رحلوا فأية عبرة لم تسكب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رحلوا فأية عبرة لم تسكب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة رحلوا فأية عبرة لم تسكب لـ البحتري

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ

أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ

قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا

عِشقَ النَوى لِرَبيبِ ذاكَ الرَبرَبِ

صَدَقَ الغُرابُ لَقَد رَأَيتُ شُموسَهُم

بِالأَمسِ تَغرُبُ في جَوانِبِ غُرَّبِ

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى

بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

شُغِلَ الرَقيبُ وَأَسعَدَتنا خَلوَةٌ

في هَجرِ هَجرٍ وَاِجتِنابِ تَجَنُّبِ

فَتَلَجلَجَت عَبَراتُها ثُمَّ اِنبَرَت

تَصِفُ الهَوى بِلِسانِ دَمعٍ مُعرِبِ

تَشكو الفِراقَ إِلى قَتيلِ صَبابَةِ

شَرِقِ المَدامِعِ بِالفِراقِ مُعَذَّبِ

أَأُطيعُ فيكِ العاذِلاتِ وَكِسوَتي

وَرَقُ الشَبابِ وَشِرَّتي لَم تَذهَبِ

وَإِذا التَفَتُّ إِلى سِنِيَّ رَأَيتُها

كَمَجَرِّ حَبلِ الخالِعِ المُتَصَعِّبِ

عِشرونَ قَصَّرَها الصِبا وَأَطالَها

وَلَعُ العِتابِ بِهائِمٍ لَم يُعتَبِ

ما لي وَلِلأَيّامِ صَرَّفَ صَرفُها

حالي وَأَكثَرَ في البِلادِ تَقَلُّبي

أُمسي زَميلاً لِلظَلامِ وَأَغتَدي

رِدفاً عَلى كَفَلِ الصَباحِ الأَشهَبِ

فَأَكونُ طَوراً مَشرِقاً لِلمَشرِقِ ال

أَقصى وَطَوراً مَغرِباً لِلمَغرِبِ

وَإِذا الزَمانُ كَساكَ حُلَّةَ مُعدِمٍ

فَاِلبَس لَهُ حُلَلَ النَوى وَتَغَرَّبِ

وَلَقَد أَبيتُ مَعِ الكَواكِبِ راكِباً

أَعجازَها بِعَزيمَةٍ كَالكَوكَبِ

وَاللَيلُ في لَونِ الغُرابِ كَأَنَّهُ

هُوَ في حُلوكَتِهِ وَإِن لَم يَنعَبِ

وَالعيسُ تَنصُلُ مِن دُجاهُ كَما اِنجَلى

صِبغُ الشَبابِ عَنِ القَذالِ الأَشيَبِ

حَتّى تَجَلّى الصُبحُ في جَنَباتِهِ

كَالماءِ يَلمَعُ مِن وَراءِ الطُحلُبِ

يَطلُبنَ مُجتَمَعَ العُلا مِن وائِلٍ

في ذَلِكَ الأَصلِ الزَكِيِّ الأَطيَبِ

وَبَقِيَّةَ العُربِ الَّذي شَهِدَت لَهُ

أَبناءُ أُدٍّ بِالفَخارِ وَيَعرُبِ

بِالرَحبَةِ الخَضراءِ ذاتِ المَنهَلِ ال

عَذبِ المَشارِبِ وَالجَنابِ المُعشِبِ

عَطَنِ الوُفودِ فَمُنجِدٌ أَو مُتهِمٌ

أَو وافِدٌ مِن مَشرِقٍ أَو مَغرِبِ

أَلقَوا بِجانِبِها العِصِيِّ وَعَوَّلوا

فيها عَلى مَلِكٍ أَغَرَّ مُهَذَّبِ

مَلِكٌ لَهُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ

إِقدامُ غِرٍّ وَاِعتِزامُ مُجَرِّبِ

وَتَراهُ في ظُلَمِ الوَغى فَتَخالُهُ

قَمَراً يَكُرُّ عَلى الرِجالِ بِكَوكِبِ

يا مالِكَ اِبنَ المالِكِيّينَ الأُلى

ما لِلمَكارِمِ عَنهُمُ مِن مَذهَبِ

إِنّي أَتَيتُكَ طالِباً فَبَسَطتَ مِن

أَمَلي وَأَنجَحَ جودُ كَفِّكَ مَطلَبي

فَشَبِعتُ مِن بِرٍّ لَدَيكَ وَنائِلٍ

وَرَويتُ مِن أَهلٍ لَدَيكَ وَمَرحَبِ

وَغَدَوتَ خَيرَ حِياطَةٍ مِنّي عَلى

نَفسي وَأَرأَفَ بي هُنالِكَ مِن أَبي

أَعطَيتَني حَتّى حَسِبتُ جَزيلَ ما

أَعطَيتِنيهِ وَديعَةً لَم توهَبِ

فَلتَشكُرَنَّكَ مَذحِجُ ابنَةُ مَذحِجٍ

مِن آلِ غَوثِ الأَكثَرينَ وَجُندَبِ

وَمَتى تُغالِب في المَكارِمِ وَالنَدى

بِالتَغلِبِيّينَ الأَكارِمِ تَغلِبِ

يُنسيكَ جودَ الغَيثِ جودُهُمُ إِذا

عَثَرَت أَكُفُّهُمُ بِعامٍ مُجدِبِ

قَومٌ إِذا قيلَ النَجاءَ فَما لَهُم

غَيرُ الحَفائِظِ وَالرَدى مِن مَهرَبِ

يَمشونَ تَحتَ ظُبا السُيوفِ إِلى الوَغى

مَشيَ العِطاشِ إِلى بَرودِ المَشرَبِ

حَصَّ التَريكُ رُؤوسَهُم فَرُؤوسَهُم

في مِثلِ لَألاءِ التَريكِ المُذهَبِ

يَتَراكَمونَ عَلى الأَسِنَّةِ في الوَغى

كَالصُبحِ فاضَ عَلى نُجومِ الغَيهَبِ

حَتّى لَوَ انَّ الجودَ خُيِّرَ في الوَرى

نَسَباً لَأَصبَحَ يَنتَمي في تَغلِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رحلوا فأية عبرة لم تسكب

قصيدة رحلوا فأية عبرة لم تسكب لـ البحتري وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي