ريم هضيم يروم هضمي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ريم هضيم يروم هضمي لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة ريم هضيم يروم هضمي لـ عماد الدين الأصبهاني

ريمٌ هَضيمٌ يَرومُ هَضْمي

منْ سُقمِ عينيهِ عينُ سقمي

وطرفُهُ في فُتورِ صَبْري

وخضرُهُ في نحولِ جسمي

ما جدَّ في ثَلْمِ ثَغْرِ صَبْري

لو جادَ لي ثغرُهُ بلثمِ

في عارضيهِ طِرازُ حُسْنٍ

بهيُّ نَسْجٍ شَهْيُّ رَقْمِ

ووجهُهُ بالعِذارِ بَدْرٌ

أُحيطَ منْ هَالةٍ بتمِّ

وردُ حياءٍ ومسْكُ خَطٍ

ينمُّ هذا وذاك يُنْمي

قد نُقِّطَتْ شمسُ وجنتيهِ

للحُسْنِ مِنْ خالهِ بنجمِ

واهي مناطِ الوشاحِ حُلَّتْ

فيه بوَجْدي عُقودُ عَزْمي

نطَاقُه في القياسِ نُطْقٌ

وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي

وخُلْقُه جَامحٌ لحربي

وعطْفُهُ جانحٌ لسلْمي

إلامَ ظلماً يصدُّ أَلمْي

صادي قلبيَ عن ريمِ ظَلمِ

لو أطلق الرَّسمَ من وصالي

لم أَبلُ في صدِّه كرسمِ

أفكرتُ في عزِّهِ وذُلّي

فهامَ في الحالتينِ فَهْمي

مِنْ وَهَجِ الوجهِ دمعُ عيني

بذوبِ قلبٍ يهيمُ يَهْمي

إذا غدا الدَّمعُ من وشاتي

فبوحُ سرِّ الهوى بكتمي

إن رُمت يا عاذلي صلاحي

فخلِّني والهوى وزعمي

شاهدْ بعيني الحبيبَ تشهدْ

أًنَّ هواهُ من المهمِّ

لومُكَ يُذكي الغرامَ قلْ لي

أَنت نَصيحي أَم أَنتَ خَصْمي

ولا ساءني واللومُ لومٌ

كلامُ سوءٍ وأَسوُ كلمِ

يا بدرُ بادِرْ بشمس راحٍ

يقشعُ منها غمامُ غمِّ

وانقعْ وُقِيْتَ الأذى أُواماً

لابنِ كريمٍ ببنتِ كَرْمِ

وهُزَّ منّي للأنسِ عِطْفاً

وخصَّ جيش الأسى بهزم

واجعلْ رضاعي جنَى رضابٍ

بفيكَ منه يعزُّ فَطْمي

فريقكَ الحلو عَذْبُ وردٍ

يروي صدى القلب وهو يُظمي

واشفِ غليلي بشًَهْدِ ثَغْرٍ

جناهُ ترياقُ كلِّ سُمِّ

بقدِّك السّاحرِ التّثني

جُدْ ليَ مِنْ غُصْنهِ بضمِّ

بخدِّك الباهرِ التجلِّي

جُدْ ليَ مِنْ وَرهِ بشمِّ

يا حارمي في الوصال حَظِّي

مُوَفِّراً بالفراق قَسْمي

وقاتلي بالصُّدودِ ظُلماً

لا تتقلَّد دمي وإثمي

يا رامياً قوسَهُ بحتفي

موتَرُهُ ما يزال يُصمي

بالعينِ والحاجبينِ تُغني

عن كلِّ قوسٍ وكلِّ سَهمِ

يا حبّذا بالعراق نُعمى

شكرتها في وصالِ نُعمِ

أَرمي بطرفي هوىً إليها

وهي لقلبي باللحظ ترمي

غداةَ مَغْنى حِمَاي حاوي

حُوّ من الغانيات حُمِّ

أيام فوق السَّماء أَمري

وَفْقَ مُرادي وتحت حُكمي

أَيام حلّ دمي المصون ال

حرام في بذلهِ لأُدمِ

أُدمي بلثمي خُدودَ بيضٍ

عيونُهُا للقلوب تُدمي

واجتلي الكأسَ في ندامى

غرٍ من الأكرمين شُمِّ

غدا بنسج الغرام فينا

ينسجُ عَقْلاً لكلِّ فَدْمِ

نسمو

من نفحات الصَّبا لنسمِ

لثم ُرٍ

بين عقيقٍ وفضّ ختمِ

عقود العقول تُلقى

من التصابي بكفِّ فصمِ

ليالي الوصال زهراً

تبدَّلت في النَّوى بُسحمِ

سواد فودي

مذ عقبت بيضها بدُهمِ

يشيبُ في الرأسِ مثلَ نارٍ

توقَّدتْ من خلالِ فحمِ

يزيدُ منّي الهمومَ ذكري

أَيامَ عمرٍ مضينَ قُدمِ

رضتُ طويلاً جُموحَ حظِّي

فلم يلنْ عودُهُ لِعَجمي

ليس يُعادي الزَّمان غيري

كأنَّ فضلي إليهِ جُرمي

أَكظمُ غيظي وليس جدِّي

لغائظاتِ الأمورِ كظمي

أَيا زماني الغشوم أَقصِرْ

إنّكَ لا تستطيعُ غَشْمي

عبدُ الرَّحيمِ الرَّحيم أَضحى

عوني على خَطبِكَ الملمِّ

أَلوذُ منه بذي جَنابٍ

يُلجىء طُرّاقَهُ وينمي

بالسَّيدِ الأروعِ المرجَّى

لكشفِ إزلٍ وكَفِّ أَزمِ

بالفاضلِ الأفضلِ الأجلِّ

المفضَّلِ الأشرفِ الأشمِّ

بحاتمي النَّوالِ سَمْح

ليس يرى الجودَ غيرَ حتم

غيثُ غياثٍ وجودُ جودٍ

وبحرُ علمٍ وطَوْطُ حِلْمِ

ذو أَنَفٍ أَنْفُ كلِّ خطبٍ

يقتادُ من بأسهِ بِخطمِ

زكاءُ نجرٍ ورحبُ صدرٍ

وطولُ باعٍ وطيبُ جِذْمِ

ومُزْنُ مَنٍ ووجهُ مَنْحٍ

غيرُ جَهامٍ وغيرُ جهمِ

محاسَنا الرأي منه عَدْلاً

كلَّ ظلاَّمٍ وكلَّ ظُلم

المنعمُ المستحقُّ منِّي

جميع شكري ببعضِ شكمِ

وما بنى المجدَ مثلُ مولىً

خصَّ النَّدَى مالَهُ بهزمِ

ذو محتدٍ في النِّجار زاكٍ

وسؤددٍ في الفخار ضخمِ

نُعماهُ تُرجى لكفِّ بؤسٍ

وفكِّ أَسرٍ وجَبرِ يُتمِ

يراعُهُ في اليمينِ منه

تستخرجُ الدُّرَّ من خضمِّ

فهو حسامٌ لم يبقِ داءً

إلاَّ وقد خصَّهُ بحسمِ

وحدُّهُ حصَّ كلَّ حَصدٍ

من كلِّ ما نائبٍ بثلمِ

يُروّضُ الطِّرسُ منه مُزجى

سُحبٍ من المكرماتِ سُحمِ

سطورُهُ للعُلَى نجومٌ

تخفضُ في أَوجها وتسمي

إنْ جاءَ عافٍ فنجمُ سَعدٍ

أَو جاءَ عَاتٍ فنجمُ رجمِ

أَقلامُهُ خاطبتْ خُطوباً

من ظفرها ظفرتْ بقلمِ

كم عقدتْ راية لرأْيٍ

مؤيد عزمه بحزمِ

والسَّمعُ والصلبُ للأَعادي

ما بينَ وقرٍ بها ووقم

له يدٌ للوليِّ منها

ولي وليٌّ ووَسْمُ وسمي

ما وابلٌ منجمُ الغوادي

بكلِّ سهلٍ وكلِّ حَزْمِ

هام ربابٌ بالوشي منه

هامَ الرُّبى في بديعِ وَشْمِ

يحوكُ نسج الرَّبيعِ فيه

نَمارقَ الزّهرِ فوقَ أكم

أَغزرَ من جودهِ وفصحٍ

في العجزِ عن وَصْفهِ لبكمِ

مولايَ حالي كما تراهُ

في نَقْصِ حَظٍّ وَفضْلِ هَمِّ

لم يقضِ ديني وكلَّ يومٍ

غريمُ دهري يزيدُ عزمي

أَهلي مقيمونَ من دمشقٍ

في بلدةٍ نارها بلجمِ

قد طالَ ذيلٌ بهم فطوِّل

طُولاً بجاهي العريضِ كمِّي

أَصبحتُ في مصرَ ذا رجاءٍ

إلى النّدَى الجمِّ منكَ جمِّ

أَصابَ قصدي وتمَّ أَمري

وبانَ نُجحي وفازَ أَمي

وإنّني قد وجدتُ وَجْدي

منكَ كما قد عدمتُ عُدمي

نَعَشْتَني من عثْارِ دَهْري

فَحُزْتَ حَمْدي وَحَازَ ذمِّي

عندي مواعيدُ للمعالي

يَمْطُلُ دهري بها بزُغْمي

نتيجةُ النُّجحِ منكَ يقضي

أَنَّ المواعيدَ غير عُقمِ

وِلي مُنى كلّها أَراهُ

منكَ على خبرةٍ وعلمِ

قضاءُ دَيْني ونَيْلُ سُولي

وَحفْظُ جاهي وجريُ رسمي

وَصنيعةٌ لا يضيعُ فيها

عَزْمي كما لا يفوتُ غُنْمي

وحرمةٌ تستنيرُ منها

سعودُ قَدْري في أُفقِ عُظْمِ

يَممتُ أَمّاً ولستُ أَرضى

تيّمماً في جَنابِ يَمِّ

لِمْ أَمَلي لم يزَنْ بنُجحٍ

لِمْ شَعَثي لم يُعَنْ بلَمِّ

رُمْ رَمَّ أَمري وحلِّ حالي

ما كَرَمٌ في الورى كَرَمَّي

رُثَّ ثرائي بكلِّ طَرْزٍ

وغُثَّ جاهي بغيرِ شحْمِ

مُضارعُ الفعلِ حظُّ فضلي

وعائقُ الصَّرفِ حرفُ جَزْمِ

نَاهيكَ من مُخوِلٍ مُعمِ

يَحنو على المُخولِ المُعمِ

كلُّ عدوٍّ شَناكَ يَلْقى

في الناسِ طَمْسَ اسمه كطسمِ

شَمْلُ العدا والعروضُ منهم

ما بينَ شتٍّ وبينَ شَتمِ

ونلْتَ عزّاً بغيرِ صَرْفٍ

وَوَصْلَ مُلْكٍ بغيرِ صُدْم

تَمَلَّها فهي بكْرُ فكري

شَهيةٌ من نِتَاجِ شَهْمِ

حَدَوْتُ عيْسي بها فجاءتْ

شَقْشَقةً من هَديرِ قَرْمِ

بحركَ طامي والعباب فاغسل

طمي في نظمها ورمي

لي خاطرٌ مُجبلٌ لهمِّي

فَنَحتُهُ من صَفاً أَصمِّ

أَقدَمَ رَغباً فحامَ رُعباً

لقدرِ فخرٍ لديكَ فَخمِ

إليكَ يا كعبة المعالي

حَجَّ حجاهُ بلُطفِ حَجم

أَجْرِ على الوهم عُظْم شاني

واجبرْ على الوَهنِ عظمَ نظمي

بصفحةِ الصَّفحِ منكَ يبدو

جِرْمُ قصوري بغيرِ جُرْمِ

باسمكَ للشكر باسماتٌ

مِنّي مُنىً سُقتُهنَّ باسمي

أَقبلْ وأَفضلْ عليَّ وافضل

عُرْبَ معانٍ لديَ عُجمِ

ما دمتَ عوني فليس يَغدُو

جميلُ رَسْمي قبيحَ وَصمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ريم هضيم يروم هضمي

قصيدة ريم هضيم يروم هضمي لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها مائة و اثنا عشر.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي