ذكر الديار فخاض في عبراته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكر الديار فخاض في عبراته لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة ذكر الديار فخاض في عبراته لـ عبد الحميد الرافعي

ذكر الديار فخاض في عبراته

يتنفّس الصعداء من زفراته

مستغرَم لو شُق عن كلكاله

لتلهّب الثقلان من جمراته

كتم الأسى لكنما أيامه

حسرت قناع الصبر عن حسراته

القته في تيه اغتراب قد مضى

بشبابه وقضى بفلّ شبانه

ورمته في محن تحط النجم من

أبراجه والبدر من هالاته

متغلغلاً في الأرض بين مجاهل

جهل الغراب بها طريق نجاته

متنقلاً من قرية لِقُرَّيةٍ

فيها حياة المرء مثل مماته

يتكلف الصبر الجميل بها على

فقد الخليل وثمّ سُمّ حياته

وتَحمّلُ الأرواح عشرة ضدّها

مستصعب كالموت في سكراته

وامرّ ما يلقى الفتى ان يُبتلى

بالبعد عن أشكاله ولِداته

يبكي على زمن قضاه لاهياً

ما بين ريم المنحنى ومهاته

أيام كان العيش غضّا والصفا

روضاً يعيش الميّت من نفحاته

تقتاده الفتيات في لفتاتها

ويذوده الغمّاز في لحظاته

فإذا تغزّل في معاني حسنها

أو حسنه فالسحر في نفثاته

وإذا تخلّص في مديح أبي الهدى

تتفّجر الأنوار من أبياته

ذاك الذي سطعت على أوج العلى

أضواء غُرته وشُهب صفاته

من آل بيت احمديّ لم تزل

تتفاخر الأشراف في ساداتِهِ

رفعت له ذمم الرفاعي منزلاً

في المجد يهوى النجم عن شرفاته

فرقان دين كل علم أو تقى

يستمنح الاشراق من آياته

يختص وارده بصفو سريرة

ويفوز بالتوفيق في طاعاته

قد طار في الأقطار صيت علائه

واستغرق الدنيا ندى راحاته

يُنشي الطلاقة في وجوه وفوده

حتى كأن الحسن من حسناته

وكأن أيام الضيافة عنده

عصر الشبيبة عاد بع فواتِهِ

يرتاد قاصده حماه واثقاً

من فضله بنوال أمنياته

وإذا استماح العفو منه مقّصر

مثلي جزاه بحلمه وأناته

مولاي يا صدر الصدور وتاجها

وعظيم أبطال الحمى وحماته

بأبيك مولانا أبي البركات مَن

تحيى لنا الآمال في بركاته

وبشيخك المهديّ مصباح الهدى

مَن يستمدّ البدر من مشكاته

وبجدك العالي أبي العلمين مَن

تتدفق الخيرات في ساحاته

جد بالمراحم لي كما عودتني

فالغيث لا ينكف عن عاداته

واغفر قصور فتى وهت أفكاره

مما رماه الدهر في ويلاته

ألقاه في بصر الحرير وما رأى

بلداً أناخ بها الخراب كهاته

أبياتها مثل القبور كأنما

اخنى عليها الدهر في نكباته

وشتاؤها غَرق واهون صيفها

حُرَق تحاكي الجمر في لهباته

اوطنتُها سنتين لم أحسبهما

في العمر إلّا غمزة بقناته

حتى سئمت وقد تضاءل بالضنى

جسدي ونال الهم من هماته

وتركتها مستعفياً عن حكمها

ولقد يُعاف الورد عند قذاته

وسعيت نحو رحاب عزّك اشتكي

ضيم الزمان إلى اجلّ أُباته

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكر الديار فخاض في عبراته

قصيدة ذكر الديار فخاض في عبراته لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي