طوى دارها طي الكتاب المنمنم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة طوى دارها طي الكتاب المنمنم لـ ابن الدهان

اقتباس من قصيدة طوى دارها طي الكتاب المنمنم لـ ابن الدهان

طَوى دارَها طيَّ الكِتابِ المُنَمنَمِ

وَمَرَّ عَلى الأَطلالِ غَيرَ مُسَلِّمِ

يُخادِعُ امّا عَن جَوى مِن تَذَكَّر

بِها الرَكب أَو عَن عبرة مَن توسِّم

وَكَم وَقفَةٍ فيها أَقَلَّ مُساعِدي

عَلى الدَمعِ اسعادي وَأَكثَر لومّي

إِذا ما بَلَوتُ العَيشَ قالَت عِراصُها

لِدَمعيَ لَيسَ الفَضلُ لِلمُتَقَدِّم

وَسارٍ أَتاني العَرفُ عَنهُ مُبَشِّراً

فَقُمتُ إِلَيهِ أَهتَدي بِالتَنَسُّمِ

أَتى بعد وَهَنٍ عاطِلاً مُتَلَثِّماً

مَخافَةَ حَليٍ أَو مَخافَةَ مَيسَمِ

وَناوَلَني كأساً أَراكَ فِدامَها

وَرَدَّ فَمي عَن لَثمِ كأس مُفدَّمِ

فَلَيتَكَ إِذ حَلأتني عَن مُحَلّل

مِن الخَمرِ ما عَلّلتَني بِمُحَرَّمِ

أَيا لَذَّةَ الدُنيا ومنه بَلاؤُها

وَيا جَنَّةً فيها عَذابُ جَهَنَّمِ

وَكُنّا اِغتَنَمنا لَذَّةَ العَيشِ ليتَها

لَذّاتُها لَم تصرَّم

تُلامُ وَنُدعى الأَشقياءَ خَلاعَةً

وَمَن من يودي ابتِداء التَنَعُّمِ

فَقَد عادَ أَيقاظاً عَلَينا صُروفُهُ

فَما نَلتَقي أَحبابنا غَيرَ نُوَّمِ

أَيا مَلِكاً ما مَدَّ كَفّاً لِعِلَّتي

وَما زلَ مَخضوبَ الأَنامِل مِن دَمي

وَكانَ قَديماً طائِشاتٍ سِهامُهُ

فَأَصبح يَرمينا بأنفذ أَسهُم

وَأَرهفَ حَدّيهِ لحزّي كَأَنَّما

تَوَهَّم انعامَ ابنِ رزِّيكَ مُسلِمي

هُوَ المَلجأُ المأمولُ وَالوَزَرُ الَّذي

أَجازَ عَلى أَحداثِهِ كُلَّ مُعدَمِ

سَليمُ نَواحي العِرضِ لَم يُعطَ خَشيَةً

وَلَم يُخفِ عيباً تَحتَ ذَيل التَكَرُّمِ

تَوضَّح في الدَهرِ البَهيم كَأَنَّه

سَنا غُرَّةٍ سالَت عَلى وَجه أَدهَم

وَأَعطى وَلا مُعطٍ وَأَضحى مُمدَّحاً

وَما فَوقَ وَجهِ الأَرضِ غَيرُ مُذمَّم

إِذا لَقَحَ الراياتِ رأياً تَمَخَّضَت

بِنَصر عَلى الأَيامِ فَذّ وَتَوأمِ

لَهُ كُلَّ يَومٍ مغنَمٌ مِن عَدوِّهِ

يَرى بَذلَهُ لِلمجتدي نَيلَ مَغنَم

ثَقيلٌ عَلَيهِ حَملُ أَيسَر مِنَّة

خَفيفٌ عليهِ حَملُ أَعظَمِ مَغرم

أَعَدَّ لِنَصرِ الحَقِّ كُلَّ مطهَّرٍ

يَغُذُّ إِلى الأَعداءِ فَوقَ مُطَهَّم

لَهُ شَرَفٌ الاقدامِ في الحَربِ شِيمَةٌ

َما يَبتَغي غَيرَ الكميِّ المُقَدَّمِ

وَولهى من التَوديع لَم تَرَ مُنجِداً

مِن الدَمع يُعديها عَلى بَينِ مُشأمِ

فَقالَت وَقَد أَجرَت سَوابِقَ عَبرة

أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ بِالبُعدِ مُؤلِمي

أَتَجمَعُ لي فَقراً وَبيناً وَكِبرَةً

لَكَ اللَهُ ما تُثنيكَ خيفَةُ مأثمِ

فَقُلتُ لَها هَذا فِراقٌ يَردُّنا

جَميعاً وَيُعدينا عَلى الدَهر فاِعلَمي

أَعدّي العيابَ وَالمَرابطَ واخطبي

كَريمةَ قَومٍ وارقبي نجح مقدمي

سَأجهدُ نَفسي في اِبتِكارِ قَصيدَةٍ

فَتونِ المَعاني لَذَّةِ المُتَرَنِّمِ

تَقول إِذا أَبصَرتِ حسنَ بَديعها

لَكَم تَرَكَ الماضونَ مِن مُتَرَدَّمِ

وَأَبعَثُها غَرّاءَ بِكراً عَقيلَةً

لِكفؤٍ بأَبكارِ المَعالي مُتَيَّمِ

مُعشَّقةً زَفَّ التميميُّ دونَها

إِلى دون مَولاكُم بأَلفِ

سَيَبلُغ بَغداداً فَيهجم قائِلٌ

أَقِم يا حُسامي في صَوائِل واهجم

أَيا بَحر إِنّي لَم أَسَل غيركَ النَدى

وَلَم أَرَ أَهلَ الأَرض أَهلاً لمكرمِ

هُم الحَمأُ المَسنون لا ماءَ عِندَهُم

وَلَيسوا صَعيداً طَيِّباً لِلتَيَمُمِ

عبرتُ أُلاقي خَيرَهُم خَيرَ مادِح

لَهُ وَأَراهُ دَهره غَيرَ مُنعَمِ

غَنيّاً بِما تُوليهِ غَيرَ مُكلَّفٍ

طَلاقَة بِشرِ الوَجهِ أَو مُتَجَهِّمِ

دَعَوتُكَ بعد الجود أُخرى وَلَم يَزَل

أَخو المحل يَدعو السُحب

وَصلتَ المَعالي فَوقَ وَصلِ مُتَيّم

أَخاهُ فَلا ذاقَت فِراقَ مُتَيَّمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة طوى دارها طي الكتاب المنمنم

قصيدة طوى دارها طي الكتاب المنمنم لـ ابن الدهان وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن الدهان

عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي. شاعر من الكتاب الفقهاء ولد في الموصل وأقام مدة بمصر ثم انتقل إلى الشام. فولي التدريس بحمص وتوفي بها. قال فيه ابن خلكان كان فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد غلب عليه الشعر واشتهر به. ولديوانه أهمية تاريخية أدبية: أما التاريخية: حيث كانت في عصره الحروب الصليبية التي هزت العالم الإسلامي وانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم فسجلها ديوانه أعظم تسجيل. الأدبية: شعره لا تكلف فيه وصرف شعره في كل الأوجه من مديح وفخر ورثاء وشكوى وغزل. وديوان شعره مطبوع. له كتاب (شرح الدروس -خ) .[١]

تعريف ابن الدهان في ويكيبيديا

ابن الدَّهَّان البَغْدَادي (494-569ه‍ = 1100-1174م), سعيد بن المبارك بن علي الأنصاري، أبو محمد، المعروف بابن الدهان: عالم باللغة والأدب. مولده ومنشأه ببغداد. انتقل إلى الموصل، فأكرمه الوزير جمال الدين الأصفهاني. فأقام يقرئ الناس. تصانيفه كثيرة وكان قد أبقاها في بغداد، فطغى عليها سيل، فأرسل من يأتيه بها إلى الموصل، فحملت إليه وقد أصابها الماء، فأشير عليه أن يبخرها ببخور، فأحرق لها قسماً كبيراً أثر دخانه في عينيه فعمي ! ولم يزل في الموصل إلى أن توفي. من كتبه ( تفسير القرآن ) أربع مجلدات، و ( شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي ) أربعون جزءاً، و ( الدروس ) في النحو، بدار الكتب، مصوراً عن شهيد علي وعليه شرح له من تأليفه، و ( الأضداد) رسالة في اللغة ( في نفائس المخطوطات ) و ( النكت والإشارات على ألسنة الحيوانات ) و ( ديوان شعر ) و ( ديوان رسائل ) و ( العروض) ( الغرة ) في شرح اللمع لابن جني، و ( سرقات المتنبي ) و ( زهر الرياض ) سبع مجلدات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الدهان - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي