ذكر الحمى فأطال رجع أنين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكر الحمى فأطال رجع أنين لـ أيدمر المحيوي

اقتباس من قصيدة ذكر الحمى فأطال رجع أنين لـ أيدمر المحيوي

ذُكِرَ الحِمى فَأطال رَجعَ أَنينِ

وَغَدا يُواصِلُ زَفرَةً بِحَنينِ

وَاِعتادَهُ وَلَهُ يُقسِّمُ لُبَّهُ

ما بَينَ حالَةِ حيرَةٍ وَجُنونِ

وَجَرَت مَحاجِرُهُ دَماً فَكَأَنَّما

شرقت بِذوب فُؤادِهِ المَحزونِ

وَتَوقَّدت أَنفاسُهُ فَحَسبتُها

مرَّت بِنارٍ في الضُلوع مَعينِ

وَلَها يكفكفُ دَمعَهُ بِشماله

أَسَفا وَيُمسِك قَلبَهُ بِيَمينِ

يا منزلاً قضتِ الصبابَةُ لي بِه

ذِمَمَ الصِبا وَمآربَ العشرينِ

أَيّامَ أَلبَسُ لِلغوايةِ ثَوبَها

وَأَجرُّ ذَيلَ خلاعَةٍ وَمُجونِ

وَأَجيبُ داعِيَةَ التَصابي مُلقيا

رَسَني إلَيهِ يُضِلُّ أَو يَهديني

لَيتَ الَّذينَ وَلعتُ مِن كَلفٍ بِهم

حفلوا بحرِّ تَلهُّفي وَحَنيني

قَد كانَ يُضحكني الزَمانُ بِقُربِهم

فَاليَومَ عادَ بِبعدهم يُبكيني

يا سَعدُ إِنّ أَخاك ضاقَ بِشَجوه

ذَرعاً فَهَل مِن مُسعدٍ لحزينِ

لَو كانَ قَلبُك قَلبَه لَبَكيتَ لِل

باكي أَسىً وَحَزِنتَ للمَحزونِ

بَل ما عَلى دنِفٍ تخاذَلَ صَبرُهُ

عَنهُ فَباحَ بسرِّه المَكنونِ

وَبِمُهجَتي رِيمٌ أَروم تَصَبُّرا

عَنهُ فَيُعجزني قيادُ حَرونِ

ضمِنت بِدائعُ من مَحاسن وَجهِهِ

تَفريقَ أَلباب وَجَمعَ عُيونِ

وَتهُزُّنا مِنهُ الصَبا فَيهزُّنا

طَرَبٌ عَلى إِيقاعِهِ المَوزونِ

وَوَراءَ ياقوتِ المراشِف لُؤلُؤٌ

تَجري عَلَيهِ سُلافَةُ الزرجُونِ

إِني لأفتَنُ بِالمقبَّل فَوقَه

طُررٌ تناغي الصادَ مِنهُ بِسينِ

وَيَشوقني صُدغٌ تُسلسِلُ وَاوُه

لاماً كَساهُ الخالُ نُقطَةَ نونِ

وَيَروقني لُطفُ الشَمائل مِن فَتىً

صحبَ الزَمانَ عَلى اختِلاف شُؤونِ

كُلاً أَصابَ مِن الغَواية وَالتُقى

فَأَفادَ ظَرفَ هَوىً وَعفّةَ دينِ

لَم تُعطِني الأَيامُ مَطلَبَ همّتي

مِن رِفدها فَأَخذتُ ما تُعطيني

وَرَأيتني سخطي يَدوم إِذا أَنا

لَم أَرضَ إِلا بِالَّذي تُرضيني

حالٌ لعمرك دونَ قَدري إِنَّما

أَرضى بِها نَظَراً إِلى مَن دوني

شَيئان مُشتَبهان في صُوَرَيهما

قمرُ السَماء وَوَجهُ مُحيي الدينِ

مَن إِن جرت مِدَحٌ لِغَيرِ معيّنٍ

في الناس كنَّ لَهُ عَلى التَعيينِ

نَدعُ اسمَهُ وَنَقول أَشرفُ مَن سَما

شَرَفاً فَنبلغُ غايَةَ التَبيينِ

وَإِذا العُقولُ أَخذنَ في تَكييفهِ

أَمسَكنَ عَنهُ رَهنَ رَجمِ ظُنونِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكر الحمى فأطال رجع أنين

قصيدة ذكر الحمى فأطال رجع أنين لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي