سقى دارهم هام من السحب هامع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقى دارهم هام من السحب هامع لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة سقى دارهم هام من السحب هامع لـ لسان الدين بن الخطيب

سَقَى دارَهُمْ هامٍ منَ السُّحْبِ هامِعُ

ولا أجْدَبَتْ تِلكَ الرُّبَى والأجارِعُ

يَنوبُ عنِ الأجْفانِ في عَرَصاتِها

إذا كَلَّ منْها عارِضٌ مُتَتابِعُ

وحَيَّ بِها عهْدِي إذِ العيْشُ ناعِمٌ

نَضيرٌ وإذْ روْضُ الشّبيبةِ يانِعُ

وقَفْنا علَيها الرَّكْبَ يوْماً وبعْدَهُ

وثالِثَ يوْمٍ واقْتَضى السّيْرَ رابِعُ

نُعَفِّرُ في الآثارِ حُرَّ خُدودِنا

ونَشْكو الى الأطْلالِ ما البَيْنُ صانِعُ

فكمْ قدْ روَتْ عنّا بِها تِلكُمُ الرُّبَى

أحاديثَ شكْوَى سَلسَلَتْها المَدامِعُ

مَعاهِدَنا اللاّتِي محَتْ حُسْنَكِ النّوَى

تُرَى هلْ لَيالِي الأنْسِ منْكِ تُراجِعُ

ويَسْكُنُ قلْبٌ منْ بِعادِكِ خافِقٌ

ويَرْفأ جَفْنٌ منْ فِراقِكِ دامِعُ

يَميناً بعَهْدِ القُرْبِ فيكِ إذِ الهَوى

قَشيباً وإذْ شمْلَ الأحبّةِ جامِعُ

لَمَا خامَرَ السَّلْوانُ بعْدُ قُلوبَنا

ولا عرَفَتْ مِنّا الجُنوبَ المَضاجعُ

وإنّا لَيَعْرونا إليْكِ تَشَوُّقٌ

إذا لاحَ برْقٌ منْ ثَناياكِ لامِعُ

ومِنْ عجَبٍ أنْ خانَنا فيكِ عزْمُنا

فَلا العَهْدُ مَنْسيٌّ ولا الحيُّ شاسِعُ

وما إنْ تَنَكَّبْنا الوَفاءَ طَريقَةً

ولا برِحَتْ تَحْنو علَيْهِ الأضالِعُ

ولكِنّنا جِئْنا منَ الأرْضِ جنّةً

بِها للعِبادِ الفائِزينَ مَشارِعُ

فأبْصارُنا وقْفٌ علَى كلِّ منْظَرٍ

يَروقُ وفِيها ما تلَذّ المَسامِعُ

ومَنْ حَلَّ هَذا المُلْكَ لمْ يَبْغ بعْدَهُ

رَحيلاً ولمْ ينْزِعْ بِهِ عنْهُ نازِعُ

حلَلْنا منَ الأنْصارِ حيّاً بنُورِهِ

أضاءَت لأرْبابِ اليَقينِ المَطالِعُ

وغَاباً لأُسْدِ اللّهِ دونَ مَرامِهِ

جُنودُ السّماواتِ الطِّباقِ تُدافِعُ

وإنْ غالَ خطْبُ فهْوَ مأْوَى منَ الرّدَى

وإنْ هالَ ذنْبٌ فهْوَ في الذّنْبِ شافِعُ

وفاضَتْ علَيْنا منْ مَواهِبِ يوسُفٍ

بِحارٌ لغُلاّتِ الظَّماءِ نَواقِعُ

ولاحَتْ لَنا منْ بِشْرِهِ ونَوالِهِ

سَحائِبُ تَهْمي والشُموسُ طَوالِعُ

فلمْ نَرَ منْ قبْلِ اسْتِلامِ يَمينِه

بِحارَ نَوالٍ قِيلَ هُنّ أصابعُ

ألا هَكذا فلْيُحْرِز المَجْدَ ربُّهُ

وتُبْنى المَعالي أوْ تُرَبّى الصّنائِعُ

أميرَ العُلَى لوْلاكَ لمْ تنْبُ رَوْعَةٌ

ولمْ تَعْرِف النّوْمَ العُيونُ الهَواجِعُ

ولا سُكِنَتْ هَذِي الجَزيرةُ بُرْهَةً

وأصْبَحَتِ الأوْطانُ وهْيَ بلاقِعُ

ولا عُرِفَ الحقُّ المُبينُ من الهَوى

ولا مثَلَتْ للسّالِكين المَهايِعُ

ولمّا استَشاطَ الكُفْرُ بيْنَ بلادِها

وقادَتْهُ لاستِئْصالِهنّ المَطامِعُ

أعَدَّك فِيها اللهُ تنْصُرُ دينَهُ

وتَصْدَعُ بالحقِّ الذي هوَ صادِعُ

وتَمْضي كَما يمْضي القَضاءُ بقُدْرَةٍ

منَ اللهِ لا يُلْفَى لَها الدّهْرَ دافِعُ

وكتّبْتَ منْ أُسْد الحِفاظِ كَتائِباً

إذا ثوّبَ الدّاعي أتَتْهُ تُسارِعُ

إذا سحَبوا ذَيْلَ الدّروعِ إلى الوَغَى

كما تسْحَبُ السُّحْبَ البُدورُ الطّوالِعُ

تحرّكَتِ الأجْيالُ واشْتَعَلَ الفَلا

وزُلْزِلَ منْ هَذي البَسيطةِ وادِعُ

وأعْدَدْتَ منْ غُرِّ الجِيادِ صَوافِنا

تَغارُ بأدْناهَا البُروقُ اللّوامِعُ

مُطَهّمَةً جُرداً لها منْ دَمِ العِدَى

شِياتٌ ومنْ نسْجِ القَتامِ البَراقِعُ

ومُنْصَلِتٌ كالصُّبْحِ أشهَبُ ساطِعٌ

وأحْمَرُ وردِيٌّ وأصْفَرُ فاقِعُ

لدَيْهِنّ منْ رألِ الرِّمالِ إذا انثَنَتْ

تَليلُ ومِنْ ظَبْي الفَلاةِ أَسارِعُ

وثقّفْتَ منْ سُمْرِ الرِّماحِ ذَوابِلاً

بأقْلامِها فِيهِمْ تُخَطُّ الوَقائِعُ

فأصْبَحَ جمْعُ الكُفْرِ دونَ نِزالِها

كَما تتْرُكُ النّبْتَ الهَشيمَ الزّعازِعُ

يؤَمِّلُ بالسِّلْمِ انتِظامَ شَتاتِهِ

وهيْهاتَ يُرْجى وصْلُ ما اللهُ قاطِعُ

فبابُكَ مرْجُوٌّ وبأسُكَ مُتّقَى

ورِفْدُكَ مَبْذولٌ وعدْلُكَ شائعُ

ومُلْكُكَ منْصورٌ وحِزْبُكَ غالِبٌ

وسيْفُكَ آنافَ الضّلالَةِ جادِعُ

لكَ اللهُ ما أمْضى سُيوفَك كلّما

تَواقَعَ منْ مُرّ الحَوادِثِ واقِعُ

ومَنْ ذَا لهُ جَدٌّ كجَدِّكَ أوْ أبٌ

إذا عدّدَتْ آباءَهُنّ التّبابِعُ

لقدْ أبْصَرَتْ منْكَ النّواظِرُ مِلأَها

غَداةَ بَدا منْ غُرّةِ العِيدِ طالِعُ

برَزْتَ على رجْلِ الجَلالِ الى التي

تُرَفِّعُ منْ مَثْواكَ ما اللهُ رافِعُ

وأحْيَيْتَ للدّينِ الحَنيفِ شَرائِعاً

بأنْصارِ دينِ اللهِ تُحْيَى الشّرائِعُ

وقد زَحَفتْ يُعْشِي العيونَ رُواؤُها

صُفوفٌ من الفُرْسانِ وهْيَ دَوارِعُ

فلمّا قضَيْتَ العيدَ سُنّةَ نحْرِهِ

وأُطعِمَ مُعْتَرُّ هُناك وقانِعُ

رَجعتَ الى دارِ الخِلافةِ والعُلَى

فضاءَتْ بنورِ الهَديِ تلكَ المَرابعُ

وعرّضْتَ للتّقْبيلِ كَفاً كريمةً

تَفيضُ على الطُّلاّبِ منها ينابِعُ

وذاعَتْ بروْضِ المدْحِ فيكَ مدائِحٌ

كما ذاعَ منْ أنفاسِ دارينَ ذائِعُ

فيَهْنيكَ في الأعْيادِ أسْعَدُ قادِمٍ

يخبِّرُ أنّ الفَتْحَ منْ بعْدُ تابعُ

أطلّ فحيّانا بطَلِّ سُرورِه

لقد عذُبَتْ منْهُ لَدَيْنا المَواقِعُ

فدُمْ ملْجَأ للدّينِ تَحْمي ذِمارَهُ

إذا دهَمَتْ يوْماً بَنيهِ المَفازِعُ

كأن بكَ قد أحْرَزْتَ كلَّ ممَنّعٍ

بَعيدٍ فلمْ يمْنَعْهُ دونَكَ مانِعُ

وأصبحَ مُلْكُ الرّومِ نهْباً وأصبحَتْ

تحَكَّمُ في غُلْبِ الرِّقابِ الجَوامِعُ

ودانَتْ لكَ الدُنيا وأصْبَح شمْلُها

بُعَيْدَ افتِراقٍ وهْوَ بالدّينِ جامِعُ

وإنّي لأرْجو اللهَ حتّى كأنّني

أرى بجَميلِ الظّنِّ ما اللهُ صانِعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى دارهم هام من السحب هامع

قصيدة سقى دارهم هام من السحب هامع لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي