شقت على الأرض السماء جيوبها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شقت على الأرض السماء جيوبها لـ ابن خاتمة الأندلسي

اقتباس من قصيدة شقت على الأرض السماء جيوبها لـ ابن خاتمة الأندلسي

شَقَّتْ على الأرضِ السَّماءُ جُيوبَها

فالمَحْ سَناها أو تَنَسَّمْ طيبَها

أرضٌ مُدَبَّجَةٌ وظِلٌ وارِفٌ

وشَذىً بهِ مَلأَ النسيمُ رحيَبها

قد مدَّ طاووسُ الجمالِ جناحَهُ

فِيها فغطَّى غُصنَها وكَثيبَها

ماشِئْتَ من وَشْيٍ بها تَوْريدَها

تَوْريسَها تَفْضيضَها تَذْهيبَها

سَحبَ السَّحابُ بها فُضولَ ذُيوِله

فَوشَى أباطِحَها ولَمَّ شعُوبَها

فأتَتْ كما نَضَت العَروسُ نِقابَها

وجَلتْ عن الوَجْهِ الجميلِ شُروبها

وادٍ بهِ نَفضَ الربيعُ عِيابَهُ

وأرَى فُنونَ فُتونِه وضُروبَها

أضفَى عليه النَّورُ من أثْوابِهِ

خِلَعاً تُهذّب نَشرها تَهذيبَها

في عاتِقَيْهِ من المياهِ صَوارمٌ

يُبدي النَّسيمُ بمتْنِها تَشْطيبَها

فالدَّوحُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُخَلخَلٍ

عنها غَدا جَرْسُ الحُليّ نَسيبَها

لا غَرْوَ إنْ ضَحِكَتْ مَباسِمُ زَهرهِ

فالمُزنُ قد سَفَحت عَلَيْهِ غُروبَها

أو إن بَدا خَجلٌ بخدَّيْ وَرْدِهِ

فالدَّوحُ قد شقَّتْ عَليْهِ جُيوبَها

أو أنْ يُغنّي بُلبلٌ في ظِلِّها

طَرباً وقَد حاكَ البَديعُ نَسيبَها

ما مِثْلُ أيَّامِ الرَّبيعِ ونَهْبِها

عَيشٌ يَطيبُ فلا تُضِعْ مَنْهوبَها

واعطِفْ عَلى وجْهِ الزَّمانِ فَحَيِّهِ

بِتَحيَّةٍ تُنْسي ذُكاءَ غروبَها

واعدِل لِظلٍّ ألعسٍ فارشُفْ بهِ

كأسَ المُنى حتَّى تَطَعَّمَ طِيبَها

والمَحْ صحائفَ ذا الوجودِ بعيْنِ مَنْ

جَمعَ التفرُّقَ تَستَبِنْ مَكتوبَها

فَوراءَ هذا الحُسنِ حُسنٌ قَدْ غَدا

مَطلوبَ نفسِكَ لو دَرتْ مَطلوبَها

لولا اتِّقائي أن يُقالَ أخو صِبا

لَرَشَفْتُ من ثَغْرِ الأَقاحِ شَنيبَها

أو أنْ يباهِتَ في المَلامةِ عاذِلٌ

بسفاهِ حِلْمٍ لاعتنَقتُ قضيبَها

ورَفعتُ نَفْسي عن زِراية غادَةٍ

وجَعَلْتُ ذاكَ من الحِسانِ نَصيبَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة شقت على الأرض السماء جيوبها

قصيدة شقت على الأرض السماء جيوبها لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن ابن خاتمة الأندلسي

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ‍. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي