سقى دمشق وأياما مضت فيها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقى دمشق وأياما مضت فيها لـ ابن الدهان

اقتباس من قصيدة سقى دمشق وأياما مضت فيها لـ ابن الدهان

سَقى دِمَشقَ وَأَياماً مَضَت فيها

مَواطِرُ السحب ساريها وَغاديها

مِن كُلِّ أَدهم صهّالٍ له شيَةٌ

صَفراء يسترها طوراً وَيُبديها

وَلا يَزال جَنينُ النَبت تُرضعه

حَوامِلُ المزن في أَحشا أَراضيها

فَما قضى حبّه قَلبي لنيربها

وَلا قَضى نحبه وَذي لواديها

وَلا تسليتُ عَن سلسال ربوتها

وَلا نَسيتُ بِبَيتي جار جاريها

كَأَنَّ أَنهارَها ماضي ظُبىً حُشيَت

خَناجِراً مِن لجينٍ في حَواشيها

فَلا سَقى اللَهُ أَشواقي بِرؤيَتها

ان راقَ عَيني شيء بَعدَ فَقديها

واهاً لَها حينَ حلّى الغَيث عاطلها

مكلّلاً واِكتَسى الأَوراق عاريها

وَحاكَ في الأَرض صَوبُ المزّن مخمله

يُنيرُها بغواديه وَيُسديها

ديباجة لَم تدع حسناً مفوَّفها

إِلّا أَتاه وَلا أَبقى موشّيها

تَرنو اليك بعين النَور ضاحِكة

إِذ باتَ عين من الوسميّ تَبكيها

وَالدوح رَيّا لَها رَيّاً قَد اِكتملت

شَبابها حينَما شابَت نَواصيها

نَشوى يُغنّى لَها وَرقُ الحما

م عَلى أَوراقها وَيَدُ الأَنواء تسقيها

صَفا لَها الشرب فاخضرَّت أَسافلها

حَتّى ضَفا الظل وابيضَّت أَعاليها

وَصفّق النهر وَالاَغصان قَد رَقَصَت

فَنقَّطته بدرٍّ مِن تراقيها

كَأَنَّما رَقصها أَوهى قَلائدها

وَخانَها النَظمُ فاِنثالَت لآليها

وَأَعين الماء قَد أَجرَت سَواقيها

وَالأَعين النجل قَد جارَت سَواقيها

وَقابل الغصنَ غُصنٌ مثله وَشَدت

أَقمارُها فأَجابتها قَماريها

فللحاظ وَللأسماع ما اَقترحت

مِن وجه شاذنِها أَو صَوت شاديها

إِذا العَزيمة عَن فَرطِ الغَرامِ ثَنَت

قَلباً تَثنّى لَها غصنٌ فيثنيها

ريمٌ إِذا جَلَبَت حَيناً لواحظه

لِلنفس حَيّا بخديه فيُحييها

جنايةٌ طرفه المحوّر جاء بِها

وَراس عارضه المخضرّ آسيها

يقبلُّ الكأس خجلى كُلَّما شَربت

في ماءِ فيهِ فَقاسته بِما فيها

أَشتاق عيشي بِها قِدماً وَتُذكرني

أَياميَ السود بيضاً مِن لَياليها

وَنَحنُ في جنّة لا ذاق ساكنها

بأساً وَلا عرفت بُؤساً مَغانيها

سَماء دوح تردّ الشمس صاغرةً

عَنّا وَتبدي نُجوماً في نَواحيها

تَرى البدور بها في كُلِّ ناحية

مَمدودة لِلنُجوم الزُهر أَيديها

إِذا الغُصونُ هززناها لنيل جنى

صارَت كَواكِبُها حًصبا أَراضيها

مِن كُلِّ صَفراء مثل الماء يانعة

تَخالها جمر نارٍ في تَلظّيها

لَذيذة الطَعمِ تَحلو عِندَ آكلِها

بَهيَّة اللَون تحلى عند رائيها

يا لَيتَ شِعري عَلى بعد أَذاكرتي

عصابة لَستُ طولَ الدهر ناسيها

عِندي أَحاديث وَجد بَعد بعدهم

أَظلَّ أَجحدها وَالعَينُ تَرويها

كَم لي بها صاحب عِندي له نَعمٌ

كَثيرَةٌ وَأَيادٍ ما أُؤَديها

فارَقتُه غير مختار فَصاحَبَني

صَبابة منه تُخفيني وَأُخفيها

رَضيتُ بالكتبِ بعد القرب فاِنقطعت

حَتّى رَضيتُ سَلاماً في حواشيها

إِن يعلُني غَيرُ ذي فَضل فَلا عَجَبٌ

يَسمو عَلى سابِقاتِ الخَيلِ هابيها

وَالماء تَعلوهُ أَقذاءٌ وَها زَحلٌ

أَخفى الكَواكِب نوراً وَهوَ عاليها

لَو كانَ جَدّ بِجَدٍّ ما تَقدّمني

عِصابَةٌ قَصَّرَت عَنّي مَساعيها

ما في خُموليَ مِن عارٍ عَلى أَدَبي

بَل ذاك عارٌ عَلى الدنيا وَأَهليها

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى دمشق وأياما مضت فيها

قصيدة سقى دمشق وأياما مضت فيها لـ ابن الدهان وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن الدهان

عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي. شاعر من الكتاب الفقهاء ولد في الموصل وأقام مدة بمصر ثم انتقل إلى الشام. فولي التدريس بحمص وتوفي بها. قال فيه ابن خلكان كان فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد غلب عليه الشعر واشتهر به. ولديوانه أهمية تاريخية أدبية: أما التاريخية: حيث كانت في عصره الحروب الصليبية التي هزت العالم الإسلامي وانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم فسجلها ديوانه أعظم تسجيل. الأدبية: شعره لا تكلف فيه وصرف شعره في كل الأوجه من مديح وفخر ورثاء وشكوى وغزل. وديوان شعره مطبوع. له كتاب (شرح الدروس -خ) .[١]

تعريف ابن الدهان في ويكيبيديا

ابن الدَّهَّان البَغْدَادي (494-569ه‍ = 1100-1174م), سعيد بن المبارك بن علي الأنصاري، أبو محمد، المعروف بابن الدهان: عالم باللغة والأدب. مولده ومنشأه ببغداد. انتقل إلى الموصل، فأكرمه الوزير جمال الدين الأصفهاني. فأقام يقرئ الناس. تصانيفه كثيرة وكان قد أبقاها في بغداد، فطغى عليها سيل، فأرسل من يأتيه بها إلى الموصل، فحملت إليه وقد أصابها الماء، فأشير عليه أن يبخرها ببخور، فأحرق لها قسماً كبيراً أثر دخانه في عينيه فعمي ! ولم يزل في الموصل إلى أن توفي. من كتبه ( تفسير القرآن ) أربع مجلدات، و ( شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي ) أربعون جزءاً، و ( الدروس ) في النحو، بدار الكتب، مصوراً عن شهيد علي وعليه شرح له من تأليفه، و ( الأضداد) رسالة في اللغة ( في نفائس المخطوطات ) و ( النكت والإشارات على ألسنة الحيوانات ) و ( ديوان شعر ) و ( ديوان رسائل ) و ( العروض) ( الغرة ) في شرح اللمع لابن جني، و ( سرقات المتنبي ) و ( زهر الرياض ) سبع مجلدات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن الدهان - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي