صبحا بدا من رأي خير الدين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة صبحا بدا من رأي خير الدين لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة صبحا بدا من رأي خير الدين لـ محمود قابادو

صُبحاً بدا من رأيِ خيرِ الدينِ

أَغنى العيان لَه عن التبيينِ

أَنحى عَلى الظلماتِ مِن ظلمٍ ومن

جَهلٍ فَزَحزحها بنورِ يقينِ

بَرحَ الخفاءُ به فَأبصرَ خابطٌ

في جاهليّةِ ضلّة وفتونِ

وَاِرتاعَ متّخذُ الجنوحِ دريئةً

واِرتاحَ مرتاعٌ إِلى التأمينِ

وَسرى بليلِ البردِ بردُ نسيمهِ

في كلِّ داءٍ للنفوس دفينِ

وَاِمتدّ ظلّ عُرى الأمانِ وأينعت

وَاِفتنّ شادي العدلِ في التلحينِ

لا غروَ إِن حَمَد الورى مسراهمُ

بِصباحِ نصحٍ في اللّيالي الجونِ

فَالخلقُ مرعيٌّ وراعٍ نظّموا

نَظم الدِّلاصِ وسَردها الموضونِ

وَالنصحُ فيهم والتناهي بَينهم

عَن منكرٍ كَقَتيرِها المرضونِ

عَهدٌ لَهم وَأمانةٌ يَرعونها

بُقيا عَلى دنياهم والدينِ

وَالعدلُ سلطانٌ لكلّ مملّك

يَقضي بِسلطان عليه مبينِ

فَأعمّهم عدلاً أعمّ ولايةٍ

وَأمدّ باعاً في سطاً أو لينِ

وَتساهُل الوالينَ عزلٌ كامنٌ

وَتهاون بأمانةِ التمكينِ

إنّ الأمانةَ أشفق السبعان أن

يَحمِلنَها وَخشينَ وهنَ متونِ

علماً بأنّ الإستقامَة وفق أم

رِ اللّه عبءٌ آد كلّ ركينِ

لكنّه الإنسانُ ناءَ بِحَملها

ليُمازَ مهديٌّ من المفتونِ

وَالشرعُ نهجُ سعادةٍ في عادةٍ

وعبادةٍ سمح بدون حزونِ

لكن عوادٍ مِن دواعٍ دونه

منبثّةٌ بِمفاوز ورعونِ

فتقحّمُ الشذَّانِ في أخطارها

غَررٌ بدونِ مرافق وقرينِ

سِيما وَأَسبابُ الهوى المهوي النّهى

مِن كلّ جانحةٍ أوَت لعطونِ

أوَ ما رأيتَ الفاردينَ تنوشهم

أَيدي العَوادي بالأذى والهونِ

لا أَظهُراً أبقَوا ولا شققاً طووا

تنضى قواهُم حوّماً بوكونِ

رَكدت حميّتهُم وَهانَ عليهم

بيعُ الفخارِ بصفقة المغبونِ

هلّا وَهُم أهلُ الكمال وجذمهُ

سَقطوا عِليه بناجذٍ لضنينِ

أجروا إليه في مجاري سابق

جلّى وهُم صرعى فنون فتونِ

أَفيَطمعونَ ولا مجاراةَ لهم

بِلحاقهِ أمنيّةُ المأفونِ

هَيهاتَ لأمٌ في تَفاريق العصا

إِذ بدّها اِستبدادها بشؤونِ

إلّا برأبٍ حُوّل ذي تدرأ

يذرُ الضبابَ أليفةً للنونِ

مَرمى مرامِ النجمِ دون مرامهِ

لَو لَم يَكُن مِن همّ خير الدينِ

ذاكَ الوزيرُ الأوحدُ الشهم الّذي

فَرَع الشوامخَ شامخَ العرنينِ

فَهوَ الّذي جاسَ الممالكَ خبرهُ

وَحَبا سياسَتها حبا تلهينِ

أَملى مجلّة حكمةٍ سنّى بها

قَيد الطليقِ ومطلق المسجونِ

وَجلا قوانينَ الحماية برزةً

وَمسالكَ العمرانِ والتمدينِ

وَرَعى ذمامَ المعلواتِ وصانهُ

وَأبانَ وجهَ النصحِ غير مصونِ

رَوضٌ بِه تأوي النهى للوارفِ ال

مسكون حولَ المشرع الملزونِ

في كلّ سطرٍ منه لجّةُ خضرمٍ

تُلقي فريدَ اللؤلؤِ المكنونِ

ما شامهُ النقّادُ إلّا أرّخوا

الأقومُ الخيريّ نقد أمينِ

فَلك يدير زواهرَ الحكمِ الّتي

هيَ هديُ مختبطٍ وَرجم ظنينِ

طَلَعت بِه شمسُ الهدى من مشرقِ ال

خَضراءِ في ربعِ الملا المسكونِ

تَهدي الورى لِلأقومِ الأممِ الّذي

أَدنى منَ الطلباتِ كلّ شطونِ

فليَهتدوا وَليَحمدوا وَيؤرّخوا

صبحاً بدا مِن رأي خير الدينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة صبحا بدا من رأي خير الدين

قصيدة صبحا بدا من رأي خير الدين لـ محمود قابادو وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي