زارتك بعد الكرى زورا وتمويها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة زارتك بعد الكرى زورا وتمويها لـ ابن أبي حصينة

اقتباس من قصيدة زارتك بعد الكرى زورا وتمويها لـ ابن أبي حصينة

زارَتكَ بَعدَ الكَرى زُوراً وَتَمويها

ما كانَ أَقرَبَها لَولا تَنائيها

زارَت وَجُنحُ الدُجى يَحكي ذَوائِبَها

وَوَدَّعَت وَضِياءُ الصُبحِ يَحكيها

كَيفَ اِهتَدَت وَظَلامُ اللَيلِ معتكر

لَولا سَنا وَجهِها في اللَيلِ يَهديها

تَبَرقَعَت في الدُجى تُخفي مَحاسِنَها

فَلَم تَكَد سُدَفُ الظَلماءِ تُخفيها

رُوحي فِدىً لَكَ مِن طَيفٍ نَعِمتُ بِهِ

وَلَيلَةٍ بَلَّغَت نَفسي أَمانيها

ما كانَ أَطيبَها لَولا تَصَرُّمُها

عَنّا وَأَعجَبَها لَولا تَقَضِّيها

دَع ذا وَرُبّ شَطُونِ البِيدِ نازِحةٍ

غُبرٍ مَعالِمُها طُمسٍ مَوامِيها

كَأَنَّها وَالسَرابُ الضَحلُ يَرفَعُها

بَحرٌ مِنَ الآلِ طامٍ مَوجُهُ فِيها

قَطَعتُ أَجوازَها في ظَهرِ سَلهَبَةٍ

حُمٍّ شَوامِتُها صُمٍّ خَوافِيها

طالَت سَبائِلُها وَامتَدَّ حالِبُها

وَنافَ غارِبُها وَاِنقادَ هاديها

مِثلُ العُقابِ رَأَت صيداً بِشاهِقَةٍ

مِنَ الذُرى فَتَدَلَّت مِن أَعاليها

إِلى ثِمالٍ فَتى الدُنيا الَّذي يَدُهُ

مِثلُ السَحابِ إِذا اِنهلّت عَزالِيها

المُدركيِّ الحُميديِّ الَّذي شَهِدَت

لَهُ البَرِيَّةُ قاصِيها وَدانِيها

إِذا رَأَيتُم لَنا في المَجدِ شاهِقَةً

مَبنِيَّةً فَأَبو العُلوانِ بانِيها

رُوحي وَما مَلَكَت كَفِّي فِدى مَلِكٍ

يَختالُ شِعري بِهِ في مَنطِقي تيها

فَتىً يَهُونُ عَلَيهِ حينَ يَسأَلُهُ

عافيهِ أَن يَهَبَ الدُنيا بِما فيها

لا يَكنِزُ المالَ إِلّا بِالعَطاءِ لَهُ

وَخَيرُ مَن كَنَزَ الأَموال مُعطِيها

سَقى الحَيا الرَحبَةَ الفَيحاءَ مَسكَنَهُ

فَقَصرَها فَمُصَلّاها فَضاحِيها

إِلى السُرى حَيثُ تَنقادُ الجِبالُ لَهُ

مِن دَيرِها فَالأَعالي مِن رَوابيها

إِلى المُلَيحَةَ حَيثُ العَينُ جارِيَةٌ

مِنَ الصَباحِ إِلى جَلهَاتِ وادِيها

ذادَ العِدى بَأسُهُ عَنها وَشَرَّدَهُم

حَتّى الأُسودَ العَوادي مِن نَواحيها

يا من تَبِيتُ الرَعايا وَهِيَ شارِعَةٌ

مِن فَضلِهِ بَعدَ فَضلِ اللَهِ بارِيها

تَزيدُ فَخراً بِكَ الدُنيا إِذا نَظَرَت

إِلَيكَ أَنَّكَ فيها بَعضُ أَهليها

وَما دَرَت أَنَّها وَالخَلقَ واحِدَةٌ

وَأَنتَ يا كُلَّ خَلقِ اللَهِ ثانيها

كَم مِنَّةٍ لَكَ عِندي لَستُ أَكفُرُها

وَنِعمَةٍ أَنتَ بَعدَ اللَهِ مُولِيها

وَكَم نَظَمتُ لَكَ الأَوصافَ مُحكَمَةً

كَأَنَّها الدُرُّ تَمثيلاً وَتَشبيها

تَسيرُ شَرقاً وَغَرباً وَهِيَ ثابِتَةٌ

يَفنى الزَمانُ وَتَبقى لَيسَ يُفنيها

شرح ومعاني كلمات قصيدة زارتك بعد الكرى زورا وتمويها

قصيدة زارتك بعد الكرى زورا وتمويها لـ ابن أبي حصينة وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن أبي حصينة

الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني مرداس في حلب فامتدح عطية بن صالح المرداسي فملكه ضيعة فأثرى. وأوفده ابن مرداس إلى الخليفة المستنصر العلوي بمصر رسولاً سنة 437هـ‍ فمدح المستنصر بقصيدة وأعقبها بثانية سنة 450هـ‍ فمنحه المستنصر لقب الإمارة. ثم كتب له سجلاً بذلك فأصبح يحضر في زمرة الأمراء ويخاطب بالإماره وتوفي في سروج. له (ديوان شعر -ط) طبع بعناية المجمع العلمي بدمشق مصدراً بمقدمة من إملاء أبي العلاء المعري وقد قرئ عليه.[١]

تعريف ابن أبي حصينة في ويكيبيديا

ابن أبي حصينة (388 هـ - 457 هـ / 998 - 1065م)، شاعر من أهل الشام. هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار، أبو الفتح، ابن أبي حصينة السلمي. ولد ونشأ في معرة النعمان. انتقل إلى حلب وكانت تحت حكم بني مرداس. حقق أسعد طلس ديوانه عندما قطن بغداد.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي حصينة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي