رضيت من عين ذاك الحي بالأثر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رضيت من عين ذاك الحي بالأثر لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة رضيت من عين ذاك الحي بالأثر لـ ناصيف اليازجي

رضيتُ من عينِ ذاك الحَيِّ بالأثَرِ

حتى رَضيتُ بسَمْع الذِّكرِ والخَبَرِ

وهامَ قلبي بما يَحْويهِ مُنشغِفاً

حتى بما فيهِ من تُرْبٍ ومن حَجَرِ

أستقبِلُ الرِّيحَ من واديهِ مُعتنِقاً

كأنَّها لي صَديقٌ جاءَ من سَفَرِ

ويُؤْنِسُ البرقُ عيني إذْ يَلوحُ لها

منَ الكثيبِ فتجني لَذَّةَ النَّظَرِ

يا حَبَّذا أرضُ عُسفانَ التي شَرَقَتْ

بالبيضِ والسُّمْرِ بينَ البيضِ والسُّمُرِ

وحَبَّذا القُبَّةُ الزَّرقاءُ من فَلَكٍ

فإنَّها اشتَمَلَتْ ليلاً على القَمَرِ

رَبيبةٌ في بُرُودِ البَدْوِ طالعةٌ

تُغنِي مَحاسِنُها عن زِينةِ الحَضَرِ

تَرنُو بطَرْفٍ غَضيضِ الجَفْنِ مُنكسرٍ

فلا نَراها بقلبٍ غيرِ مُنكسِرِ

بِتنا على خَطَرٍ من سُخطِها ولَقد

تأتي السَلامةُ أحياناً منَ الخَطَرِ

إذا تَكَدَّرَ ماءُ النِّيلِ مُضطرِباً

فإنَّ صفوَ الوَرَى في ذلكَ الكَدَرِ

وفي زِيارةِ مِصرٍ لو ظَفِرتُ بها

مَشَقَّةٌ تُعقِبُ الأتعابَ بالظَفَرِ

مَن لي بِزَورةِ هاتيكَ الدِّيارِ لكي

أقضِي الحُقوقَ التي يُقضَى بها وَطَري

مَوَدَّةٌ بَيننا بالأمسِ قد غُرِسَت

واليومَ طالَبتُ ذاكَ الغَرْسَ بالثَّمَرِ

عليَّ حَقٌّ لمن يُغضِي بمنَّتِهِ

عن القُصُورِ ويعفو عَفْوَ مُقْتَدِرِ

الطَّاهرُ القلبِ لا عيبٌ يُدنِّسُهُ

والرَّاشدُ السَّعَيِ عِندَ اللهِ والبَشَرِ

إذا استطاعتْ يداهُ في الوَرَى ضَرَراً

فإنَّ في قلبه عَجْزاً عنِ الضَّرَرِ

وحَيثُ لا يَتَّقِي في النَّاسِ من حَذَرٍ

يكونُ من رَبِّهِ في غايةِ الحَذَرِ

إن كُنتُ قَصَّرْتُ في مَدحي لهُ سَلَفاً

فالقَطْرُ يأتي قليلاً أوَّلَ المَطَرِ

ورُبَّ مُختَصَرٍ في اللَّفظِ نَحسَبُهُ

مُطوَّلاً في المعاني غيرَ مُختصَرِ

نالَ الإمارةَ من لاقَتْ بمَنصِبهِ

من دولةٍ نَقَدَتْهُ نَقْدَ مُختبِرِ

قد أعطَتِ القوسَ باريها على ثِقَةٍ

لكنَّها غيرُ ذاتِ السَّهمِ والوتَرِ

قُلْ للكريمِ الذي سادَ الكِرامَ لَقْد

أسرَفْتَ إذ لم تَدَعْ فخراً لمُفتخِرِ

ما زِلتَ تَرقَى إلى أنْ نِلتَ منزِلةً

تُعَدُّ من طَبَقاتِ الأنجُم الزُّهِرِ

يا عُمدةَ الدَولةِ العُظمَى التِّي بعَثَتْ

إلى المشارقِ منها كوكبَ السَّحَرِ

قد ناظرَتْكَ على قَصدٍ مراتِبَها

فهُنَّ يَكبُرْنَ مَهْما ازدَدْتَ في الكِبَرِ

هذِهْ هيَ الدَولةُ الغَرَّاءُ نَنظُرُها

ما طال تأريخُها جاءَتكَ بالغُرَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رضيت من عين ذاك الحي بالأثر

قصيدة رضيت من عين ذاك الحي بالأثر لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي