صب يخاطب مفحمات طلول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صب يخاطب مفحمات طلول لـ البحتري

اقتباس من قصيدة صب يخاطب مفحمات طلول لـ البحتري

صَبٌّ يُخاطِبُ مُفحِماتِ طُلولِ

مِن سائِلٍ باكٍ وَمِن مَسؤولِ

حَمَلَت مَعالِمُهُنَّ أَعباءَ البِلى

حَتّى كَأَنَّ نُحولُهُنَّ نُحولي

يا وَهبُ هَب لِأَخيكَ وَقفَةَ مُسعِدٍ

يُعطي الأَسى مِن دَمعِهِ المَبذولِ

أَو ما تَرى الدِمَنَ المُحيلَةَ تَشتَكي

غَدَراتِ عَهدٍ لِلزَمانِ مُحيلِ

إِن كُنتَ تُنكِرُها فَقَد عَرَفَ البِلى

قِدماً مَعارِفَ رَبعِها المَجهولِ

تِلكَ الَّتي لَم يَعدُها قَصدُ الهَوى

مالَت مَعَ الواشينَ كُلَّ مَميلِ

عَجِلَت إِلى فَضلِ الخِمارِ فَآثَرَت

عَذَباتِهِ بِمَواضِعِ التَقبيلِ

وَتَبَسَّمَت عِندَ الوَداعِ فَأَشرَقَت

إِشراقَةً عَن عارِضٍ مَصقولِ

أَأَخيبُ عِندَكِ وَالصِبا لِيَ شافِعٌ

وَأُرَدُّ دونَكِ وَالشَبابُ رَسولي

وَلَقَد تَأَمَّلتُ الفِراقَ فَلَم أَجِد

يَومَ الفِراقِ عَلى اِمرِئٍ بِطَويلِ

قَصُرَت مَسافَتُهُ عَلى مُتَزَوِّرٍ

مِنهُ لِدَهرِ صَبابَةٍ وَعَويلِ

وَإِذا الكِرامُ تَنازَعوا أُكرومَةً

فَالفَضلُ لِلفَضلِ بنِ إِسماعيلِ

لِلأَروَعِ البُهلولِ ثابَ بِهِ النَدى

مِن كُلِّ أَروَعَ مِنهُمُ بُهلولِ

قُسِموا عَلى أَخلاقِهِم فَتَفاوَتوا

فيهِنَّ قِسمَةَ غُرَّةٍ وَحُجولِ

في كُلِّ مَكرُمَةٍ يَدٌ مَبسوطَةٌ

مِن فاضِلٍ مِنهُم وَمِن مَفضولِ

لا تَطلُبَنَّ لَهُ الشَبيهَ فَإِنَّهُ

قَمَرُ التَأَمُّلِ مُزنَةُ التَأميلِ

جازَ المَدى فَرَمى بِغَيرِ مُناضِلٍ

في سُؤدُدٍ وَجَرى بِغَيرِ رَسيلِ

فَمَتى سَمَت عَينُ الحَسودِ لِفَخرِهِ

رَجَعَت بِطَرفٍ عَن عُلاهُ كَليلِ

يَدَعُ المُلوكُ المُترَفونَ عَتادَهُم

لِأَغَرَّ عَن أَشغالِهِم مَشغولِ

مُستَأثِرٍ بِالمَكرُماتِ تَعودُهُ

فيها خَلائِقُ حاسِدٍ وَبَخيلِ

وَمَتى عَرَضتَ لِشُكرِهِ فَالبُرجُ مِن

تُبَلٍ عَلى ثَبَجِ الثَناءِ ثَقيلِ

وَمِنَ الصَنائِعِ ما يُؤَكَّدُ بِاللُهى

فَيَنوءُ حامِلُهُ بِعِبءِ الفيلِ

مُتَمَكِّنٌ مِن هاشِمٍ في رُتبَةٍ

عَلياءَ بَينَ الغَفرِ وَالإِكليلِ

قَومٌ إِذا عَرَضَ الجَهولُ لِمَجدِهِم

عَطَفَت عَلَيهِ قَوارِعُ التَنزيلِ

وَإِذا حَلَلتَ فِناءَهُم مُتَوَسِّطاً

فيهِم فَما اِسمُ النيلِ غَيرُ جَزيلِ

يَتَغَوَّلُ المُدّاحَ أَدنى سَعيِهِ

بِمَكارِمٍ مِثلِ النُجومِ مُثولِ

فَالدَهرَ يَعقِرُ بِالقَوافي أَهلُها

في العَرضِ مِن آلائِهِ وَالطولِ

يا فَضلُ جاءَ بِكَ الزَمانُ مُجَرِّراً

كَرَماً كَبُردِ اليُمنَةِ المَسدولِ

أَوضَحتَ عَن خُلُقٍ أَضاءَ لَهُ الدُجى

وَأَخو الغَزالَةِ آذِنٌ بِأُفولِ

وَشَمائِلٌ كَالماءِ صُفِّقَ بُردُهُ

بِرُضابِ صافِيَةِ الرُضابِ شَمولِ

نَدعوكَ لِلخَطبِ الجَليلِ بِسَيِّدٍ

وَأَخٍ لِقُربِكَ تارَةً وَخَليلِ

وَكَذاكَ أَنتَ البَحرُ ثُمَّ تَكونُ في

كَرَمِ العُذوبَةِ مُشبِهاً لِلنيلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صب يخاطب مفحمات طلول

قصيدة صب يخاطب مفحمات طلول لـ البحتري وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي