شغفت بأحوى كالقضيب المهفهف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة شغفت بأحوى كالقضيب المهفهف لـ أحمد البهلول

اقتباس من قصيدة شغفت بأحوى كالقضيب المهفهف لـ أحمد البهلول

شُغِفْتُ بِأَحْوى كالْقَضِيبِ الْمُهَفْهَفِ

تَثَانى فَمَا أبقى فُؤَاداً لِمُدْنَفِ

وَلَمَّا نَهَاني عَاذِلي وَمُعَنِّفِي

شَرَقْتُ بِدَمْعِي مِنْ غَرَامِي بِأَهْيَفِ

يُحُاكِي قَضِيبَ الْبَانِ لِيناً إذَا مَشى

يَلُومُونَنِي فِيمَنْ أُحِبُّ جُرَاءَةً

وَلَمْ يَصْغَ سَمْعِي لِلْمَلاَمِ بَرَاءَةً

غَزَالٌ غَدَا يَقْرَا الصُّدُودَ قِرَاءَةً

شَرُودٌ يَرى قَوْلَ النَّصُوحِ إِسَاءَةً

خَفِ اللهَ فِي قَتْلِ الْمُحِبِّينَ يَا رَشَا

يَمِيلُ كَغُصْنِ الْبَانِ فِي حَرَكَاتِهِ

وَيَرْنُو فَيَحْكِي الظَّبْيَ فِي لَحَظَاتِهِ

جَمِيعُ صِفَاتِ الْحُسْنِ بَعْضُ صِفَاتِهِ

شَقِيقٌ يُحَاكِي الْوَرْدَ فِي وَجَنَاتِهِ

وَآسُ عِذَارٍ فَوْقَ خَدَّيْهِ عَرَّشَا

لَهُ طَلْعَةٌ كَالْبَدْرِ وَاللَّيْلُ حَالِكُ

وَمِنْ أَجْلِهِ خَفَّتْ عَلَيَّ الْمَسَالِكُ

وَمَا الدَّمْعُ إلاَّ شَافِعِي وَهُوَ مَالِكُ

شَهِيُّ اللَّمى فِي مُهْجَةِ الصَّبِّ فَاتِكُ

بِأَسْهُمِ لَحْظٍ فِي الْقُلُوبِ كَمَا يَشَا

فُؤَادُ الْمُعَنَّى دَائِماً فِي خُفُوقِهِ

يَذُوبُ أَسىً مِمَّا بِهِ منْ حَرِيقِهِ

لأَجْلِ حَبِيبٍ سَكْرَتِي مِنْ رَحِيقِهِ

شَرَاباً سَقَانِي مِنْ سُلاَفَةِ رِيقِهِ

فَأَذْهَلَ عَقْلي عِنْدَ ذَاكَ وَأَدْهَشَا

ذَوَارِفُ دَمْعِي كَالسَّحَابِ الْهَوَامِعِ

نَفِيضُ وَلَيْسَ الْعَذْلُ فِيهِ بِنَافِعِ

وَلَمَّا جَفَا جَنْبي لَذِيذُ الْمَضَاجِعِ

شَكَوْتُ الضَّنى مِنْهُ وَفَيْضُ الْمَدَامِعِ

سَقى كُلَّ رَبْعٍ كَانَ قِدْماً مُعَطَّشَا

مُعَذَّبَتي حُزْتِ الْمَلاَحَةَ فَاحْكُمِي

عَلَى عاشق حِلْفِ الصَّبَابَةِ مُغْرَمِ

قِفِي وَاسْمَعِي مَاذَا لأَقُولُ لِتَعْلَمِي

شَكِيَّةَ مَحْزُونِ الْفُؤَادِ مُتَيَّمِ

كَئِيبٍ وَمِنْ فَرْطِ الضَّنى قَدْ تَشَوَّشَا

تَوَلَّى زَمَاني فِي صُدُودٍ وَفي مَلَلْ

وَقَدْ مَرَّ عُمْرِي ضَائِعاً وَانْقَضَى الأَجَلْ

ومِنْ وَصْلِ مَنْ أَهْوَاهُ لَمْ أَبْلُغِ الأَمَلْ

شَقِيتُ زَمَاني بِالْعِتَابِ وَلَمْ أَزَلْ

لِمَا حَلَّ بِي أَشْكُو إلَيْهِ تَحَرُّشَا

سَرَوْا بِفُؤَادٍ مُسْتَهَامِ مُعَلَّلِ

وَبَانُوا فَأَضْحَى الصَّبْرُ عَنْهُمْ بِمَعْزِل

وَلَمَّا حَدَا الْحَادِي عَدِمْتُ تَحَمُّلي

شَقَقْتُ جُيُوباً لِلْوَدَاعِ وَحُقَّ لي

أَشُقُّ فُؤَادِي لاَ أُبَالي بِمَنْ وَشى

بِقَلْبي غَدَوْا لَمَّا حَدَوْا بِالرَّوَاحِلِ

وَلَمْ يَسْمَحُوا لي مِنْهُمُ بِالرَّسَائِلِ

لَقَدْ هَيَّجَتْ يَوْمَ الْفِرَاقِ بِلاَ بِلي

شَمَاتَةُ حُسَّادِي وَلَوْمُ عَوَاذِلي

نَفَى النَّوْمَ حَتى أَطْلَقَ النَّارَ فِي الْحَشَا

مَلِيحٌ كَبَدْرِ التِّمِّ يَجْلُو عَلىَ فَنَنْ

نَأَى فَنَأَتْ عَنْ مُقْلَتي لَذَّةُ الْوَسَنْ

وَلَمَّا رَأَيْتُ الْعِشْقَ يَقْضِي عَلىَ فَتًى

شَغَلْتُ فُؤَادِي عَنْ هَوَاهُ بِحُبِّ مَنْ

بِقَلْبي لَهُ طَيْرٌ مِنَ الْحُبِّ عَشَّشَا

فُؤَادِي غَدَا مِنْ شِدَّةِ الشَّوْقِ فِي ظَمَا

إلَى نَحْوِ مَنْ فَوْقَ السَّموَاتِ قَدْ سَمَا

وَلَوْلاَهُ مَا اشْتَقْتُ الْحَطِيمَ وَزَمْزَمَا

شُغِفْتُ وَقَلْبي بَاتَ فِي الْحُبِّ مُغْرَمَا

بِأَكْرَمِ خَلْقٍ فِي الْبَرِيَّةِ قَدْ نَشَا

أَمِينٌ عَلىَ وَحْيِ الإلهِ وَدِِينِهِ

وَبِالْغَيْبِ يُنْبي مُخْبِراً عَنْ أَمِينِهِ

وَمِنْ حَوْضِهِ نُسْقى غَداً بِيَمِينِهِ

شُعَاعُ ذُكَاءِ مِنْ صَبَاحِ جَبِينِهِ

وَطُرَّتُهُ لَيْلٌ إذَا اللَّيْلُ أَغْطَشَا

تُقَادُ مَطَايَانَا بِغَيْرِ أزِمَّةٍ

تَسِيرُ لِأشْوَاقٍ وَتَسْرِي بِعَزْمَةٍ

مُنَاهَا لِتَحْظى مِنْ ثَرَاهُ بِشَمَّةٍ

شَفِيعٌ رَحِيمٌ فِي الْحِسَابِ لأُمَّةٍ

بِهِ أَنِسُوا فِي مَنْزِلٍ ظَلَّ مُوحِشَا

ألاَ أَيُّهَا الْحَادِي الْمُجِدُّ بِرَكْبِهِ

ألاَ خُذْ فُؤَادِي لِلْعَقِيقِ وَسِرْ بِهِ

فَقَدْ قَالَ لي مَنْ زَارَهُ عِنْدَ قَبْرِهِ

شَمَمْتُ فَتِيقَ الْمِسْكِ مِنْ نَشْرِ تُرْبِهِ

فَهَيَّمَ ذَاكَ النَّشْرُ قَلْبِي وَأدْهَشَا

نَزَلْنَا بِوَادِي الْمُنْحَنى وَهِضَابِهِ

فَهَانَ الَّذِي قَدْ نَالَني مِنْ صِعَابِهِ

وَفُزْنَا بإدْرَاكِ الْمُنى مِنْ ثَوَابِهِ

شَبَاباً وَشِيباً قَدْ وَقَفْنَا بِبَابِهِ

فَعَوَّضَنَا أَمْناً جَمِيلاً مِنَ الدَّهْشَا

رَؤُفٌ بِمَنْ يَسْعَى إلَيْهِ وَيَلْطُفُ

فَلُذْ بِحِمَاهُ تَنْجُ يَا مُتَخَوِّفُ

رَسُولٌ أَمِينٌ لِلْعِبَادِ مُشَرِّفُ

شَكُورٌ صَبُورٌ رَحِمٌ مُتَعَطِّفُ

مَحَاسِنُهُ تُبْرِي الْعُيُونَ مِنَ الْغِشَا

لَهُ رُتْبَةٌ تَسْمُو بِهِ وفَضَائِلُ

وَأَحْكَامُهُ مَقْبُولَةٌ وَهْوَ عَادِلُ

وَمَنْ ذَا يُضَاهِي قَدْرَهُ أَوْ يُمَاثِلُ

شُعُوبٌ أَطَاعَتْ أَمْرَهُ وَقَبَائِلُ

بِطَائِرِ إيَمانٍ و أَمْنٍ تَرَيَّشَا

أَهِيمُّ بِعَزْمٍ يَقْتَضِي السَّيْرَ فِي غَدِ

فَيَمْنَعُني الْحِرْمَانُ عَنْ نَيْلِ مَقْصِدِي

وَمَنْ فَرْطِ أشْوَاقِي لَهُ وَتَرَدُّدِي

شُهِرْتُ بِمَدْحِي فِي النَّبِيِّ مُحَمَّدِ

وَحُبِّي لَهُ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ قَدْ فَشَا

بَلَغْتُ بِهِ سُؤْلي وَنِلْتُ بِهِ الْمُنى

وَقَدْ تَمَّ لِي الْمَقْصُودُ فِي الدِّينِ وَالدُّنَا

أَقُولُ مَقَالاً بِالْحَقِيقَةِ مُعْلِنَا

شَهِدْتُ بِأَنَّ اللهَ أرْسَلَهُ لَنَا

شَهَادَةَ عَدْلٍ لَمْ يَكُنْ قَابِلَ الإرْشَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة شغفت بأحوى كالقضيب المهفهف

قصيدة شغفت بأحوى كالقضيب المهفهف لـ أحمد البهلول وعدد أبياتها ستون.

عن أحمد البهلول

أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول. متصوف فاضل من أهل طرابلس الغرب. رحل إلى مصر ولقي علماءها وعاد إلى بلده. له (درة العقائد) منظومة، و (المعينة) منظومة في فقه الحنفية، و (المقامة الوترية) رسالة، وله (ديوان شعر -ط) صغير مرتب على الحروف.[١]

تعريف أحمد البهلول في ويكيبيديا

أحمد بن الحسين الطرابلسي الملقب بالـبُهلول المشهور أيضاً به أحمد البهلول (نسب: أحمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن البهلول) (حوالي 1650 - توفي: 2 رجب - 1113 هـ/ 3 ديسمبر 1702 م) عالم دين في عقيدة أهل السنة والفقه المالكي والحنفي، وكاتب وشاعر متصوف من مدينة طرابلس في ليبيا. رحل إلى مصر وتتلمذ على العديد من علمائها، من بينهم: أحمد البشيشي الكبير، محمد الخرشي، عبد الباقي الزرقاني، والشرنبلالي، وعاد إلى بلده وأضحى من شخصياته العلمية والثقافية البارزة. روى الحديث النبوي، وألّف في عقيدة أهل السنة منظومة «درة العقائد»، وفي فقه الإمام أبو حنيفة النعمان ألّف منظومة «المعينة». من آثاره: تخميس العياضية في مدح خير البرية، منظومة درة العقائد، منظومة المعينة في مذهب أبي حنيفة، المقامة النورية، والبلاغة و الآداب السنية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد البهلول - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي