زر تربة في الحمى يا أيها المطر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زر تربة في الحمى يا أيها المطر لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة زر تربة في الحمى يا أيها المطر لـ ناصيف اليازجي

زُرْ تُربةً في الحِمَى يا أيُّها المَطَرُ

وقُلْ عليك سلامُ اللهِ يا عُمَرُ

إن كنتَ تُنبِتُ زَهراً حولَ مَضجَعِهِ

فليسَ تَكثُرُ فيهِ الأنجُمُ الزُهُرُ

هذا الذي كانَ رُكناً يُستعانُ بهِ

على الخُطوبِ ويُرجى عِندَهُ الظَفَرُ

وكانَ بحراً ولكنْ غيرَ مُضطربٍ

وكانَ فخراً ولكنْ ليسَ يَفتَخِرُ

في شَخصِهِ الدِّينُ والدُّنيا قدِ اجتَمَعا

وذاك يَندُرُ أنْ تحظَى بهِ البَشَرُ

يَرعَى إذا اتَّفقَا هذا وتِلكَ فإنْ

تَخالَفا فَلِهذا عِندَهُ النَّظَرُ

مُهذَّبُ الخُلقِ ما في خُلقِهِ أَوَدٌ

مُطهَّرُ القلبِ ما في قلبِهِ وَضَرُ

أرضَى الإلهَ فأرضاهُ بِمِنَّتِهِ

منذُ الحَداثةِ حتى مَسَّهُ الكِبَرُ

كانت مَنِيَّتُهُ للناسِ مَوعِظةً

إذ كانَ طَوْداً عظيماً دَكَّه القَدَرُ

لم يحْمِهِ الشَرَفُ الأعلى بجُرمتِهِ

والآلُ والصَّحْبُ والأملاكُ والبِدَرُ

ساروا بهِ فوقَ نعشٍ بلَّ حامِلَهُ

من ماءِ دَمعٍ عليهِ كانَ يَنحدِرُ

حتى أفاضوا إلى أرضٍ مباركةٍ

تُتْلَى بها فوقَهُ الأورادُ والسُّوَرُ

حديقةٌ طَبَّقَتْها النَّاسُ من بَلَدٍ

خلا فلم يبقَ في أبياتِهِ نَفَرُ

طافوا بتابوتِهِ مثلَ الحجيجِ بها

كأنَّها حَرَمٌ في وَسْطهِ الحَجَرُ

مضى إلى رَبِّهِ الغَفَّارِ مُعتصِماً

بلُطفِهِ تحتَ ذيلِ العَفْوِ يَستترُ

وأقفَرَتْ منهُ دارٌ أظلَمتْ كَمَداً

حتى استَوَى في ذَراها الليلُ والسَحرُ

يا أيُّها النَّاسُ قد طالَ الرُّقادُ على

عينٍ لَقد حانَ أنْ يَنتْابَها السَهَرُ

لا تَغفُلوا طَمَعَاً في العيشِ وانتَبِهوا

إنَّ المنايا على الأبوابِ تنتظِرُ

في كلِّ يومٍ منَ المَوتى لنا عِبَرٌ

تبدو ويا حَبَّذا لو تَنفْعُ العِبَرُ

قُمنا على سَكْرَةِ الدُّنيا الغَرُورِ فما

نُفيقُ إلاّ وداعي الموتِ يَنتهِرُ

كلٌّ منَ النَّاسِ يَهْواها فَتَخْدعُهُ

حتى يَموتَ ولا يُقضَى لهُ وَطَرُ

شابَ الزَّمانُ وشِبنا وَهْيَ يافعةٌ

لم يَبدُ للشَّيبِ في فَرْعٍ لها أثَرُ

يا مُغرَمينَ بها إن لم يكُنْ لكُمُ

خُبْرٌ فهل لم يأتِكم خَبَرُ

كلُّ الغَرامِ مُضِرٌّ قالَ مُزدَوجاً

تأريخُهُ هل غَرامٌ ما لهُ ضَرَرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة زر تربة في الحمى يا أيها المطر

قصيدة زر تربة في الحمى يا أيها المطر لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي