شمس العشية آذنت بغروبها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شمس العشية آذنت بغروبها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة شمس العشية آذنت بغروبها لـ ابن فركون

شمْسُ العشيّةِ آذَنتْ بغُروبِها

كالكأسِ راقَ بها سَنا مَشْروبِها

مُصْفَرّة تُبْدي النّحولَ عَليلةً

فكأنّها تشكُو فِراقَ حَبيبِها

فكأنّما هيَ في العشيِّ مُسافرٌ

أبْقَتْ على مرْآهُ بعضَ شُحوبِها

وكأنها عذراءُ رِيعَت فانثنَتْ

وتستّرَتْ في الحيّ خوْفَ رقيبِها

ألْقَتْ على هَذي البِطاحِ شُعاعَها

فطِرازُ خُصْرَتهنّ من تذْهيبِها

قابِلْ مُحيّاها بنورِ مُدامةٍ

حمراءَ تُبْدي النّارَ من تشبيبِها

ما اعْتلّتِ الأجْسامُ إلا قبْلَ أنْ

مصحَتْ على الأرْواحِ كفُّ طَبيبِها

إنْ غابَت الشمْسُ المُنيرةُ أطْلعَتْ

بَدْراً ينوبُ سناهُ عن محْجوبِها

خُذْها معتّقةً على الرّوضِ الذي

تُهدي أزاهِرُهُ نواسِمَ طيبِها

منْ كفّ ميّادِ المَعاطِفِ ساحِرٍ

هوَ للنّواظِرِ منتَهى مَطْلوبِها

يَشْفي نُفوسَ العاشقينَ من الجَوى

فيُزيلُ ما تَلْقاهُ منْ تعْذيبِها

والعودُ يُسْمِعُ صوتُهُ في كفِّه

ما شاءَتِ العُشّاقُ من مرغوبِها

باحَتْ بمَكْنونِ الهَوى أوْتارُهُ

فشَفَتْ فُؤادَ غَريمِها بغَريبِها

بأنامِلٍ لم ترْقَ مِنبَرَ عودِها

إلا أباح الشُرْبَ وعْظُ خَطيبِها

وكأنّ يُمناهُ تخطُّ لكلِّ مَنْ

ترَكَ الخَلاعةَ آن وقْتُ وُوجوبِها

فاعْجَبْ لآياتِ السّرورِ وجُدّ في

ترْتيلِها وانظُرْ إلى ترْتيبِها

نطقَتْ فأهْلاً بالذي أبدَتْهُ من

مكْتومِها المشْروحِ أو مكتوبِها

لا تَنسَها فبِواجِبٍ أنْ يُقْتَدى

بأبي نُواسٍ في محلِّ خَصيبِها

لا تصْحُ عنْها إنّ ربَّك قد قَضى

كرَماً وإنْعاماً بمحْوِ ذنوبِها

شرح ومعاني كلمات قصيدة شمس العشية آذنت بغروبها

قصيدة شمس العشية آذنت بغروبها لـ ابن فركون وعدد أبياتها تسعة عشر.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي