سقى الله أشلاء كرمن عن البلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سقى الله أشلاء كرمن عن البلا لـ أبو بكر ابن شبرين

اقتباس من قصيدة سقى الله أشلاء كرمن عن البلا لـ أبو بكر ابن شبرين

سَقى اللَهُ أَشلاءً كرُمنَ عَن البِلا

وَما غضّ مِن مِقدارَها حادِثُ البَلا

وَمِمّا شَجاني أَن أُهين مَكانُها

وَأُهمِل قَدر ما عَهدناه مُهمَلا

أَلا اِصنَع بها يا دَهرُ ما أَنتَ صانِع

فَما كُنتَ إِلّا عَبدَها المُتَذَلّلا

سفَكت دَماً كانَ الرقُوء نَوالَه

لَقَد جئتَها شَنعاءَ فاضِحةَ المَلا

بِكَفّي سَبَتني أزرق العَين مُطرِق

عَدا فَغَدا في غيلهِ مُتَوغّلا

لنِعم قَتيلُ القَوم في يَوم عِيده

قَتيلٌ تُبكّيه المَكارِمُ وَالعلا

ألا إِنّ يَومَ اِبن الحَكيم لمُثكِل

فُؤادي فَما يَنفَكّ ما عِشتُ مُثكلا

فَقَدناه في يَومٍ أَغَرّ مُحجّلٍ

فَفي الحَشر نَلقاه أَغرّ محجّلا

سَمَت نَحوَهُ الأَيّامُ وَهوَ عَميدُها

فَلَم تَشكُر النعمى وَلَم تحفظِ الولا

تَعاورت الأَسيافُ مِنهُ ممدّحاً

كَريماً سَما فَوقَ السماكَين مرجلا

وَخانَتهُ رجلٌ في الطَواف بِهِ سَعَت

فَناءَ بِصَدر للعلوم تَحمّلا

وَجُدّل لَم يَحضُره في الحَيّ ناصر

فَمن مُبلِغُ الأَحياءَ أَنّ مُهَلهِلا

يَدُ اللَه في ذاكَ الأَديم مُمَزّقاً

تُباركُ ما هَبّت جنوباً وَشَمألا

وَمِن حَزَني أن لَستُ أَعرف ملحداً

لَهُ فَأَرى للتّرب مِنهُ مقبّلا

رُوَيدَك يا مَن قَد غَدا شامِتاً بِهِ

فَبِالأَمس ما كانَ العِمادَ المؤمّلا

وَكُنّا نُغادي أَو نُراوِحُ بابَهُ

وَقَد ظَلّ في أَوج العُلا مُتَوقّلا

ذكَرناهُ يَوماً فاِستهلّت جُفونُنا

بِدَمع إِذا ما أَمحَلَ العامُ أَخضَلا

وَمازَج مِنهُ الحُزنُ طولَ اِعتبارنا

وَلَم نَدرِ ماذا مِنهُما كانَ أَطوَلا

وَهاجَ لَنا شَجواً تَذكّرُ مجلسٍ

لَهُ كان يهدي الحَيّ وَالملأ الألى

بِهِ كانَت الدُنيا تُؤخّر مُدبِراً

مِنَ الناسِ حَتماً أَو تُقدّم مُقبِلا

لِتَبكِ عُيونُ الباكيات عَلى فَتىً

كَريمٍ إِذا ما أَسبَغَ العُرف أَسجَلا

عَلى خادِمِ الآثار تُتلى صَحائِفاً

عَلى حامل القُرآن يُتلى مُفصّلا

عَلى عضُدِ الملك الَّذي قَد تضوّعت

مَكارِمُهُ في الأَرض مِسكاً وَمندلا

عَلى قاسِم الأَموال فينا عَلى الَّذي

وَضَعنا عَلَيهِ كُلّ إصر عَلى عَلى

وَأَنّى لَنا مِن بَعدِهِ مُتَعَلّلٌ

وَما كانَ في حاجاتِنا مُتَعَلّلا

أَلا يا قَصير العُمر يا كاملَ العُلا

يَميناً لَقد غادَرت حُزناً مُؤثّلا

يَسوء المصلّى أَن هَلَكتَ وَلَم تُقَم

عَلَيكَ صَلاةٌ فيهِ يَشهدُها المَلا

وَذاكَ لِأنّ الأَمرَ فيهِ شَهادَةٌ

وَسُنّتُها مَحفوظَةٌ لَن تُبَدّلا

فَيا أَيُّها المَيتُ القَديم الَّذي قَضى

سَعيداً حَميداً فاضِلاً وَمفضّلا

لِتَهنِك مِن رَبّ السَماء شَهادَةٌ

تُلاقي بِبُشرى وَجهك المُتَهلّلا

رَثَيتُك عَن حُبٍّ ثَوى في جَوانِحي

فَما وَدَعَ القَلب العَميدُ وَما قَلا

وَيا رُبّ مَن أَوليتَهُ مِنكَ نعمَة

وَكُنتَ لَهُ ذُخراً عَتيداً وَموئلا

تَناساك حَتّى ما تَمرّ بِباله

وَلَم يدّكر ذاكَ النَدى وَالتَفَضّلا

يُرابِض في مَثواكَ كُلّ عَشيّةٍ

ضَفيفَ شِواء أَو قَديراً معجّلا

لَحى اللَه من يَنسى الأَذمّة رافِضاً

وَيَذهَل مَهما أَصبَح الأَمر مُشكلا

حَنانَيك يا بَدر الدُجى فَلَشَدّما

تَرَكتَ بُدورَ الأُفق بَعدَك أُفّلا

وَكُنتَ لِآمالي حَياةً هَنيئةً

فَغادرتَ منّي اليَوم قَلباً مُقتّلا

فَلا وَأبيكَ الخَيرِ ما أَنا بِالَّذي

عَلى البُعد يَنسى مِن ذمامك ما خَلا

فَأَنتَ الَّذي آوَيتَني مُتغَرّباً

وَأَنتَ الَّذي أَكرَمتَني مُتَطَفّلا

فَآليتُ لا يَنفكّ قَلبي مكمداً

عَلَيك وَلا يَنفكّ دَمعي مُسبَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة سقى الله أشلاء كرمن عن البلا

قصيدة سقى الله أشلاء كرمن عن البلا لـ أبو بكر ابن شبرين وعدد أبياتها أربعون.

عن أبو بكر ابن شبرين

أبو بكر ابن شبرين

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي