روعت بالفراق بعد الفراق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة روعت بالفراق بعد الفراق لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة روعت بالفراق بعد الفراق لـ خليل مطران

رُوَّعَتْ بِالفِرَاقِ بَعْدَ الفِرَاقِ

وَبِهَا مَا بِهَا مِنَ الأشْواقِ

بَعْلَبَكٌّ تَبْكِي وَلِيداً تَرَدَّى

نَازِحاً وَاحْتَوَتْهُ أَرضُ العِرَاقِ

كَانَ سُلوَانَهَا رَجَاءُ تَلاَقٍ

أَيْنَ أَمْسَى مِنْهَا رَجَاءُ التّلاَقِي

لاَ تَخَافِي اغْتِرَابَهُ وَتَخَالِي

أَنَّ بُعْداً تَبَاعُدُ الآفَاقِ

إنَّمَا النَّأْيَ فِي اخْتِلاَفِ المَرَامي

وَتَنَابِي الخلاَلِ وَالأَخْلاقِ

لَيْسَ فِي مَوْطِنِ الكِرَامِ اغْتِرَابٌ

لِكَرِيمِ الأُصُولِ وَالأَعْراقِ

لَحْدُ ذَاكَ الفَقِيدِ إِنْ ضَنَّتِ

السُّحْبُ سَقَتْهُ سُحْبٌ مِنَ الآمَاقِ

وَيُحَيِّي حَجِيجَهُ العِزَّةُ

القَعْساءُ فِي هَبْيَةٍ وَفِي إِطْرَاقِ

رُسْتُمٌ كانَ فِي العِرَاقِ مِنَ القَوْ

مِ وَزَكى دَعْوَاهُ بِالمِصْدَاقِ

عَاشَ فِيهِمْ مُحَبَّباً وَحَبِيباً

مُخْلِصاً وُدَّهُ بِغَيْرِ مَذَاقِ

مَالِكاً مِنْهُمُ القُلُوبِ بِزِينَا

تِ السَّجَايَا وَبِالطِّبَاعِ الرِّقَاقِ

قَمَرٌ سَابَقَ الظُّنُونَ وَلَمْ يَرْ

عَ أَوَاناً لِمِثْلِهِ فِي المَرَاقِي

أَتُرَى كَانَ ذَلِكَ الوَثْبُ مِنْهُ

فِي المَعَالِي مُعَجِّلاً لِلمُحَاقِ

أَيُّ جَاٍٍ سَمَا إِلَيْهِ فَأَجْرَى

دَمَهُ الحُرَّ تَبَّ أَهْلُ الشِّقَاقِ

ذَلِكَ الرَّهْطُ بِئْسَ مَا تَرَكَتْهُ

مِنْ تُرَاثٍ أَيَّامُ الاِسْتِرْقَاقِ

لَوْ أُبِيدَ الأَشْرَارُ لَمْ تَفِ إِلاَّ

دِيَةَ المَجْدِ بِالدَّمِ المُهْرَاقِ

وَفِدىً لِلإِخَاءِ بَيْنَ شُعُوبِ

الضَّادِ أَغْلَى النُّفُوسِ وَالأَعْلاَقِ

وَيْلَهُمْ مَا أَفَادَهُمْ أَنْ يُثِيرُوا

فِتْنَةً مِنْ خَبَائِثِ الأَعْمَاقِ

أَحْنَقُوا أُمَّهُ عَلَيْهِمْ وَزَادُوا

ذِمَماً لِلقَتِيلِ فِي الأَعْنَاقِ

نَحْنُ فِي حِقْبَةٍ تَحَوَّلَ حَالُ

الخَلْقِ فِيهَا عَنْ شِرْعَةِ الخَلاَّقِ

عَادَ فِيهَا ذُو المَبْسَمِ الحُلوِ أَضْرَى

مِنْ ذَوَاتِ الأَنْيَابِ وَالأشْدَاقِ

أَينَ دَامِي الأظْفَارِ مِنْ قَاذِفْ النَّا

رِ وَمُفْنِي الدِّيَارِ بِالإِحْرَاقِ

وَمُعِيدِ النَّسِيمِ سُمّاً زُعَافاً

وَمُبِيدِ السَّفِينِ بِالإِغْرَاقِ

لَكَأَنِّي بِالعِلمِ سَخَّرَ فِيهَا

بَأْسَهُ لِلطُّغَاةِ وَالفُسَّاقِ

وَالحِمَامُ المُصَيَّرُ فِي الكَوْنِ

مَنْ يَعْلَمُ سِرَّ البَقَاءِ غَيْرَ البَاقِي

مِحْنَةٌ إِنْ تَكُ المَنِيَّةُ مَنْجَا

ةً فَمِنْهَا وَالفَوْزُ لِلسَّبِّاقِ

بَلْ لَعَلِّي شَطَطْتُ فِي الحُكْمِ

وَالأَحكَامُ لاَ تَستَقِيمُ فِي الإِطْلاَقِ

قَدْ يَجِيءُ الخَيْرُ الكَبيرُ مِنَ الشَّرَّ

إِذَا جَازَ مَا لَهُ مِنْ نِطَاقِ

يَا فَقِيداً مِثَالُهُ الحَيُّ لنْ يَبْرَحَ

مِلْءَ القُلُوبِ وَالأَحدَاقِ

أُمَّةُ العُرْبِ ذَاقَتِ الهُونَ أَحْقَا

بَاً طِوَالاً وَالهُونَ مُرَّ المَذَاقِ

كَيْفَ تَنْسَى فَضْلَ المُنَادِينَ

بِالوَحْدَةِ وَالوَاضِعِينَ لِلمِيثَاقِ

وَالأولَى أَفْنوا العَزَائِمَ فِي رَبْطِ

الأَوَاخِي وَفِي التِمَاسِ الوِفَاقِ

فَلتَكُنْ لِلعَهْدِ الجَدِيدِ شَهِيداً

خَالِداً بِالذِّكْرَى عَنِ اسْتِحْقَاقِ

كُلُّ بَذْلٍ كَمَا بَذَلتَ خَلِيقٌ

بِجَزَاءٍ مِنَ الفَخَارِ وِفَاقِ

إِلحَقِ اليَوْمَ فَيْصَلاً فَلَقَدْ كُنْتَ

لِخَيْرِ المُلُوكِ خَيْرَ الرِّفَاقِ

وَلَوِ الوَاجِبُ المُخَلَّفُ لَمْ يَثْنِكَ

لَمْ تُلْفَ مُبْطِئاً بِاللِّحَاقِ

وَاجِبٌ مُرْهِقُ التَّكَالِيفِ

أَدَّيْتَ تَكَالِيفَهُ عَلَى الإِرْهَاقِ

لَكَ فِيهِ بِتُّ قَوِيمٌ وَرَأْيٌ

وَاسِعُ الأُفْقِ سَاطِعُ الإِشْرَاقِ

سُسْتَ مَنْ سُسْتَ فِي الوَزَارَةِ بِالحَقِّ

وَوَفَّيْتَ مَا اقْتَضَتْ مِنْ خَلاَقِ

وَأَتَيْتَ الإِصْلاَحَ مِنْ حَيْثُ يُؤْتَى

فِي الأُمُورِ الجِسَامِ أَوْ في الدِّقَاقَ

يَا بُنِي حَيْدَرَ الكِرَامَ أُعِزِّيكمْ

وَدَمْعِي مِنْ حَرِّهِ غَيْرُ رَاقِ

رُزْوكُمْ رُزْؤُنا وَكَالعَهْدِ فِي الوُدِّ

خَوَالِي أَيَّامِنَا وَالبَوَاقِي

شَاطَرَ العُرْبُ حُزْنَكُمْ وَتَلَظَّى

كُلُّ قَلبٍ لِمَجْدِهِمْ خَفَّاقِ

عَظَّمَ اللهُ أَجْرَكُمْ مَا صَبَرْتُمْ

وَوَقَاهُمْ مَكَارِهَ الدَّهْرِ وَاقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة روعت بالفراق بعد الفراق

قصيدة روعت بالفراق بعد الفراق لـ خليل مطران وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي