رباعيات الخيام/حرف السّين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

حرف السّين

حرف السّين - رباعيات الخيام

يَا لِهَذَا الْقَلْبِ الْبَئِيسِ الْمُعَنَّى

لَمْ يُفِقْ مِنْ هَوَى الْحَبِيبِ الْقَاسِي

مُذْ أَدَارُوا سُلاَفَةَ الْحُبِّ قِدْماً

مَلأوا مِنْ دَمِ الْحُشَاشَةِ كَاسِي

حَتَّى مَ أُصْبِحُ فِي هَمٍّ بِأَنِّيَ هَلْ

أَهْنَى وَأَحْزَنُ أَوْ أُثْرِي وَأَبْتَئِسُ

هَاتِ الْمُدَامَ فَإِنِّي لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ

مَتَى زَفَرْتُ لِصَدْرِي يَرْجِعُ النَّفَسُ

الرَّاحُ أَطْيَبُ لِي مِنْ مُلْكِ طُوْسَ وَمِن

سَرِيرِ كِسْرَى وَتَخْتِ الْمَلْكِ قَابُوْسِ

وَإِنَّمَا أَنَّةُ السِّكِّيْرِ فِي سَحَرٍ

خَيرٌ مِنَ الزُّهْدِ وَالتَّقْوَى بِتَدْلِيسِ

رُبَّ طَيرٍ فِي طُوْسَ أَلْقَى لَدَيْهِ

رَأْسَ قَابُوْسَ ذِي الْعُلَى وَالْبَاسِ

وَهُوَ يَدْعُوْهُ أَيُّهَا الرَّأْسُ لَهْفاً

أَيْنَ صَوْتُ الطُّبُوْلِ وَالأَجْرَاسِ

أَلاَ قُمْ لِنَحْسُوهَا وَنُعْمِلَ عُودَنَا

وَنُبْدِلَ حُسْنَ الصِّيتِ بِالْعَارِ وَالرِّجْسِ

وَدَعْنًا نًبِعْ بِالْكَأْسِ سَجَّادَةَ التُّقَى

وَنَكْسِرُ فَوْقَ الصَّخْرِ قَارُورَةَ الْقُدْسِ

إِنْ اشْتَهَرْتَ فَشَرُّ النَّاسُ أَنْتَ

وَإنْ كُنْتَ انْزَوَيْتَ فَقَدْ عَانَيْتَ وُسْوَاساً

لَوْ كُنْتَ خِضْراً وَإِلْيَاساً سُعِدْتَ بِأَنْ

لاَ تُعْرَفَنَّ وَأَنْ لاَ تَعْرِفَ النَّاسَا

دَعْ كُلَّ مَفْرُوضٍ وَمَنْدُوْبٍ وَمِنْ

قُوْتٍ لَدَيْكَ فَأَطْعِمَنَّ النَّاسَا

لاَ تُؤْذِ خَلْقَ الْلَّهِ أَوْ تَغْتَبْهُمُ

وَأَنَا الضَّمِينُ غَداً فَهَاتِ الْكَاسَا

يَا خَمْرُ مَا أَحْلاَكِ وَسْطَ زُجَاجَةٍ

تَاللَّهِ أَنْتِ عِقَالُ عَقْلِ الْحَاسِي

لاَ تُمْهِلِينَ مَنِ احْتَسَاكِ هُنَيْهَةً

حَتَّى تُبِينِي كُنْهَهُ لِلنَّاسِ

إِذَا ازْدَانَتِ الدُّنْيَا لَدَيْكَ فَلاَ تَثِقْ

بِمَا لَمْ يَثِقْ فِيهِ لَبِيبُ وَكَيِّسُ

فَمِثْلُكَ كَمْ آتٍ إِلَيْهَا وَذَاهِبٍ

فَقُمْ وَاخْتَلِسْ حَظاً بِهَا فَسَتُخْلَسُ

مَرَّتْ لَيَالٍ نَحْنُ لَمْ نُغْمِضْ بِهَا

طَرْفاً وَلَمْ نَتْرُكْ دِهَاقَ الْكَاسِ

قُمْ نَحْسُهَا قَبْلَ الصَّبَاح فَكَمْ لَهُ

نَفَسٌ وَنَحْنُ لَقىً بِلاَ أَنْفَاسِ

لَمْ يَبْقَ غَيْرُ اسْمٍ مِنَ الْلَّذَاتِ أَوْ

غَيْرُ السُّلاَفَةِ مِنْ جَلِيسٍ كَيِّسِ

لاَ تُلْقِ مِنْ يَدِكَ الْمُدَامَ فَمَا بَقِي

فِي الْكَفِّ هَذَا الْيَوْمَ غَيْرُ الأَكْؤُسُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي