عادت اليوم مصر خلقا جديدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عادت اليوم مصر خلقا جديدا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة عادت اليوم مصر خلقا جديدا لـ أحمد الكاشف

عادت اليوم مصر خلقاً جديداً

لك تستقبل القران السعيدا

ماجتْ الأرضُ بالجموعِ ولولا

ك عليه لم يأمنوا أن تميدا

وتجلَّت فيها المدائن تختا

ل كما هزت الأغاني الغيدا

وكأن العبادَ جاءوا من البع

ث يلاقون في النعيم الخلودا

بعثوا بالقلوب في سبل الرك

بِ فكانت زهوره والورودا

وهمُ أعلنوا لسدَّتك النج

وى فكانت شعارهم والنشيدا

وأقاموا فرائضَ الحبِ في الأف

قِ فكانت راياتهم والبنودا

وتصافى الأقرانُ حولك حتى

صار هذا خِلّاً لهذا ودودا

وتحامى الذنوب من كان لا يخ

شى عقاباً ولا يخاف وعيدا

وسعى البرُّ فيه والرفقُ حتى

لا نرى معسراً ولا منكودا

واحتوى الخافقين حتى حسبنا

أبدَ الدهر شهرَهُ المعدودا

فاقضه في القصور يمناً وإن شئ

ت فخذه إلى السماء صعودا

أقبلت بالعروس حورٌ يردِّد

ن حنين القيان والتغريدا

زانها الخلقُ قبلَ زين اللآلي

معصمَيها وتاجها والجيدا

ملتقى النيرين يحتفل الوا

دي به في السماء والأرض عيدا

أكبرت شأنه الملوكُ فجاءت

تسبقُ البرق كتبُهمْ والبريدا

لك أهدوا وكان بين الذي أه

دوا إليك الوفود تتلو الوفودا

وكأني أرى الفراعين فيها

والخواقين حاضرين شهودا

لست أدري للمهرجان أرى جن

دَ الحمى أم لغزوةٍ محشودا

جال في كل جانب منه حتى

حفز الريف واستفز الصعيدا

ضاق عنه المدى ولو لم تسعه

لتخطَّى حدوده والنجودا

واعتلى حصنه ولو لم تَرُضْهُ

حمل النار واستثار الحديدا

يتنادى فيها هتافاً ولولا

أنه للسلام عاد رعودا

وهوَ أدَّى لك اليمين فكانت

لك منه مواثقاً وعهودا

هنَّأتك الدنيا بعرسك فخماً

وأتى العام يرقبُ المولودا

النجيب المشهود في عالم الغي

ب المرجَّى لمن يليه رشيدا

بالبنين الأبطال بالفتية الأق

يال تحمي سلطانك المحدودا

ومن الفتحِ أن يعود حليفاً

لك نداً من كان خصماً عنيدا

أنت ألزمته لمصر الأمانا

ت فكانت لها عليه قيودا

ما له من ضمانها غير أن تد

فع عنه ما يتقي وتذودا

لم يكن ما أنلت أمَّتك الحر

رة إلا لغيره تمهيدا

وإذا صحت العزائم فيها

فالمرام البعيد ليس بعيدا

يا سريع الخطا إلى الغاية القص

وى كريماً موفَّقاً محمودا

أنت أقوى وقد ملكت عنان ال

دهر من أن تسير فيه وئيدا

بمجيد الوسائل اعتدت والأس

باب أن تطلب المصير المجيدا

ولقد تفعل الشمائل ما لا

يفعل الجيشُ قادةً وجنودا

يا مُمدّ النيلين من فيض كفي

ه يجوبُ الربى ويحيي البيدا

إنما الجودُ والتقى من سجايا

ك وما أحسن التقى والجودا

والذي يملك الفضيلة في العا

لم أولى بالعيش فيه رغيدا

جمع الصالحين في ذاتك الل

ه وفي ملكك العظيم الوجودا

ووهبت الحياة قومك حتى

كدت تحيي آباءهم والجدودا

أصبحتْ بينهم وقائعَ بِيضاً

بك آمالهم وكانت وعودا

واستوت عندك الطوائف في الأم

ر فلم تبق سادة وعبيدا

أنت وفقت بين أمسك واليو

م فساوى الطريف منك التليدا

والتقت حولك النفوس فأضحى

كلُّ موفٍ لما أردت مريدا

واحترمت الشورى فلم تلقَ منها

لك إلا الولاء والتأييدا

وأطلت التجريب حتى حملت ال

عبء عن كل حامليه وحيدا

والوقور المكين أنت إذا هز

زَ الصبا النضرُ عطفَك الأملودا

راكعٌ أنت ساجدٌ تسبق الغر

ر الميامين رُكَّعاً وسجودا

ما تركت المحراب حتى تناول

تَ الميادين فارساً صنديدا

آية العصر أن يصير نسوراً

وتماسيح ناسُهُ وأسودا

وترى في العباب والجو أسطو

لك للحرب والسلام عتيدا

أثمرت طيبات جدك فيهم

فاستحقوا على يديك المزيدا

أنت أعلى من أن تلاقيَ جهلاً

للذي أنت صانعٌ أو جحودا

وإذا أبطرتْ يد غير أهل

منك عادت عليه عتباً شديدا

جلَّ قدر المحبوب من كل نفس

أن يكون المنازع المحسودا

ليس ينسى الورَّاد مختلف الأس

باب والسبل حوضك الممدودا

هذه نفسي الوفية للأم

مة أرسلتها إليك قصيدا

ضاء ملء الدنيا فكان لأعنا

ق الليالي قلائداً وعقودا

وكأني به لك اليوم قبَّل

تُ جبيناً وراحة وخدودا

حسب فاروق بين دين ودنيا

أن يكون الخليفةَ الموعودا

إن شعباً ترعاه بالعدل والإح

سان أولى بطبعه أن يسودا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عادت اليوم مصر خلقا جديدا

قصيدة عادت اليوم مصر خلقا جديدا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي