ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا لـ ناصيف اليازجي

ضاقَ السَّبيلُ على الباكي الحزينِ فلا

عاد الحبيبُ ولا قلبُ المُحِبِّ سَلا

يَهيجُ للحُزْنِ في أحشائهِ لَهَبٌ

وكُلَّما رامَ إخماداً لهُ اشتعَلا

كل الجِراحاتِ يَشفيها الدَّواءُ سِوَى

جُرحِ الفُؤَادِ فلا يُشفَى وكم قَتَلا

يموتُ مفقودُنا يوماً وفاقدُهُ

في كلِّ يومٍ يذوقُ الموتَ مُتَّصِلا

هذِهْ لنا علَّةٌ تُضني المُصابَ بِها

ورُبَّما وَلَّدَتْ مَعْها لهُ عِلَلا

بليَّةٌ ليسَ ينجو من غوائِلها

غيرُ الذي ماتَ عن دُنياهُ وارتَحَلا

يا هَل تُرَى أيُّ قلبٍ ما بهِ ألَمٌ

وأيُّ وجهٍ بماءِ الدَّمعِ ما اغتَسلا

وأيُّ ماءٍ بهِ يذكو اللهيبُ سِوَى

دمعُ الحزينِ الذي فوقَ الثَّرى هَطَلا

أستودِعُ اللهَ في طيِّ الضَّريح فتىً

كالغُصنِ مُعتدِلاً والبدرِ مُكتمِلا

كنَّا نُؤَمِّلُ أن نَجني لهُ ثَمَراً

فخيَّبَ الدَّهرُ منَّا ذلكَ الأمَلا

خان الزَّمانُ لهُ عهدَ الصِّبا وبغَى

عليه داعي المنَايا إذ أتَى عَجِلا

قد ألبسوهُ الثِّيابَ البيضَ فاصطَبَغت

بحمرةٍ من دمِ الدَّمعِ الذي انهملا

والنَّاسُ مِن حولِهِ تمشي وقد نَكستْ

رؤُوسَها وصُراخُ الباكياتِ عَلا

يا رحمةَ اللهِ حُلِّي فوقَ تربتهِ

كما حَلَلتِ على نعشٍ بهِ حُمِلا

وصافِحي ذلكَ الوجهَ الصَّبيحَ بها

وعانِقي ذلكَ القدَّ الذي اعتَدَلا

يا أيُّها القبرُ أكرِمْ مَن إليكَ سعَى

فإنهُ كان ممَّن يُكرِمُ النُّزُلا

واحرِصْ على غصنِ بانٍ فيكَ كانَ إذا

مَرَّت عليهِ نُسَيماتُ الصبَّا ذَبَلا

صبراً بني صيدَحٍ فالصَّبرُ أنفعُ ما

داوَى بهِ النَّاسَ جُرحَ القلبِ فاندَمَلا

هذا السبيلُ الذي لا بُدَّ منهُ لنا

يوماً فنحنُ إليهِ نَقطعُ السُّبُلا

العيشُ للنَّاسِ أيامٌ لها أجَلٌ

والموتُ دهرٌ لهم لا يعرفُ الأجَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا

قصيدة ضاق السبيل على الباكي الحزين فلا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي