رأيت الدهر كيف غدايرينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأيت الدهر كيف غدايرينا لـ إبراهيم الطباطبائي

اقتباس من قصيدة رأيت الدهر كيف غدايرينا لـ إبراهيم الطباطبائي

رأيت الدهر كيف غدايرينا

على العدوى له الداء الدفينا

اسرَّ ضغونه حتى اذا ما

تنمر واثباً بثَّ الضغونا

تعيفت السراة الطير فيه

بوارح تفزع الاجد الامونا

نعى ناعيك مكة والمصلى

وزمزم والمواقف والحجونا

نعى الناعي لك الجيد المحلى

تعطل منك والعقد الثمينا

نعى الناعي قوامك خيزرانا

حقرت اذا تثنى الياسمينا

نعى الناعي خدوداً ام قدودا

تقصفها يد النكبا غصونا

وما اقسى ضمائرنا عليه

وقد رَّقت وكان ارقُّ لينا

أئنُّ اذا ذكرت له انيناً

ومن لي ان يعيد لي الانينا

نوى ظعناً واقسم لو توانى

حلقت به واوقفت الظعونا

احنُّ وترزم الانضاء فيه

روازحها فتوسعها حنينا

حدا الحادي بها للبين سوقا

عنيفاً كاد ينزعها الوضينا

فطارت تنبري عنقاً فيا من

يشدُّ بانفها الحلق البرينا

ولم تعلق بها الابصار حتى

تخال يقين اعضدها ظنونا

اذا خوَّت بجنب القاع كوماً

تعيد سهول معظمها حزونا

فكاد السير يمشقها حروفا

مرتلة ونقرأها لحونا

ركائب غير أن سبحت يداها

ببحر الآل تحسبها سفينا

من البلد المخوف تقلُّ ركباً

عليها تقصد البلد الامينا

ومشتملين بيض الريط لاثوا

رداء النسك ليس بمحرمينا

يزّجون المطي بلا لغوب

لبيت فيه غير مقصرينا

سروا في حيث لم تخدِ المهارى

بهم نحو المضاجع مزمعينا

يسير على الرقاب لهم دليل

اذا ضلُّوا يضيء فيهتدونا

ومحتمل على الاعناق قدساً

تحفُّ به الملائك حاملينا

سرت بسريره للقبر آيا

تشيع منه فرقانا مبينا

لقد دفنوا به سور المثاني

من التنزيل والسر المصونا

وواروا بالثرى اسلاً مقاما

واسيافا يقمن وينحنينا

فيا لدنا نزعت له لسانا

ويا عضباً فجعت به القيونا

رمينا عن ضلال غير أنا

بمهدي لنا غرضا رمينا

فيا ركنا به عليَّت ركناً

ويا حصناً هدمت به الحصونا

فقدتك واحداً لي في قبيل

كأني قد فقدت العالمينا

ذكرتك والنعي اصمَّ سمعي

فلم اسمع لثاكلة رنينا

ذكرتك والبلاد نوىً شطونٌ

عشية قد نويت نوى شطونا

تطلَّع بين حيزومي وقلبي

اواراً لا اطيق له كمونا

اعرني نظرة عجلاً والا

فانَّ العين طامحة جفونا

اعد وجهاً لعيني منك طلقا

اقبِّل بين عينيه الجبينا

أبن لا بنت معذرة وأنَّى

وعهدي انَّ عهدك لن يبينا

غصبتك من يدي علقا نفيسا

على رغمي وكنت بك الضنينا

وما ظني اجود بك اغتصابا

ولكن خيّب الاجل الظنونا

فتى وشجت عروق الرسل فيه

وآدم لم يكن ماء وطينا

اخو النسب القصير وطال مجداً

فضمَّ ذؤابة الحسبين فينا

نضا حسباً تصرَّح جانباه

كماء المزن منسكبا معينا

اذا طفحت حصاة الحلم منه

بها قرع الهجائن والهجينا

يئدُّ مظاهر الادراع منه

مضمَّرة الحشا قبّاً بطونا

جرى مجرى الرياح بشوط فضل

يبزُّ به المسومة الصفونا

تبتّ به لعمر الجود قوم

على سرف النوال معوَّدونا

وتعزيه لبحر العلم صيدٌ

بمستنّ العلوم مدربونا

اذا عُدُّ وافهم نفر فرادى

وان يعدوا حسبتهم مئينا

وان نحروا بيوم قرىً اطاروا

عراقيب المطافل عاقرينا

فكم فكُّوا من الأسرى ببدرٍ

قيوداً بعد ما غلقت رهونا

اعز الناس كلهم قبيلاً

لها تعنو القبائل اجمعونا

اذا عقد النطاق لهم صغيرٌ

تظل له الأكابر صاغرينا

ومهما أنسى لم انس ابن عمٍّ

يذكرني العمومة إن نسينا

اذا اضطربت ضمائرنا رجعنا

الى القربى نكلفها السكونا

شددنا ازرنا فينا لوانا

الى الصفح الجميل معاً دعينا

ترَّحل محرزاً دنياه حياً

واحرز ميتاً اخراه دينا

فليس غضاضة ان غضَّ طرفا

وفاز بقاصرات الطرف عينا

فلا تجزع ابا المهديّ وانظر

الى امم مضوا امماً قرونا

حجاك فقد رسا طوداً وانَّى

تهز الريح طود حجى رزينا

وهل صرف الردى الا غريمٌ

يطالبنا بانفسنا ديونا

سقى الزوراء زائرها سحاب

من الغفران منبعث هتونا

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأيت الدهر كيف غدايرينا

قصيدة رأيت الدهر كيف غدايرينا لـ إبراهيم الطباطبائي وعدد أبياتها ستون.

عن إبراهيم الطباطبائي

إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم. شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف. كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره. له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.[١]

تعريف إبراهيم الطباطبائي في ويكيبيديا

السيّد إبراهيم بن حسن الطباطبائي المعروف بـبحر العلوم (1832 - 1901) شاعر عراقي في القرن 19 م. ولد في النجف. ينتمي إلى أسرة هاشمية حسنية شيعة اثنا عشرية. تلقى تربيته الأولى على يد أبيه حسن بن رضا بحر العلوم في مسقط رأسه ثم استوطن الكاظمية وفأخذ عنه الشاعر عبدالمحسن الكاظمي. طبع ديوانه أول مرة بعد وفاته في بيروت سنة 1913 بيد علي الشرقي. توفي في النجف.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي