سليمان بن سليم بن بايزيد بن محمد العثماني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

سليمان بن سليم‏ بن بايزيد بن محمد العثماني

سليمان بن سليم بن بايزيد، ولد سنة: (900ه)، وتولى الحكم وعمره: (26) سنة، كان قد استمرَّ في الحكم: (48) سنة، وهو الحادي عشر من ملوك بني عثمان، وقيل: العاشر، كان ملكا مطاعا مهابا مجاهدا، يحب العلم وأهله، ففي عهده بلغت الدولة العثمانية أوج عزها، واتَّسع ملكها، توفي- رحمه الله تعالى- سنة: (974ه). ينظر: الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، 3/ 139-141، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، 10/ 549-550، تاريخ الدولة العلية العثمانية، 198.

 

 

سليمان بن سليم بن بايزيد .

أحد ملوك التركمان من بنى عثمان.

توفى سنة 974 وفي هذه السنة في رمضان منها كسفت الشمس كسوفا عظيما.

ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 

 

سليمان بن سليم‏ بن بايزيد بن محمد، السلطان ابن السلطان ملك مصر مع انضمام غالب الأرض و الدنيا بعد موت أبيه السلطان سليم بسبعة أيام؛ فإنه كان غائبا فأخفى موت أبيه و استقدم، فلما قدم يوم الأحد خامس عشر- و قيل: سابع عشر- من شوال سنة ست و عشرين استقبله جميع العسكر بإظهار شعار الحزن، و جلس على التخت من يومه. و فى اليوم الثانى جعل الديوان و اجتمع فيه بالأعيان، و قبلوا يده، ثم وصلت جنازة والده الملك المرحوم، و قدمت عليه ذلك اليوم، فلما أن وصلوا بها لباب «أدرنة» أخرجوا الملك من العربة و جعلوه فى النعش،و ركب السلطان سليمان إلى ملاقاتها ، فلما رآها ترجل عن فرسه، و حمل الجنازة ساعات، ثم صلوا عليها فى جامع السلطان محمد، و دفن فى «تربته» المعروفة إلى الآن.

و عاد السلطان سليمان إلى كرسى الملك، ثم جعل ديوانا فى اليوم الثانى، و أنعم بالخلع السنية على الوزراء و الأعيان، فأمرهم بترك شعار الحزن ورقّى العساكر فى على حسب مراتبتهم، و انتظم الحال.و كان رجلا صالحا يترحم بالولاية، كثير الخير و الإحسان، سيما لأهل الحرمين الشريفين. و استمر فى الملك سبعا و أربعين سنة، و منتهى عمره خمسة و سبعون و تسعمائة؛ و هو محاصر قلعة [فج‏]  و فيها الغزّال من النصارى، فأخفى الوزير و أركان الدولة وفاته، و أجلسوا مكانه فى العربة مصطفى باشا الوزير الخامس من آل سنفديار، و أرسلوا مورقا إلى كوتاهية إلى مولانا السلطان سليم ولده، فوصل إليه فى ثالث ربيع الأول و بين المحلين و بين العسكر سير ثلاثة أشهر سير الأثقال، فركب السلطان سليم إلى «استانبول» و دخلها فى ثامن ربيع الأول سنة أربع و سبعين و تسعمائة.ووصل الخبر بوفاة مولانا السلطان سليمان إلى مكة المشرفة يوم الخميس ثامن جمادى الأولى من السنة المذكورة، و كان الواصل به سمندر جاشنكير السلطان سليم، أرسله إلى بلاد اليمن لإعلام‏ مراد باشا صاحب «التهائم» و «تعز»، و رضوان باشا صاحب «صنعاء» و الجبال، فوصل سمندر المذكور و اجتمع بالأمير إبراهيم بيك الدفتردار؛ المأمور بعمارة العين- عين عرفة- و أخبره بهذا الخبر، فطلب إبراهيم الأمير قاسم نائب «جدة» و أمين عمارة المدارس السلطانية السليمانية، و اتفقا على الإرسال للقائد محمد ابن عقبة؛ حاكم مولانا الشريف الحسن بمكة، ليخبروه بذلك، فأرسلوا إليه فوصل، فأخبروه، فأرسل القائد المذكور من وقته مورقا إلى سيدنا و مولانا السيد الشريف حسن بن أبى نمى، و كان فى «خلصية» يوم الجمعة، فركب‏ مولانا الشريف حسن من «الخلصية»، و توجه إلى مكة، و قد كان الأمير إبراهيم و الأمير قاسم أرسلا مورقا إلى القاضى حسين المالكى و كان ب «جده» فركب فوصل إلى مكة يوم الجمعة، و اتفقت آرائهم أن يخطب الخطيب باسم السلطان سليم خان، و كانت النوبة للسيد أبى حامد البخارى، فطلبوه، و أمروه أن يذكر فى الخطبة هذه الألقاب، و صورتها:

(اللهم و جدد به نصرة الإسلام و المسلمين، و شيد دعائم أركان الدين المتين، ببقاء من جددت به أسرة الخلافة العظمى، و شرفت بمقدمة تخت السلطنة و الملك الأسمى، و اخترته خير خلف عن خير سلف، و عوضت به خير عوض عمن درج إلى رحمة اللّه تعالى و سلف، و آتيته ما لم تؤت كثيرا من العالين، و مكنته من سرير السلطنة و الخلافة أعظم تمكين، و أورثته الخلافة الكبرى كابرا عن كابر، و ملكته الإمامة العظمى و السلطان الباهر الأسمى، و أنرت ببرهانه من مشكاة السعادة سراجا و هاجا، و فتحت به للرعية أبواب الأمن و الإيمان، فطفق الناس يدخلون فى دين اللّه أفواجا؛ السلطان الأعظم، و الخاقان الأكبر الأفخم، مولى الملوك‏ و العجم، مستخدم أرباب السيف و القلم، ملك البرين و البحرين، سلطان المشرقين و المغربين، خاقان الخافقين و الجديدين، خادم الحرمين الشريفين، السلطان ابن السلطان سليم خان ابن عبدك و فقيرك المندرج إلى رحمتك بقضائك و تقديرك، سلطان سلاطين الزمان، و خاقان خواقين الدوران، الفائق بعدالته عدل كسرى أنوشروان، المنقاد إلى شرعك الشريف، الممثل لأوامرك النافذة و دينك الحق المنيف، الواقف عند مراد اللّه فلا يتعداه، العامل فى جميع أموره بتقوى اللّه، المراعى للعدل و الإحسان فيمن استرعاه، المجاهد المرابط فى سبيل اللّه، الغازى الذى استوعب عمره فى الجهاد كآبائه الغر الغزاه، الذى خرج من بيته مهاجرا فأدركه الأجل المحتوم و اصطفاه اللّه إليه و توفاه، الداخل فى زمرة من أنزل اللّه فى شأنهم تنويها بثوابه لهم و رضاه، وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى ‏اللَّهِ‏, المرحوم برحمة اللّه الملك الرحمن السلطان سليمان خان، أنزل اللّه عليه شآبيب الرحمة و الرضوان، و قدس روحه الشريف و حفّه بالروح و الريحان، و جعل الملك كلمة باقية فى عقبه و نجله السعيد، و عقبه المديد إلى يوم القيامة، و أعدّ له و لآبائه الكرام ما يليق بكرمه من أنواع العز و الكرامة، يا رب العالمين).

ثم وصل مولانا الشريف حسن فى يوم الاثنين؛ هو و أولاده و بعض إخوانه و الأشراف، و سلم الناس عليه، ثم أمر مولانا الشريف بالنداء على المآذن بالصلاة الجماعة فى غد؛ صلاة السلطان سليمان، فلما كان صبح يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى، حضر مولانا الشريف حسن و معه السادة الأشراف و جميع الفقهاء و الأعيان، و امتلأ المسجد بالناس و جلس السيد الشريف فى مصلاه أمام باب أم هانئ إلى أن طلعت الشمس، فوصل إليه الأمير إبراهيم و الأمير قاسم و سمندر جاشنكير، فقام لهم و جلسوا كلهم عن يمينه، ثم حضر الأفندى و جلس عن يمين الشريف، فوقف الأميران‏ (٢) و الجاشنكير، و كان على يسار مولانا الشريف أخوه مولانا السيد بشير، و تحته مولانا القاضى حسين المالكى، فبعد ارتفاع الشمس قدر رمح قاموا و توجهوا إلى الكعبة الشريفة، و وقفوا عند الباب الشريف، و أشار مولانا الشريف إلى القاضى حسين المالكى أن يتقدم لصلاة الغائب، و كان الرئيس من أعلى زمزم بهذه الخطبة، و هى: «الصلاة على العبد الفقير إلى اللّه، المجاهد فى سبيل اللّه، المرابط على كلمة اللّه، الذى خرج من بيته مهاجرا إلى اللّه و رسوله، المستوعب فى جميع عمره فى قتال أعداء اللّه، القائم بنفسه و ماله و جنوده بنصرة دين اللّه، الواقف عند مراد ربه فلا يتعداه، المراعى للعدل و الإحسان فيمن ولى عليه و استرعاه، الغازى الذى خرج لجهاد الكفار فأدركه الأجل المحتوم فاصطفاه اللّه، الداخل فى زمرة المهاجرين الذى أنزل اللّه فى شأنهم تنويها بقوله لهم و رضاه: وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏ ، المعظم لشعائر بلد اللّه الحرام، المؤيد لآل النبى عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام، المتخذ ودّهم عند اللّه تعالى فى العقبى، عملا بقوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏  القامع لأعداء بيت النبوة و الرسالة، المفيض على الحرمين الشريفين و أهلهما مكارمه و أفضاله، المندرج إلى رحمة اللّه تعالى، الملك الرحمن السلطان الأعظم سليمان خان، أنزل اللّه عليه شآبيب الرحمة و الرضوان، و جعل قبره الشريف روضة من رياض الجنان، و حفّ تربته الشريفة بالروح و الريحان، و جعل مضاجعه الشريفة بزلال العفو و الغفران». انتهت.

ثم بعد الفراغ من الصلاة توجهوا جميعا إلى مصلى السيد الشريف عند باب «الحزورة»، فقسمت الربعات‏ ، ثم دعى لمولانا السلطان سليمان، و أهدى ثواب ذلك إليه، ثم دعى لمولانا السلطان سليم. و فعلوا ذلك ثلاثة أيام، و ختموا فى يوم الخميس منتصف شهر جمادى الأولى. و كان خروجه لهذا الغزو فى حادى عشر ذى القعدة الحرام سنة ثلاث و سبعين و تسعمائة.

و رثاه المفتى أبو السعود بقصيدة عظيمة؛ و هى:

أصوت صاعقة أم نغمة الصور* * * فالأرض قد ملئت فى نفر* نافور

أصاب منها الورى دهماء * داهية* * * و ذاق منها البرايا صعقة الصور

فهدمت بقعة الدنيا لوقعتها* * * و انهد ما كان من دور و من سور

أمست معالمها تيماء* مقفرة* * * ما فى المنازل من دار و من دور

(* نفرت القدر نفرا و نفرانا: غلت و فارت، فالدهماء: هم عامة الناس و سوادهم, و نفر الدم: انفجر,  التيماء: الفلاة الواسعة)

فمن كئيب و من لاه و من دنف‏* * * عان‏  بسلسة الأحزان مأسور

فياله من حديث موحش نكر* * * يعافه السمع مكروه و منثور

تاهت عقول الورى من هول وحشته‏* * * فأصبحوا مثل مجنون و مسحور

تقطّعت قطعا منه القلوب فلا* * * يكاد يوجد قلب غير مكسور

أجفانهم سفن مشحونة بدم‏* * * تجرى ببحر من العبرات مسجور

أنّى توجه نهار لا ضياء له‏* * * كأنها غادة شبّت بديجور

أم ذاك نعى سليمان الزمان و من‏* * * مضت أوامره فى كل مأمور

و من ملأت الدنيا مهابته‏* * * و سخرّت كل جبار و تيهور

مدار سلطنة و مركزها* * * خليفة اللّه فى الآفاق مذكور

معلى معالم دين اللّه مظهرها* * * فى العالمين بسعى منه مشكور

و حسن رأى إلى الخيرات منصرف‏* * * و صدق عزم على الإلطاف مقصور

بأبه العدل و الإحسان ممثل‏* * * بغاية القسط و الإنصاف موفور

مجاهد فى سبيل اللّه مجتهد* * * مؤيد من جناب القدس منصور

بلهبدى‏  إلى الأعداء منعطف‏* * * و مشرفىّ‏ (٥) على الكفار مشهور

و عسكر ملأ الآفاق محتشد* * * من كل قطر من الأقطار محشور

له وقائع فى الأكناف شائعة* * * أخبارها زبرت‏ فى كل طامور

يا نفس مالك فى الدنيا محلقة* * * من بعد رحلته من هذه الدور

و كيف تمشى فوق الأرض شائعة* * * أخبارها زبرت فى كل طامور

حق لهم على كل نفس أن تموت أسىّ‏* * * لكنّ ذلك أمر غير مقدور

فللمنايا مواقيت محددة* * * تأتى على قدر فى اللوح مسطور

و ليس فى شأنها للناس من أثر* * * و مدخل ما بتقديم و تأخير

يا نفس فاهدئى‏ لا تهلكى أسفا* * * فأنت منظومة فى سلك مقدور

إذ لست مأمورة بالمستحيل و لا* * * بما سوى بذل مجهود و ميسور

و لا تظنينه قد مات بل هو ذا* * * حىّ بنصّ من القرآن مزبور

له نعيم و أرزاق مقدّرة* * * تجرى عليه بوجه غير مشعور

إن المنايا و إن عمّت محرّمة* * * على شهيد جميل الحال مبرور

مرابط فى سبيل اللّه مقتحم‏* * * معارك الخيف بالرضوان مأجور

ما مات بل نال عيشا باقيا أبدا* * * عن عيش فان بكل الشر مغمور

ابتاع سلطنة العقبى بسلطنة ال* * * دنيا فأعظم بربح غير محصور

بل حاز كلتيهما إذ حل منزلة* * * من لم يغايره فى أمر و مأمور

أما ترى ملكه المحمى آل‏ إلى‏* * * سرّ سرى له فى الدهر مشهور

ولى سلطنة الآفاق مالكها* * * برّا و بحرا بعين اللطف منظور

ظل الإله مالك الخلق قاطبة* * * و ملجأ كل مشهود و مدهور

فإنه عينه فى كل مأثرة* * * و كل أمر عظيم الشأن مأثور

ولا امتياز و لا فرقان بينهما* * * و هل يميز بين الشمس و النور

سميدع ماجد زادت مهابته‏* * * تخت الخلافة فى عزّ و تيهور

جد الجديدان فى الأيام دولته‏* * * صار كأنهما مسك بكافور

أصبحت بقبضته الدنيا برمتها* * * ما كان من مجهل منها و معمور

بدا بطلعته و الناس فى كرب‏* * * و سوء حال من الأحوال منكور

فأصبحت صفحات الأرض مشرقة* * * و عاد أكنافها نور على نور

سبحات من ملك جلت مفاخره‏* * * عن البيان بمنظوم و منثور

كأنها ويراع‏ الواضعين لها* * * بحر خميس‏  إلى منقار عصفور

لا زال أحكامه بالعدل جارية* * * بين البرية حتى نفخة الصور

- الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء/ علي بن عبد القادر الطبري -.

 


السلطان بن سليم: سليمان بن سليم بن بايزيد عين الملوك العثمانية، ورأس السلاطين الإسلامية، حامي حماها الأحمى، ملك القسطنطينية العظمى، تولى السلطنة بعد موت أبيه السلطان سليم في أواخر سنة ست وعشرين وتسعمائة. خرج الغزالي بدمشق في زمنه، فأرسل إليه عساكره فقتلوه خارجها، ووزر للسلطان سليمان رحمه الله تعالى إبراهيم باشا مدة طويلة، ثم قتله، ثم رستم باشا، ثم علي باشا، ثم محمد باشا، وكان أحسن وزرائه، وبقي وزيراً في زمن ولده السلطان سليم، ثم في زمن ولده السلطان مراد، وكان السلطان سليمان ملكاً مطاعاً مجاهداً يحب العلم والعلماء، ويقف عند الشرع الشريف، وكان يترجم بالولاية عمر السليمانية بالقسطنطينية، وهي أعظم مساجدها وأنورها حكى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في بستانه في المنام، فأشار إليه بتعمير مسجد جامع به، وأراه مكاناً فلما استيقظ من منامه اقتطع جانباً من سراياه منه البستان المذكور، وعمره مسجداً عظيماً شيد بناءه، ووسع فضاءه قيل ووضع محرابه في الموضع الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، وعمر إلى جانبها المدارس العظيمة أعظمها دار الحديث السليمانية، وكان مصرف ذلك من غنائم رودس، وأمر بتعمير التكية السليمانية بدمشق فعمرت في موضع القصر الأبلق بالوادي الأخضر، وعمر إليها مسجداً جامعاً ومدرسة عظيم شرطها للمفتي بدمشق، وكان ابتداء عمارة التكية، والمسجد في سنة اثنتين وستين وتسعمائة، وكملت هذه العمارة في أوائل صفر سنة سبع وستين وتسعمائة. وولي الإمامة بالمسجد المذكور شيخنا الشيخ زين الدين بن سلطان، والخطابة العلامة عبد الرحمن ابن قاصي القضاة ابن الفرفور، وخطب أول خطبة في يوم الجمعة رابع عشر شعبان سنة سبع وستين وتسعمائة، وحضر الخطبة قاضي القضاة بدمشق حينئذ شمس الدين محمد ابن شيخ الإسلام أبي السعود المفتي، فأعجبته خطبته، وكانت خطبة بليغة فيما يقال: وكان ممن حضر من أعيان الشام محمد بن قيصر، والشيخ سعد الدين الجباوي، وفي ذي القعدة الحرام منها وصل أمر شريف من قبل المرحوم السلطان سليمان صاحب الترجمة إلى دمشق بتعمير قلاع بطريق الحاج الشامي، وتعيين صنجق لكل قلعة، وفي صحبته سباهية ومعلمون وفعول، ومعهم ما يكفيهم من الزاد. واحدة بالقطرانة، وثانية بمعان، وثالثة بذات حج، ورابعة بتبوك، فعمرت كما أمر، وبقي الانتفاع بها إلى الآن، وله المدارس العظيمة بمكة المشرفة وغيرها. ومات في بعض غزواته سنة أربع وسبعين بتقديم السين وتسعمائة، ولما وصل الخبر بموته إلى دمشق ركب قاضي قضاتها علي جلبي قنالي زاده، وشيخ الإسلام الوالد للصلاة عليه إلى التكية السليمانية، ووضع القاضي على رأسه مئزراً أصفر، وكذلك الشيخ الطيبي، وبعض الفقهاء، ولم يفعل ذلك الوالد، وأنكره عليهم لما فيها من إظهار الحداد.

ـ الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة.

 

 

سليمان شاه بن سليم بن بايزيد بن محمد  السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان المشهور بابن عثمان .

انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي