سكرت بخمرة السر القديم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سكرت بخمرة السر القديم لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة سكرت بخمرة السر القديم لـ عبد الحميد الرافعي

سكرت بخمرة السر القديم

ولكن من يدي ساق كريم

لقد رقصت بها الأرواح انسا

وما أدراك ما حال الجسوم

سلوا الساقي واقداح الندامى

ايصحو هائم القلب الكليم

شربناها ولا حرج علينا

فيا سكرى وما أنا بالأثيم

إذا الراووق نادانا سحيرا

تفتح في الحشا سمعُ الكلوم

ولبته نفوس في قلوب

تحن لنغمة الصوت الرخيم

وكم ناديت والأقوام صرعى

نديمي يا نديمي يا نديمي

تنبه للغبوق فدتك روحي

فقد قرب الصباح من الهجوم

فقام يهز قداً في هواه

مشيت على الصراط المستقيم

ومازلنا نحث الكاس حتى

تركنا الدن ذا كشح هضيم

فيا لله هاتيك الليالي

بحيث الشمل كالثغر البسيم

بكت ساعاتها الأقمار فانظر

جبين البدر اصبح كاللطيم

لئن ضن الزمان بها علينا

فتلك عوائد الزمن الظلوم

رويدك أيها اللاحي لتدري

ايصغي يا ترى سمع الملوم

تؤمل في ظلام العذل رشدي

أأرجو النصح من ليل بهيم

وتسأل ويك عن اسباب سقمي

ودمعي جاء بالنبأ العظيم

احب اعزة يا عزّ روحي

إذا التفتوا ودع ذكر الظليم

أدر لي راح ذكراهم فإني

على لهف لترياق السموم

وكررها بحقك يا حياتي

ولا عاشت بُنيات الكروم

وغني لي عراقا في حجاز

وقل يا مهجة العشاق هيمي

ابيت وبعض ما بي من لهيب

كنار قرى ألى الفضل العميم

بني الزهراء أنواء العطايا

وحر الجدب يلفح كالسموم

لآلي السلك في نسب عليّ

كريم من كريم من كريم

هم حصني وهم سيف اعتمادي

اصول به على الدهر الخصيم

اما والله لولاهم لأمسي

حفاظ العهد مندرس الرسوم

ولي منهم بحمد اللَه شيخ

أناديه لدى الخطب الجسيم

رفاعي جليل هاشمي

بمجلى ذلك الصدر الحليم

أقام من السلوك لنا طريقا

محررة على النهج القويم

بأنوار الشريعة قد أضاءت

وكلل أوجها فتح العليم

إذا ناديته ابشر بنجح

ولو حاولت معجزة الكليم

فكم لعلاه ما بين البرايا

براهين كصبح مستديم

أبا العلمين يا شيخ العريجا

اغث من خاض في لجج الهموم

اسير البين نائي الدار مالي

سوى دمعي المرقرق من حميم

أحاول بالسرى نيل الأماني

وسوء الحظ من بعض الخصوم

ويا ويلاه من شوق رماني

بسهم مقعد وجوى مقيم

خفوق حشاشة في نوء دمع

اتدري كيف ايام الحسوم

فقم يا كاشف الجلي بنصري

فمالي طاقة الكرب الأليم

ولاحظ ظاهري فضلاً وسري

وقل يا نعمة الإيمان دومي

عليك اجل تسليم شذّي

برضوان من البر الرحيم

وآلت أنجم الارشاد فينا

وأقمار الفضائل والعلوم

مدى الأيام ما نادى محب

سكرت بخمرة السر القديم

شرح ومعاني كلمات قصيدة سكرت بخمرة السر القديم

قصيدة سكرت بخمرة السر القديم لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي