شماسة قلب ليس يألف طائره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شماسة قلب ليس يألف طائره لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة شماسة قلب ليس يألف طائره لـ بديع الزمان الهمذاني

شماسة قلب ليس يألف طائره

وعازب لُب أول الحب آخرُهْ

ورئْم أبت ألحاظه أن تُغبَّني

وُفودَ الهوى أو يبرحَ الصدرَ خاطرهْ

بساحر ما ضمت عليه جفونه

وريانِ ما التفّت عليه مآزره

وأبيضِ ما تحت الصِّدار لَوَانه

تجرد لاحت للعيون سرائره

فيا قلب هذا العشق حقاً وهذه

موارده حتى تبين مصادره

فلا الانس مردود إليك شريده

ولا النوم معطوف عليك أواصره

ويا دمع أدركني إن الصبر خانني

بنصرك والمخذول من أنت ناصره

ويا برحاء الشوق رفقاً بمهجتي

هي المجد معقوداً عليه خناصره

ألا إن تحت الشوق مني لماجداً

يجاذب فيه منجد الشوق غائره

وما حال صب بالعراق فؤاده

أسير وثاو في خراسان سائره

على أن في قرب الأمير وبسطه

لنا عوضاً لا يخلف الظن ماطره

ألم تر أن الملك قر قراره

إذا زينت باسم الأمير منابره

ودون حجاب الملك منذ تمكنت

أسرته من أرضه وستائره

سحاب ولكن الدنانير صوبه

وليث ولكن الملوك عقائره

وأبلج كالصبح الأغر جبينه

ضياء وكالليل البهيم عساكره

تذل له الأقدار وهي جنوده

وتخدمه الأيام وهي عشائره

يموج به في الحرب صاف أديمه

حفوز لِهامات الملوك حوافره

مقيم سرير الملك حاضر تاجه

وخاتمه غازي الغريم مسافره

تَزايل أركانُ العدى عند بأسه

وتعضَب أنياب الردى وأظافره

ألم تر غرشستان كيف تغورت

معاقلها لما انتحتها بصائره

طلبت بها ثار الإله ودينه

فما فات والشيخ الموفق بائره

ونبئت يا نهلان أن عصابة

يخالف فيهم باطن القلب ظاهره

أتوك وراموا أن يهزك بغيهم

على شرفي والبغي مر مصائره

حنانيك حسادي كثير كما ترى

ومن حسنت عيناه تكثر ضرائره

ومن حل من علياك حيث تُحِلني

تصدى له قاصي المحل وقاصره

أنا العبد لا يأبى عليك ولاؤه

خلوصاً ولا تخطو ذراك مفاخره

شرح ومعاني كلمات قصيدة شماسة قلب ليس يألف طائره

قصيدة شماسة قلب ليس يألف طائره لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي