سلام الله أيتها القباب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سلام الله أيتها القباب لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة سلام الله أيتها القباب لـ ناصيف اليازجي

سلامُ اللهِ أيَّتُها القِبابُ

أمَضْرِبُكِ القُلوبُ أمِ التُرابُ

وما لِنَزيلِ قومِكِ من نَصيبٍ

تُرَى أيُصيبُ خيراً أم يُصابُ

وَقَفتُ بجانب الوادي فحَنَّت

لترديدي الحنينَ بهِ الرِّكابُ

وخاطَبتُ الدِّيارَ فلم تُجبْني

وما كُلُّ الخِطابِ لهُ جَوابُ

دِيارٌ لي بها قَمَرٌ مُنيرٌ

تَوارَى والسَّحابُ لهُ نِقابُ

لهُ شَفَةٌ لناظِرِها شَرابٌ

ولكن حظُّ وارِدِها السَّرابُ

وطَرْفٌ فيهِ من قلبي سَوادٌ

وكَفٌّ من دمي فيها خِضابُ

شَكَوتُ لهُ العّذابَ فصَدَّ تيهاً

وذاك الصّدُّ كانَ هُوَ العَذابُ

إذا ما لم يُهمَّكَ أمرُ شاكٍ

فلا الشَكوَى تُفيدُ ولا العِتابُ

أتَى ما لا حَسِبتُ ورُبَّ أمرٍ

حسِبتُ لهُ فما صَدَقَ الحِسابُ

ومارَسْتُ الأنامَ فكم عَدُوٍّ

عليهِ من صَداقتِهِ ثيابُ

وكم من صاحبٍ قد جَرَّ مالاً

يَجُرُّ من العِدَى ظُفرٌ ونابُ

وكم رَجلٍ دَعَوتُ فلم يُجِبْني

ويَدعُوني سِواهُ فلا يُجَابُ

نَرَى بعضاً يَعيبُ صِفاتِ بعضٍ

وما من عائبٍ إلاَّ يُعَابُ

يَعيبُونَ الأميرَ بفَرْطِ جُودٍ

كما لو عِيبَ بالمَطَرِ السَّحابُ

وكيفَ يَهابُ مِن بَذْلِ العَطايا

شُجاعٌ للمَنايا لا يَهابُ

سَجايا المجدِ سِلْسِلَةٌ تَوالتْ

كما انتَسَقَتْ مِنَ الرُّمحِ الكِعابُ

عِمادٌ في بني قَيْسٍ تَسامَى

فذَلَّت من بني يَمَنَ الصِعابُ

ثَوى مَتْنَ البِلادِ فكانَ رأساً

لهُ تَعنُو المَناكِبُ والرِّقابُ

تَرَى في وَجهِهِ سيماءَ مَجْدٍ

كعُنوانٍ يَبينُ بهِ الكِتابُ

تَعرَّضَ غيرَ مُحتجِبٍ ولكنْ

لهُ من فَرْطِ هَيبتِهِ حجابُ

عليهِ لكُلِّ سُوءٍ كُلُّ بابٍ

وليسَ عليهِ للحَسناتِ بابُ

تَقَلَّدَ بالوِلايةِ فَهْيَ سَيفٌ

بِراحةِ مَن يجودُ بهِ الضِرابُ

أتى باسم البَشير لنا بَشيراً

وفيهِ إلى مسمَّاهُ انتِسابُ

لَئِنْ عَبِثت بهِ غُصَصُ اللَيالي

فها قد جاءَها اليومَ الشَّرابُ

وإنَّ الشَّمسَ يَحجُبُها ضَبابٌ

ولكنْ ليسَ يكَسِفُها الضَّبابُ

قَدِ اعتَزَّتْ بدولتِه جبالٌ

عليها من مَكارِمهِ هِضابُ

تَبِيتُ بها الظِبا والأُسْدُ تَسعَى

وتَرعَى الشاءُ فيها والذِئابُ

لهُ من رَهطِ نَجْدَتِهِ لُيُوثٌ

لها من شُرَّعِ المُرَّانِ غابُ

يَرُدُّ العارُ أوجُهَها حيَاءً

وليسَ تَرُدُّ أوجُهَها الحِرابُ

قِيامٌ يَنظُرُونَ إلى عزيزٍ

لناظِرِهِ ابتهاجٌ واضطِرابُ

حَوَى شَطْرينِ من شَرَفٍ فهذا

لهُ إرْثٌ وذاكَ لهُ اكتِسابُ

رحيبُ الصَّدر في عُسرٍ ويُسرٍ

تَضِيقُ بوَفدِهِ تلكَ الرِّحابُ

لهم منهُ الثَّوابُ يُساقُ عَفْواً

نَعَمْ ولهُ منَ اللهِ الثَّوابُ

فتىً يُرجَى الرِّضَى والعفوُ منهُ

ويُخشَى السُّخطُ منهُ والعِقابُ

لهُ في حُكمِهِ قولٌ سديدٌ

وفي أعمالهِ رأيٌ صَوابُ

يَرَى حَقَّ الصِّحابِ عليهِ حتّى

يَرَى حَقَّ القَضاءِ فلا صِحابُ

وينظُرُ حاسِدِيهِ بعَينِ راضٍ

لحلِمٍ أرَّخوهُ وهُمْ غِضابُ

أصابَ السَبْقَ عن أمَدٍ بعيدٍ

تُقَصِّرُ دونَهُ الخيلُ العِرابُ

فقُلتُ لِمَنْ يُجاريهِ رُويداً

ستُدرِكهُ إذا شابَ الغُرابُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سلام الله أيتها القباب

قصيدة سلام الله أيتها القباب لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي