شموس مدام في كؤوس زوالغ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شموس مدام في كؤوس زوالغ لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة شموس مدام في كؤوس زوالغ لـ حسن حسني الطويراني

شموسُ مُدامٍ في كؤوسٍ زَوالغُ

تَطوفُ بها فينا البُدورُ البَوازغُ

مشعشعةٌ صَفراءُ جالَ حَبابُها

كَما جِلنَ في غضِّ الزُهورِ البَواشغُ

زَكَى نافحٌ من نافجِ الطيب فايحٍ

وَفايخُ مسكٍ طابَ ريّاهُ فائغُ

كَأَنّ الكؤوسَ المترعاتِ مراحلٌ

تدانى بِها ربعٌ وَتَنأى مشائغُ

كَأَنّ احتساها نَزعةً بعد نزعةٍ

خُطاً للصفا وَالشِّربَ ركبٌ يبالغُ

تجوب فَضا الإِدراك في راحِ من سَقى

وَقرقرت الرَاووق منها بغابغُ

فَإِن مُلئت كاساتُها امتلأ الهَوى

وَإِن أُفرِغَت فَالقَلبُ بِالأنس فارغُ

مُدامٌ رأت فعلَ الهُموم فَأَقبلت

وَذا دمُها ممّا جَنى الغَيظُ بائغُ

فَهاتِ عَلى ما يَبتغي برزغ الهَنا

فَبارع أُنسٍ جادَ والعيشُ بارغُ

أَلم ترَها تَبغي كفاحَ همومِنا

عَلَيها دروعٌ للحَباب سَوابغُ

تُضيء فتمحو مُكفَهرَّ العَنا فَلو

يُسكَّنُ جاشٌ ما اقتضتها سغاسغُ

عجبتُ لنورٍ في العُيون مُبرَّجٍ

يلذُّ شراباً وَهوَ في الذَوق سائغُ

عجبتُ لها تبراً يَسيلُ مصونُه

وَقد صاغ منها سِكَّةَ اللهوِ صائغُ

تحلّ بنات السرغ لبّ فَواتخٌ

وَكم لَعبَت بالسرغ قبلُ الفَواتغُ

فَغَيِّبْ هُمومَ النَفسِ وَالأُنسُ حاضرٌ

وَأَيقِظ دَواعي الوَصل فَالفصل باهغُ

وَدع عَنك غَوغا عاذليكَ عَلى الهَوى

فَما زالَ دَأبَ العاذلين الدغادغُ

فَهيهاتَ يَقوى أَن يَرى شَمسَ أُنسِنا

طَموحٌ إِلى العُتبَى عَن الذَوقِ زائغُ

وَهَيهاتَ يَحسو حرّةَ الروحِ أَولَقٌ

لَقَد عزَّ راحٌ أَن يوافيه والغُ

فَيا حبّذا جَمْعٌ تَفرّقَ همُّهُ

وَجُمِّعَ فيهِ الصَفوُ وَالوَقتُ رابغُ

وَقَد خَلَتِ الأَفكارُ عَن كُلّ شاغلٍ

فَلا عاذلٌ غرٌّ وَلا الهَمُّ جالغُ

كَأَنّ حَبابَ الراحِ حينَ تَراقصت

زِجاجٌ لَها في الزاهدين شغاشغُ

كَأَنّ النَدامى يَجأذونَ كؤوسَها

أُبيحت لَهم فيما يَرونَ الرغارغُ

أَدِرها فَإِنّ الراحَ للبرح دافعٌ

وَفيما تبينّاه للروع دافغُ

وَلا تَخشَ أَن تشربْ مُدامَك رائقاً

فَرائعُ ما تخشى من الأنس رائغُ

وَخُذها عَلى خدٍّ نضيرٍ وَمبسمٍ

شهيٍّ منيعٍ لَيس يَرجوه بالغُ

ودَعني بعشقٍ أَهصرُ القدَّ مثلما

تَضُمُّ عثاكيلَ الغصونِ الفشائغُ

وَلا ترجُ منّي سَلوةً بَعد صَبوةٍ

بعيد فؤادي أَن يلاقيهِ نازغُ

فَلا برزغ الا نبهرج لذة

يكبح عَنها صادعَ النُّصحِ صادغُ

كَأنّ غُصونَ الدوحِ فيهِ غَدائرٌ

عَلى نَهرها قَد صغصغتها الصغاصغُ

وَهَل زبرجٌ من جانب العَيش مونقٌ

إذا لَم تَكُن نالَت مُناها البَرازغُ

وَما خنزجٌ يَختارُ غرٌّ مخرفجٌ

بآنقَ من صفوٍ تَقي فتجالغُ

وَما طالعُ السعدين إِلا نضارةٌ

تَخوّفَ عقباها العشاشُ الطَوالغ

وَما طامعٌ في العَيش بِالهَمِّ وَالأَسى

سِوى مَن عَلى عَينيهِ للغيِّ طامغ

وَما الهَمُّ إِلا بالمذلةِ فاضحٌ

ذويهِ وَللقدِّ المقوّمِ فاضغُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة شموس مدام في كؤوس زوالغ

قصيدة شموس مدام في كؤوس زوالغ لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي