سر العذارى منبيء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة سر العذارى منبيء لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة سر العذارى منبيء لـ خليل مطران

سَرَّ الْعَذارَى مُنبِيءٌ

عَنْ شَاعِرٍ لِلحَيِّ زائِرْ

فَقصَدْنهُ وَسَخِرْنَ مِنْ

زجرِ الأُمَيْمَاتِ الزَّوَاجِرْ

لِيرَيَنْ فِتْنَتَهُ الَّتِي

تُغْوِي الْعَفِيفَاتِ الْحَرَائِرْ

فَوَجدْنَهُ رَجُلاً مَلِيحاً

خَلْقُهُ حَسَنَ الظَّوَاهِرْ

لا شيءَ يَفْتَضِحُ النُّهَى

فِيهِ كَمَا ادَّعَتْ النوَاهِرْ

وَلَعَلَّ فِي مَنْظومِهِ

آيَاتِهِ الْكُبَرَ السَّوَاحِرْ

فَسَأَلْنَهُ إِنْشادَ شَيْ

ءٍ مِنْ بَدَائِعِهِ الحَوَاضِرْ

فَأَطَاعَهُنَّ وَمَنْ تُرَى

يَعْصِي الْجَمِيلاتِ الأَوَامِرْ

فعقَدْن فِيمَا حَوْلَهُ

عِقْداً فَرِيداً مِنْ جَوَاهِر

وَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ الرَّبَا

بَ وَفِكْرُهُ فِي الغَيْبِ نَاظِرْ

وَأَثارَ فِي الأَوْتَارِ تَغْرِيداً

كَأَنَّ الْعُودَ طائِرْ

ثُمَّ انْبَرَى يَرْوِي رِوَا

يَتَهُ وَتَتْبَعُهُ الخَوَاطِرْ

كَانَ الأَمِيرُ مُهندٌ

بطلاً شَهِيراً فِي الْعَشَائِرْ

مِنْ آلِ بَدْرَ الْبَاسِلِين

الْباِذِلينَ ذَوِي المَفَاخِرْ

يَنْضَمُّ تَحْتَ لِوَائِهِ

أَلْفٌ مِنَ الأُسْدِ الْقسَاوِرْ

رَجُلٌ كَمَا تَهْوَى المحَا

مِدُ خلْقُهُ وَالخلْقُ بَاهِرْ

ذو صَوْلَةٍ مَشْهُورَةٍ

بَيْنَ الْبَوَادِي وَالحَوَاضِرْ

وَشَجَاعَةٍ فِي القَلْبِ

تُخْفِيها الْعُذُوبَةُ فِي النَّوَاظِرْ

تَخْشى اللُّيُوثُ لِقَاءَهُ

وَتَوَدُّ رُؤيَتهُ الْجَآذِرْ

يَهْوَى فَتَاةً مِنْ بَنِي

حَمَدَ الْكِرَامِ ذَوِي المَآثِرْ

لكِنَّ بَيْنَ أَبِي الْفَتا

ةِ وَبَيْنَهُ ثَأْراً لِثَائِرْ

فسَعَى لِيَخْطُبَهَا عَلى

صُلْحٍ فعَادَ بِسَعْيِ خَاسِرْ

عَصَفتْ حَمِيَّتُهُ بِهِ

ناهِيك بِالصَّبِّ المخَاطِرْ

فغَزاهُمُ بِرِجَالِهِ

وَبكُلِّ ذِي ثأْرٍ يُضَافِرْ

وَتقاتَلُوا يَوْمَينِ لَمْ

يَظهَرْ مٍنَ للجَيْشَيْنِ ظَاهِرْ

حَتَّى اغْتَدَى ذاك الْعِرَا

كُ كَأَنَّهُ بَعْضُ المَجَازِرْ

فدَعَا مُهَنَّدُ لِلْبِرَا

زِ وَقَدْ تَحدَّى كُلَّ حَاضِرْ

مَا جَالَ إِلاَّ جوْلتَيْ

أَسَدٍ يُبَرْبِرُ وَهْوَ زائِرْ

حَتَّى انْبَرَى مِنهُمْ فَتى

مُتَلَثِّمٌ ضَافِي الْغَدَائِرْ

فَتَجَاوَلا وَكِلاهُمَا

متَقحمٌ كَالصَّقْرِ كَاسِرْ

سَرْعَانَ مَا حَطَمَا الرِّمَا

حَ فَأَعْمَلا بِيضَ الْبَوَاتِرْ

وَتَوَاثَبَا مُتَهَالِكيْنِ

كِلاهُمَا جَلْدٌ مُكَابِرْ

وَكِلاهُمَا مُتَخَضِّبٌ

بِدَمٍ وَلكِنْ لا يُحَاذِرْ

كَانَ المَلَثِّمُ لا يُخا

لِسُ مَقْتَلاً مِمَّنْ يُنَافِرْ

بَلْ يَبْتَغِي إِجْهَادَهُ

لِيَنَالَ مِنْهُ وَهْوَ خَائِرْ

مُتَحَرِّزاً حَتى تحَيَّنَ

نُهْزَةَ اللَّبِقِ المُدَاوِرْ

فَسَطَا عَلَيْهِ مُبَادِراً

وَالْفَوْزُ أَخْلَقُ بِالمُبَادِرْ

وَعَلاهُ فَهْوَ مُرَوَّعٌ

كَالشَّاةِ تَحْتَ رِكابِ نَاحِرْ

قالَ الأَميرُ غَلَبْتَنِي

أَفَلَسْتَ تَعْفو عَفْوَ قَادِرْ

فأَجَابَهُ مِنْ فَوْرِهِ

أَبْشِرْ فَإِنَّكَ أَنْتَ ظَافِرْ

وَنَضا اللِّثَامَ فَأَشْرَقتْ

شَمْسٌ أَشِعَّتُهَا ضَفَائِر

كَانَتْ حَبِيبَتَهُ الَّتِي

خاضَ الرَّدَى فِيهَا يُخاطِرْ

فتعَاهَدَا وَتَعَاقَدَا

بِدِمَاهُمَا لا بِالخَنَاصِرْ

وتصَالحَ القَوْمَانِ فِي

عرْسٍ صَفتْ فِيهِ السَّرَائِرْ

مَرَّتْ موَارِدُهُم وَلكِنْ

بَعْدَهَا حَلتِ المَصَادِرْ

فأَطَافتِ الْفَتِيَاتُ فِي

فَلكٍ مِنَ الأَفْكَارِ دَائِرْ

وَشهِدْنُ تِلْكَ الْحَادِثا

تِ كَأَنَّ مَاضِيَهُنٌ حَاضِرْ

وكأَنهُنَّ رَأَيْنَ بِالْ

أَبْصَارِ ما رَأَتِ الْبَصَائِرْ

ثُمَّ اسْتَزَدْنَ فَزَادَ مَا

خلَبَ الْعُقُولَ مِنَ النَّوَادِرْ

حَتَّى إِذَا هَبَط النَّهَا

رُ كَحَطِّ رَاحِلَةِ المُسَافِرْ

خَتَمَ الْكَلامَ بِمَنْ حَدِيثُ

هَوَاهْ فِي الأَمْثالِ سَائِرْ

أَذْكَى وَأَبْلَغِ مَنْ عَرَتْهُ

جِنَّةٌ لِهَوى مُخَامِرْ

أَوْلى وَلِيٍّ أَنْ يُقِيمَ

الْعَاشِقُونَ لهُ شعائِرْ

قَيْسٌ وَمَنْ كُفْؤٌ لهُ

بَيْنَ الأَوَائِلِ وَالأَوَاخِرْ

وَأَفَاضَ فِي وَصْفِ المُلَوَّ

حِ مَا يَشَاءُ هَوَى السَّرَائِرْ

إِذْ بَاتَ يَضْرِبُ فِي المَفَا

وِزِ وَهْوَ سَاجِي الطرْفِ حَائِرْ

كلِفاً طرِيداً لا شَفِيقَ

وَلا رَفِيقَ وَلا مُؤَازِرْ

إِلاَّ إِذَا مَرَّ الْغَزَا

لُ بِهِ فَيَأْنَسُ وَهْوَ نَافِرْ

يَبْكِي وَيَسْتَبْكِي بِشِعْرٍ

خالِصُ الدَّمِ مِنْهُ قَاطِرْ

وَيُعَلِّمُ الوَحْشَ الأَسَى

وَيُلينُ أًحْجَارَ المَقابِرْ

حَتَّى قَضَى فِي يَأْسِهِ

دَنِقاً مَشُوقاً غَيْرَ صَابِرْ

نَامَتْ نَوَاظِرُهُ وَلَكِنْ

قَلْبُهُ فِي الْقبْرِ سَاهِرْ

فَبَكَيْنَ قيساً ترْحَة

وَحَبِبْنَهُ مِلءَ الضمَائِرْ

وَنَظرْنَهُ فِي شَكْلِ مَنْ

أَبْكَى بِمَا هُوَ عَنْه ذَاكِرْ

ثُمَّ انْثَنيْنَ مُكَفْكِفَا

تٍ دَمْعَهُنَّ عَنِ المَحَاجِرْ

مُتَلَفِّتَاتٍ نَحْوَ من

هُوَ مِثْلُهُ غَزِلٌ وَشَاعِرْ

كُلٌّ تَقُولُ بِلَحْظِهَا

يَا قَيْسُ إِنِّي بِنْتُ عَامِرْ

تَاللّهِ أَنْصَفَت النَّوا

صِحُ لَيْسَ هَذَا غَيْرَ سَاحِرْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة سر العذارى منبيء

قصيدة سر العذارى منبيء لـ خليل مطران وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي