ريب المنون وصرف الدهر أعياني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ريب المنون وصرف الدهر أعياني لـ حفني ناصف

اقتباس من قصيدة ريب المنون وصرف الدهر أعياني لـ حفني ناصف

ريبُ المنونِ وصرفُ الدهرِ أعياني

والدمعُ قرّح يومَ البينِ أعياني

إلامَ يا دهرُ لا تُبقي عليّ وكم

تجني وما كنتُ يوماً قطّ بالجاني

وكم أضعتَ عهوداً كنتُ أحفظها

وخنت مَن لم يكن يوماً يخوّانِ

روَعت قلبي وكم فرّقت مجتهداً

بيني وبين أخِلائي وأخداني

وكم بغيتَ ولكن كنتُ مصطبراً

وكان يحتمل البلواءَ جثماني

وكان عندي على هذا الأسى جلدٌ

حتى تجاوزتَ في بغْيٍ وعدوانِ

حتى فتكت بمن عزّت مصيبته

على النفوس وساءت كلَّ إنسانِ

ذاك الشريف الذي تنمي عناصرهُ

إلى النبي إلى فهرٍ وعدنانِ

ذاك الذي طاب أصلاً طاهراً وزكت

فروعهُ ذاك سامي المجد والشانِ

ذاك الذي أحرز اسماً في الورى حسناً

وحاز قدراً عليًّا بين أقرانِ

شهمٌ له همةٌ في المجد عاليةٌ

ورفعة قدرُها يزري بكيوانِ

غيثٌ إذا يمم الطلابُ ساحتهُ

غيثُ من الجودِ يروي كل ظمآنِ

وهو ابنَ من عمّتِ الدنيا مناقبُهُ

وامتاز بالسبق في فهمٍ وتبيانِ

وهو الذي جدّ في الأعمال مجتهداً

حتى تفرّد في علمٍ وعرفانِ

لا غرو فالشبلُ مثل الليث في صفة

والدوحُ كالروضِ في زهرٍ وأفنانِ

والوردُ ينتج ماءً مثلهُ أرِجا

والبحرُ يسمح أحياناً بمرجانِ

إن كان يزعم قومٌ أنهمُ وصلوا

مقامهُ الفردَ فليأتوا ببرهانِ

لله بدر جلالٍ كان منزلهُ

منا القلوبَ فأضحى طيَّ أكفانِ

قد سار والكونُ يبكيهِ ويندبهُ

بمدمعٍ مثلَ فيضِ المزنِ هتّانِ

ويمم الجنةَ الفيحاءَ مغتبقاً

كأسَ النعيمِ لدى حور وولدانِ

يزهو لدى جدهِ في روضها فرحاً

بما يلاقيه من رَوحِ وريحانِ

ومال عن زينة الدنيا وزخرفها

لما رأى كل مشغولٍ بها عاني

دارُ الأسى ليس يخلو المرءُ من كدرٍ

فيها وإن زاد بَشرِّهِ بنقصانِ

يروَّع المرءُ فيها بين أربعةٍ

هوىً ونفس وشهْواتٌ وشيطانِ

لو أعِطى الحرّ فيها قدر قيمتهِ

لما وقفنا مع الأعدا بميدانِ

أو كان فيها من الإنصاف خردلةٌ

لما رمتنا لدى الهيجا بنيرانِ

وما تجرأت الأوغادَ تطلبنا

لأن نسلّمَ في مالٍ وأوطانِ

أليس من خسة الدنيا تظاهرهم

وجعلهم نفسَهم أقرانَ شجعانِ

والحمد لله قد رُدّوا يغيظهمو

فلم ينالوا وقد باءوا بخذلانِ

فيا أولى الأزهر ادعوا الله ينصرنا

نصراً عزيزاً ويجزينا بإحسانِ

وأن يعافى مرضانا ويُهلكُ أع

دانا ويشمل موتانا بغفرانِ

فبدّد الكفر يا مولاي واقضِ على

أهليهِ واسكب عليهم سحْبَ خسرانِ

وانصر عساكرنا وأشدد عزائمهم

وقوّ مصراً فمصرٌ دار إيمان

شرح ومعاني كلمات قصيدة ريب المنون وصرف الدهر أعياني

قصيدة ريب المنون وصرف الدهر أعياني لـ حفني ناصف وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن حفني ناصف

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم. ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها. وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة. له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و (مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط) . وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط) .[١]

تعريف حفني ناصف في ويكيبيديا

حفني ناصف هو محمد الحفني بن محمد إسماعيل خليل ناصف، ولد يوم الجمعة 16 ديسمبر سنة 1855م ببركة الحج، من أعلام القليوبية، توفى والده وهو ما زال جنيناً في بطن أمه، فكفله خاله وجدته لأبيه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حفني ناصف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي