ظلمة سادت على دار الفناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ظلمة سادت على دار الفناء لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة ظلمة سادت على دار الفناء لـ ميخائيل خير الله ويردي

ظُلمَةٌ سادَت عَلَى دارِ الفَناء

حَجَبَت أَسرارَها لِلأبَدِ

وَطَغى الماءُ عَلَيها كَالرِّداء

حابِساً فيها أَنينَ الكَمَدِ

ثُمَّ مَدَّت فَوقَها اَيدي الهَواء

كَفَناً أَملَسَ مِثلَ الجَلَدِ

وَمضَت تائِهَةً

بَينَ النُّجوم

تَنشُرُ الأَخبارَ

عَن أصلِ البَلاء

أَتُرى الأَطماعُ

في الدُّنيا تَدوم

وَخَيالُ المَوتِ

قَد عَمَّ الفَضاء

تِلكَ حالُ الأَرضِ في يَومِ النُّشور

صُوَرٌ زالَت وَلاحَت صُوَرُ

وَغُبارٌ يَتَعالى وَيَثَور

تاهَ في بُعدِ مَداهُ النَّظَرُ

وَذُرَيراتٌ مِنَ النُّورِ تَدور

شَرَرٌ حَيٌ يَليهِ شَررُ

هُوَ أَرواحٌ عَجيبٌ أَمرُها

بِعُيونِ الفِكرِ باتَت تُبصِرُ

قُوَّةٌ عَلياءُ خافٍ سِرُّها

تَبعَثُ الإحساسَ إِذ يَندَثِرُ

فَاذكُري يا نَفس إِن حارَ الفُؤاد

بِالَّذي يَلقاهُ مِن مُستَغرَبِ

أَنَّ ما عايَنتِهِ يَومَ المَعاد

لَم يَكُن عِندي كَبَرقٍ خُلَّبِ

وَكَفى مَن راحَ يُغويهِ الفَساد

أَن يَرى تَحقيقَ هذا المَطلَبِ

وَلَعَلَّ الفِكرَ خَلاقُ الخُلود

فَهوَ قَد أَوجَدَ ما نجهَلُهُ

وَالَّذي خِلناهُ مِن وَهمِ الجُدود

كانَ مِن مُبدعِهِم مَنهَلُهُ

وَهُنا نودِيَ أَنتُم مُنشَرون

فَاستَعَدنا قَصَصَ العُمرِ القَديم

وَرَأَينا بُؤَساءً يَمرَحون

دونَ أَثوابٍ بِجِنّاتِ النَّعيم

وَطُغاةً مِن غِناهُم يَرتَدون

حُلَلاً تُبصنَعُ مِن نارِ الجَحيم

وَذَكرنا الشِّعرَ وَالفَنَّ الجَميل

وَدُموعَ العُلماءِ البائِسين

فَإِذا الأَزهارُ مِن شَوقٍ تَميل

وَيفوحُ العِطرُ بَينَ النّاظِرين

وَإِذا صَوتٌ يُدَوّي مِن بَعيد

ههُنا ابنُ الفَنِّ يَختارُ السَّكَن

يَشتَهي المَرءُ فَيَلقى ما يُريد

وَإِذا شاءَ فَلا يَمضي الزَّمَن

ههُنا الإبداعُ وَالفِكرُ الجَديد

حَيثُ لا يُشرى جَمالٌ بِثَمَن

حَيثُ لا تَفتَرِسُ الغيدَ الذِّئاب

أَو يَعيثُ المُعتَدِي بِالآَمِنين

حَيثُ يَلقى المُشتَكين أَحلى الثَّواب

عِندَ مرآهُ جَزاءَ العابِثين

تِلكَ دارٌ كُلُّ ما فيها انعِكاس

لِلنَّوايا وَالمآتي الماضِيَه

مِثلُ مِرآةٍ بَدَت فيها الغِراس

بَعدَ أَن غاضَت مِياهُ السّاقِيَه

وَحكاياتٍ عَلَىغَيرِ القِياس

لَم يُؤلِّفها خَيالُ الرّاوِيَه

ضَلَّ في تَفسيرها أَهلُ الفِكر

فَارتَأَى تَصويرَها أَهلُ الفُنون

بِأَغانٍ وَرُسومٍ تُبتَكَر

لَم تَزَل مُجتازةً عَبرَ القُرون

أَيُّها الدّارُ الَّتي تُغري البَشَر

بِحَياةٍ تُبهِجُ القَلبَ السَّليم

أَنتِ في الحالَينِ أَنوارُ القَمَر

لُحنَ لِلسّارينَ في اللَّيلِ البَهيم

فافرََحُوا الآنَ بِآياتِ الظَّفَر

أَيُّها الثّاوونَ في الهَمِّ المُقيم

تِلكَ دارٌ تَنطوي فيها العُصور

وَمَلاذ يُرتجَى فيهِ اللِّقاء

كَم عُيونٍ ناعِساتٍ وَبُدور

وَأَمانٍ سَكنَت دارَ البَقاء

شرح ومعاني كلمات قصيدة ظلمة سادت على دار الفناء

قصيدة ظلمة سادت على دار الفناء لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي