ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا لـ ناصيف اليازجي

ضاقَ الرِّثاءُ بنا من فرطِ ما اتَّسعا

كالماءِ طالَ عليهِ الوِرْدُ فانقَطَعا

الموتُ يَنبُعُ يوماً بعدَ ليلتهِ

وليسَ تَنبُعُ ألفاظٌ كما نَبَعا

في كلِّ يومٍ يُقالُ الصُّبحَ وا أسفا

قد ماتَ زيدٌ وعمروٌ في المسا تَبِعا

فوقَ التُّراب جِبالٌ من حِجارتهِ

وتحتهُ مثلُها مِنَّا قدِ اجتَمَعا

النَّاسُ للموتِ صيدٌ ظلَّ يأكلُهُم

نَهْماً ولكنهُ لا يَعرِفُ الشِّبَعا

والأرضُ تبتلِعُ الأجسامَ قاطِبةً

وجوفُها ليسَ يَملاهُ الذي ابتَلَعَا

هَوِّنْ على القلبِ غمَّا فيهِ أو فَرَحا

كلاهما عن قريبٍ يَذهبانِ مَعَا

مابينَ يومٍ وليلٍ نحنُ بينَهُما

تمضي ألوفٌ وننسى كلَّ ما وقعا

قد يزرَعُ الزَّرعَ منا غيرُ حاصدهِ

ويحصُدُ الزَّرعَ منَّا غيرُ من زَرعا

ويَجمعُ المالَ من بالكدِّ حصلَّهُ

دهراً ويُنفِقُهُ غيرُ الذي جَمَعا

اليومَ قد فاتَ إبراهيمَ منزِلَهُ

وضاعَ ما قد بَنى فيهِ وما صَنَعا

وخَلَّفَ الدَّارَ تشكو فَقْدَ صاحِبِها

والمالَ والأهلَ والأصحابَ والتَّبَعا

كانت لياليهِ كالأعيادِ حافلةً

بأوجُهِ الناس مُصطافاً ومُرتَبَعا

تَعشُو الوُفودُ إلى بابٍ لمنزلهِ

لا يَطلُعُ الفجرُ إلاّ وَهْوَ قد قُرِعا

قد كان في طِبِّهِ للنَّاسِ منفعةٌ

فإذا أتى الموتُ ذاك الطِّبُّ ما نَفَعا

وكان يُبرِي مِن النَّاسِ الجِراحَ فهل

يُبري جِراحَ فُؤَادٍ بعدهُ انصَدَعا

مَضَى إلى ربِّهِ الغفَّارِ مُعتمِداً

قُربَ الطريقِ التي فيها إليهِ سَعَى

ما زال سَبَّاقَ غاياتٍ بهمَّتِهِ

حتَّى لقد سبقَ الوقتَ الذي وُضعا

سارت إلى الله تلكَ النَّفسُ تاركةً

جسماً ثَوى في تراب الأرض مُضطَجِعا

كلٌّ إلى أصلهِ قد عاد مُنقلباً

فانحطَّ هذا وهذا طارَ مُرتفِعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا

قصيدة ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي