِبٍ بَينَ المَعانِ وَماسِحٍ

لَعِبَت بِهِنَّ حَوادِثُ الأَيّامِ

وَخَلَت مِنَ النَفَرِ الكِرامِ وَعُوِّضَت

مِن أَهلِها بِنَوافِرِ الآرامِ

سَقياً لَها مِن دِمنَةٍ وَلِأَهلِها

مِن مَعشَرٍ غُرِّ الوُجوهِ كِرامِ

حَلُّوا بِها زَمَناً فَأَغنَوا أَرضَها

بِنَداهُمُ عَن صَوبِ كُلِّ غَمامِ

وَتَنافَسُوا في المَكرُماتِ وَشَيَّدُوا

أَبياتَ عِزٍّ لِلفَخُورِ سَوامي

أَولادُ مِرداسٍ وَأَيَّةُ أُسرَةٍ

رامُوا مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَرامِ

شمُّ الأُنوفِ كَريمَةٌ أَحسابُهُم

لا يَلبَسُونَ مَلابِسَ الآثامِ

يَتَعَطَّفُونَ عَلى المُجاوِرِ بَينَهَم

وَيَرَونَ كَسبَ الحَمدِ غَيرَ حَرامِ

يَتَوارَثُونَ مَكارِماً أَزَلِيَّةً

لَهُمُ عَن الأَخوالِ وَالأَعمامِ

صاحَبتُهُم فَصَحِبتُ أَكبَرَ مَعشَرٍ

وَسَأَلتُهُم فَسَأَلتُ غَيرَ لِئامِ

مِن كُلِّ فَيّاضِ اليَدَينِ كَأَنَّما

جادَت يَداهُ مَجادَ غَيثٍ هامِ

وَتَنائِفٍ كَاليَمِّ يَترُكُ نَصُنا

فِيهِنَّ أَخفافَ المَطِيِّ دَوامي

قَفرٍ كَأَنَّ الرَكبَ مِن سِنَةِ الكَرى

فِيها نَشاوى مِن كُؤُوسِ مُدامِ

يَتَأَمَّمُونَ مُعِزَّ دَولَةِ عامِرٍ

كَهفَ الطَريدِ وَطارِدَ الإِعدامِ

مَلِكاً رَأَيتُ يَمينَهُ وَجَبِينَهُ

فَرَأَيتُ بَحرَ نَدى وَبَدرَ تَمامِ

فاقَ الأَنامَ وَزَادَ جُودُ يَمينِهِ

عَن حاتِمِ الطائِيِّ وَابنِ أُمامِ

سَلهُ وَحاذِر مِن أَنامِلِ كَفِّهِ

غَرَقاً فَإِنَّ نَداهُ بَحرٌ طامي

يا بنَ الكِرامِ الصِيدِ غَيرَ مُدافَعٍ

فِيهِم عَنِ الإِجلالِ وَالإِعظامِ

كُنتُم لِقَومٍ نِعمَةً كَفَرُوكُمُ

فِيها فَقامُوا في أَذَلِّ مَقامِ

كَفَرَوا وَلَو شَكَروا لَدَامَت فِيهِمُ

لَكِنَّهُم ما مُتِّعُوا بِدَوامِ

وَبِفَضلِهِم رَكِبُوا الجِيادَ وَثَمَّرُوا

أَموالَ ماشِيَةٍ لَهُم وَسَوامُ

وَتَمَلَّكُوا الشامَ الأَغَرَّ وَصالِحٌ

أَجرى لَهُم يَنبُوعَ ذاكَ الشامِ

حَتّى إِذا دارَ الزَمانُ عَلَيكُمُ

وَأَراكُمُ اليَقَظاتِ كَالأَحلامِ

قَلَّ الصَديقُ لَكُمُ وَضاعَ جَميلَكُمُ

في الأَبعَدِينَ وَفي ذَوي الأَرحامِ

وَصَبَرتُمُ فَقَدِرتُمُ وَسُعِدتُمُ

فَرَدَدتُمُ الأَرواحَ في الأَجسامِ

وَمُلوكُ طَيٍّ زُحزِحُوا عَن مُلكِهِم

في البَدوِ وَاستَنَدُوا إِلى بَهرامِ

وَهُمُ المُلوكُ بَنُوُ المُلوكِ رَمَتهُمُ

عَن قَوسِها الدُنيا بِغَيرِ سِهامِ

ثَمَّ اِنثَنَوا فَبَنَوا بُيُوتَ مَكارِمِ

صَحُّوا بِها في المَجدِ بَعدَ سَقامِ

وَمُحَمَّدٌ حَمِدَ المُقامَ بِيَثرِبٍ

جاراً وَخَلّى كَعبَةَ الإِسلامِ

زَمَناً وَعادَ إِلى قُرَيشٍ عَودَةً

عَزت بِقُدرَةِ خالِقٍ عَلّامِ

وَأَبُو عَلّيٍ عُطِّلَت أَفراسُهُ

زَمَناً مِنَ الإِسراجِ وَالإِلجامِ

في ظَهرِ شاهِقَةٍ تَساوى عِندَهُ

في قَعرِها الإِصباحُ بِالأَضلامِ

حَتّى أَتاهُ النَصرُ يَخفِق سَعدُهُ

مِن تَحتِ ظِلِّ ذَوائِبِ الأَعلامِ

وَحَوى بِلادَ الشامِ غَصباً وَاِنثَنى

يَقتادُ كُلَّ مُعانِدٍ بِزِمامِ

لا تَيَأسَنَّ فَلَيسَ كُلُّ غَمامَةٍ

نَشَأَت مُمَتَّعَةً بِطُولِ دَوامِ

يا آلَ مِرداسٍ لَقَد أَعلَيتُمُ

ذِكرِي بِذِكرِكُم الرَفيعِ السامي

نَوَّلتُمُوني نائِلاً ما نالَهُ

لا البُحتُرِيُّ وَلا أَبُو تَمّامِ

فَلألبِسَنَّكُمُ بُرُودَ محاسِنٍ

أَبهى وَأَسنى مِن بُرُود رئام

وَلَأَشكُرَنَّكُمُ عَلى ما نِلتُهُ

مِن فَضلِكُم حَتّى يُحَمَّ حِمامي

لا تَكنِزُوا إِلّا كَلاماً صُغتُهُ

لَكُمُ فَلَيسَ الكَنزُ غَيرَ كَلامِي

يَبقى بَقاءَ النَيِّرَينِ مُخَلَّداً

لَكُمُ عَلى الأَحقابِ وَالأَعوامِ

لا زِلتُمُ غُرَرَ الزَمانِ وَبَهجَةَ

الدُنيا وَزَينَ مَجالِسِ الأَقوامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عج بالديار دوارس الأعلام

قصيدة عج بالديار دوارس الأعلام لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي