شقوا القلوب وغادروا الأطواقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شقوا القلوب وغادروا الأطواقا لـ حفني ناصف

اقتباس من قصيدة شقوا القلوب وغادروا الأطواقا لـ حفني ناصف

شُقوا القلوبَ وغادروا الأطواقا

وذروا الدموع تُقرّحُ الآماقا

ودعوا النفوس تصبُّها أجفانُكم

دمعاً وتسكبها دماً مهراقا

ذوبوا من الأحزان لا تبقوا على

أكبادكم واستنفدوا الأرماقا

خطب دوت في الخافقين رعودُه

فزعاً وطبقّ نعيُه الآفاقا

غشى الأنامَ ولم يكن متوقعاً

كالسحب صيفاً أرسلت إبراقا

وأصمّت الأسماعُ رنة وقعه

والحزن أولى الألسنَ استغلاقا

ودجا الزّمان فكل نور حلْكةٌ

ونبا المكان فكلّ رحب ضاقا

هل تعلمون معمراً أو ناشئاً

لم يُوله نبأ الردى تصعاقا

هل تعلمون معمّراً أو ناشئاً

لم يوسع الصبر الجميل طلاقا

أيّ امرىء لم يسقِه يومُ النوى

كأساً من الروع المرير دهاقا

لا كان يوم سار فيه نُعاته

يُلثون في مهج الورى إحراقا

هي ساعة راش القضاءُ سهامهُ

فيها وحلّ بنا البلاء وحاقا

أودى فأي فريصة لم ترتعد

أم أيّ قلب لم يكن خفاقا

بدر عراه وهو في استقبالهِ

خسف وصادف في الكمال محاقا

حملته أعناق الرجال وطالما

بنواله قد طوّق الأعناقا

تركوه عمداً في الظلام ولم يكن

يرضى الشموع لبيته إشراقا

إن فاق في المجد الكرام فأنه

أربى عليهم في العلا إنفاقا

خُلق كما سرت الشمالُ ورِقةٌ

تحكي الشمول لطافةً ومذاقا

وبديهة تقف الرويةُ دونها

والسمع يُلقى عندها الأرواقا

وعبارة تشفى الغليل ومنطق

بمجامع المعنى يحيط نطاقا

وتساؤل يذر المعمَّى واضحاً

وطلاقةٌ تولى النهى إطلاقا

خفق السماع عليه حتى إنه

لم يخش طالب جوده إخفاقا

لا يرهب الإقلالَ بعد لقائهِ

عافٍ ولا يتهيبُ الإملاقا

إن قيل عفوٌ فهو بحرٌ زاخر

لا يعرف الجاني له أعماقا

طبعت سجاياه عليه أما ترى

في كلّ بادرة له مصداقا

أو قيل دين فهو حافظُ عهدهِ

كم شدّ منه عرىً ومدّ رباقا

أو قيل إصلاح فذلك صنعهُ

في مصرَ أعتق أهلها إعتاقا

لدغت أفاعي الحادثات يمينها

دهراً فكان لسمها ترياقا

رأب الصدوع بحكمة منه وقد

ملئت طباقُ بلاد مصر شقاقا

وأقر فيها العدل بعد تزعزع

والحقّ أولى أمرهُ إحقاقا

ونعي الضلال فما تصدى باطلٌ

إلا وأزهق روحهُ إزهاقا

أولى المعارفُ في الديارِ عوارفا

والعلمَ بعد ذبولهِ إيراقا

مَهدَ الطريق لمن تقلد بعده

وهدى السراةَ وفتَّح الأغلاقا

فسَرو بنبراس الذكاء ليغمضوا

ممن تطلع نحوها أحداقا

ما وفق الله امرءاً في أمة

إلا وكان لنفعها مُنساقا

تربت يمينُ الدهر غيّب في الثرى

هذي الخصال ويِلكمُ الأخلاقُ

سبق الكرام إلى النعيم وعهدُنا

فيه لكلّ عظيمة سبّاقا

وسرى إلى الرب الرحيم ملاقياً

بين الملائكة الكرام رفاقا

عن فضلهِ حدّثْ فطيب حديثه

يشفي المحب ويطرب المشتاقا

يا راحلاً عنا تركْت نفوسنا

تشكو الأسى وتساور الأشواقا

لم يُبق منا الحزنُ إلا مهجةً

حرَّي وإلا مدمعاً دَفاقا

خطفتك خاطفةُ المنية فجأةً

منا وغادرت الجسوم رقاقا

لم تنتثر شهب السماء ولم يَطل

مرضٌ ولم يُبد الغراب نُعاقا

ويد الردى سرقتك ليلاّ ليتهم

حدّوا بقطع يديهم السُّراقا

إنّا على الود الذي مكّنته

منا وعنه لا نحُولُ فُواق

لا كان من ينسى الولاء لراحل

يوماً وينقض بَعده الميثاقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة شقوا القلوب وغادروا الأطواقا

قصيدة شقوا القلوب وغادروا الأطواقا لـ حفني ناصف وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن حفني ناصف

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم. ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها. وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة. له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و (مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط) . وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط) .[١]

تعريف حفني ناصف في ويكيبيديا

حفني ناصف هو محمد الحفني بن محمد إسماعيل خليل ناصف، ولد يوم الجمعة 16 ديسمبر سنة 1855م ببركة الحج، من أعلام القليوبية، توفى والده وهو ما زال جنيناً في بطن أمه، فكفله خاله وجدته لأبيه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حفني ناصف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي