عارضننا أصلا فقلنا الربرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عارضننا أصلا فقلنا الربرب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة عارضننا أصلا فقلنا الربرب لـ البحتري

عارَضنَنا أُصُلاً فَقُلنا الرَبرَبُ

حَتّى أَضاءَ الأُقحُوانُ الأَشنَبُ

وَاِخضَرَّ مَوشِيُّ البُرودِ وَقَد بَدا

مِنهُنَّ ديباجُ الخُدودِ المُذهَبُ

أَومَضنَ مِن خَلَلِ الخُدورِ فَراعَنا

بَرقانِ خالٌ ما يُنالُ وَخُلَّبُ

وَلَوَ اَنَّني أَنصَفتُ في حُكمِ الهَوى

ماشِمتُ بارِقَةً وَرَأسي أَشيَبُ

وَلَقَد نَهَيتُ الدَمعَ يَومَ سُوَيقَةٍ

فَأَبَت غَوالِبُ عَبرَةٍ ماتُغلَبُ

وَوَراءَ تَسدِيَةِ الوُشاةِ مَلِيَّةٌ

بِالحُسنِ تَملُحُ في القُلوبِ وَتَعذُبُ

كَالبَدرِ إِلّا أَنَّها لا تُجتَلى

وَالشَمسِ إِلّا أَنَّها لا تَغرُبُ

راحَت لِأَربُعِكِ الرِياحُ مَريضَةً

وَأَصابَ مَغناكِ الغَمامُ الصَيِّبُ

سَأَعُدُّ ما أَلقى فَإِن كَذَّبتِني

فَسَلي الدُموعَ فَإِنَّها لا تَكذِبُ

أَعرَضتِ حَتّى خِلتُ أَنّي ظالِمٌ

وَعَتَبتِ حَتّى قُلتُ أَنّي مُذنِبُ

عَجَباً لِهَجرِكِ قَبلَ تَشتيتِ النَوى

مِنّا وَوَصلُكِ في التَنائي أَعجَبُ

كَيفَ اِهتَدَيتِ وَما اِهتَدَيتِ لِمُغمَدٍ

في لَيلِ عانَةَ وَالثُرَيّا تُجنَبُ

عَفَتِ الرُسومُ وَما عَفَت أَحشاؤُهُ

مِن عَهدِ شَوقٍ ما يَحولُ فَيَذهَبُ

أَتَرَكتِهِ بِالحَبلِ ثُمَّ طَلَبتِهِ

بِخَليجِ بارِقَ حَيثُ عَزَّ المَطلَبُ

مِن بَعدِ ما خَلُقَ الهَوى وَتَعَرَّضَت

دونَ اللِقاءِ مَسافَةٌ ما تَقرُبُ

وَرَمَت بِنا سَمتَ العِراقِ أَيانِقٌ

سُحمُ الخُدودِ لُغامُهُنَّ الطُحلُبُ

مِن كُلِّ طائِرَةٍ بِخَمسِ خَوافِقٍ

دُعجٍ كَما ذُعِرَ الظَليمُ المُهذِبُ

يَحمِلنَ كُلَّ مُفَرَّقٍ في هِمَّةٍ

فُضُلٍ يَضيقُ بِها الفَضاءُ السَبسَبُ

رَكِبوا الفُراتَ إِلى الفُراتِ وَأَمَّلوا

جَذلانَ يُبدِعُ في السَماحِ وَيُغرِبُ

في غايَةٍ طُلِبَت فَقَصَّرَ دونَها

مَن رامَها فَكَأَنَّها ما تُطلَبُ

كَرَماً يُرَجّى مِنهُ مالا يُرتَجى

عُظماً وَيوهَبُ فيهِ مالا يوهَبُ

أَعطى فَقيلَ أَحاتِمٌ أَم خالِدٌ

وَوَفى فَقيلَ أَطَلحَةٌ أَم مُصعَبُ

شَيخانِ قَد عَقَدا لِقائِمِ هاشِمٍ

عَقدَ الخِلافَةِ وَهيَ بِكرٌ تُخطَبُ

نَقَضا بِرَأيِهِما الَّذي سَدّى بِهِ

لِبَني أُمَيِّةَ ذو الكَلاعِ وَحَوشَبُ

فَهُما إِذا خَذَلَ الخَليلُ خَليلَهُ

عَضُدٌ لِمُلكِ بَني الوَلِيِّ وَمَنكِبُ

وَعَلى الأَميرِ أَبي الحُسَينِ سَكينَةٌ

في الرَوعِ يَسكُنُها الهِزَبرُ الأَغلَبُ

وَلِحَربَةِ الإِسلامِ حينَ يَهُزُّها

هَولٌ يُراعُ لَهُ النِفاقُ وَيَرهَبُ

تِلكَ المُحَمِّرَةُ الَّذينَ تَهافَتوا

فَمُشَرِّقٌ في غَيِّهِ وَمُغَرِّبُ

وَالخُرَّمِيَّةُ إِذ تَجَمَّعَ مِنهُمُ

بجِبالِ قُرّانَ الحَصى وَالأَثلَبُ

جاشوا فَذاكَ الغَورُ مِنهُم سائِلٌ

دُفَعاً وَذاكَ النَجدُ مِنهُم مُعشِبُ

يَتَسَرَّعونَ إِلى الحُتوفِ كَأَنَّها

وَفرٌ بِأَرضِ عَدُوِّهِم يُتَنَهَّبُ

حَتّى إِذا كادَت مَصابيحُ الهُدى

تَخبو وَكادَ مُمَرُّهُ يُتَقَضَّبُ

ضَرَبَ الجِبالَ بِمِثلِها مِن رَأيِهِ

غَضبانُ يَطعَنُ بِالحِمامِ وَيَضرِبُ

أَوفى فَظَنّوا أَنَّهُ القَدَرُ الَّذي

سَمِعوا بِهِ فَمُصَدِّقٌ وَمُكَذِّبُ

ناهَضتَهُم وَالبارِقاتُ كَأَنَّها

شُعَلٌ عَلى أَيديهُمُ تَتَلَهَّبُ

وَوَقَفتَ مَشكورَ المَكانِ كَريمَهُ

وَالبيضُ تَطفو في الغُبارِ وَتَرسُبُ

ما إِن تَرى إِلّا تَوَقُّدَ كَوكَبٍ

في قَونَسٍ قَد غارَ فيهِ كَوكَبُ

فَمُجَدَّلٌ وَمُرَمَّلٌ وَمُوَسَّدٌ

وَمُضَرَّجٌ وَمُضَمَّخٌ وَمُخَضَّبُ

سُلِبوا وَأَشرَقَتِ الدِماءُ عَلَيهِمُ

مُحمَرَّةً فَكَأَنَّهُم لَم يُسلَبوا

وَلَوَ اَنَّهُم رَكِبوا الكَواكِبَ لَم يَكُن

لِمُجِدِّهِم مِن أَخذِ بَأسِكَ مَهرَبُ

وَشَدَدتَ عَقدَ خِلافَتَينِ خِلافَةً

مِن بَعدِ أُخرى وَالخَلائِفُ غُيَّبُ

حينَ التَوَت تِلكَ الأُمورُ وَرُجِّمَت

تِلكَ الظُنونُ وَماجَ ذاكَ الغَيهَبُ

وَتَجَمَّعَت بَغدادُ ثُمَّ تَفَرَّقَت

شِيَعاً يُشَيِّعُها الضَلالُ المُصحِبُ

فَأَخَذتَ بَيعَتَهُم لِأَزكى قائِمٍ

بِالسَيفِ إِذ شَغِبوا عَلَيكَ فَأَجلَبوا

وَاللَهُ أَيَّدَكُم وَأَعلى ذِكرَكُم

بِالنَصرِ يُقرَأُ في السَماءِ وَيُكتَبُ

وَلَأَنتُمُ عُدَدُ الخِلافَةِ إِن غَدا

أَو راحَ مِنها مَجلِسٌ أَو مَوكِبُ

وَالسابِقونَ إِلى أَوائِلِ دَعوَةٍ

يَرضى لَها رَبُّ السَماءِ وَيَغضَبُ

وَمُظُفَّرونَ إِذا اِستَقَلَّ لِواءُهُم

بِالعِزِّ أَدرَكَ رَبُّهُ ما يَطلُبُ

جَدٌّ يَفوتُ الريحَ في دَرَكِ العُلا

سَبقاً إِذا وَنَتِ الجُدودُ الخُيَّبُ

ما جُهِّزَت راياتُكُم لِمُخالِفٍ

إِلّا تَهَدَّمَ كَهفُهُ المُستَصعَبُ

وَإِذا تَوَثَّبَ خالِعٌ في جانِبٍ

ظَلَّت عَلَيهِ سُيوفُكُم تَتَوَثَّبُ

وَإِذا تَأَمَّلتُ الزَمانَ وَجَدتُهُ

دُوَلاً عَلى أَيديكُمُ تَتَقَلَّبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عارضننا أصلا فقلنا الربرب

قصيدة عارضننا أصلا فقلنا الربرب لـ البحتري وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي