ذكريات ردد الدهر صداها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكريات ردد الدهر صداها لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة ذكريات ردد الدهر صداها لـ علي الجارم

ذِكْرَياتٌ رَدَّدَ الدَّهْرُ صدَاها

وعُهُودٌ يَحْسُدُ المِسْكُ شَذَاهَا

وَصَلَ العُرْبُ الغَطارِيفُ إِلَى

غايةٍ لا تَبْلغُ الطَّيْرُ ذُرَاها

وَجرَوْا صَوْبَ العُلاَ في طَلَقٍ

زَاحَمَ الأَنْجُمَ واجْتَازَ مَدَاها

تَقِفُ الأوْهَأمُ حَسْرَى دُونَه

لاهثاتٍ قَصَّرَ الأيْن خُطَاها

مَرَّ بالشَّمْسِ فَلمْ تَشْعُر بِهِ

إذْ جَرَى إلاّ ظنُوناً واشْتِباها

أُمَّةُ الصَّحْراءِ أَقْوَى جَلَداً

مِنْ مَهَارِيها وأَهْدَى مِن قَطَاها

صَخْرُها أَوْحَى إليها عَزْمَةً

من بَني رَضْوَى وثَهْلاَن بَنَاهَا

وسُكُونُ البِيدِ في رَهْبَتِها

جَرّدَ الرُّوحَ وبالنُّورِ كَسَاها

رُبَّ صَدْرٍ نَافَسَ الْحِلْمُ به

كُلَّ صَحْراءَ بَعِيدٍ مُنْتهاها

وخِلاَلٍ أَنْبَتَ الْجَدْبُ بِهَا

عِزَّةَ اليَأْسِ فما لانَتْ قَناها

أَبَتِ الضَّيْمَ فمَا مَدَّتْ يَداً

لذَوي النُّعْمَى وَلمْ تَغْفِر جِباهَا

تحْفَظُ العِرْضَ مَصُوناً ناصِعاً

وإلى الطُّرَّاق مَبْذولٌ قِراها

أمَمٌ إِنْ يَهْلِكَ المَالُ فإِن

لُمِستْ أَعْراضُها حَلَّت حُبَاها

رَدَّدَتْ أَشْعَارَها شَمْسُ الضُّحَا

وسِرَاجُ اللَّيْلِ لَمَّا أَنْ تَلاَها

آيَةٌ مِنْ نَفْحَةِ اللّهِ فَلَوْ

كانَ للنِّسْيَانِ كف ما مَحَاها

رَوْضَةٌ قد لَقَّبُوها كَلِماً

تُخْجِلُ الْحُسْنَ إِذا الْحُسْنُ رَآها

كَمْ حَكِيمٍ أوتِيَ الْحُكْم فَتىً

وفَتَاةٍ مَلأَ التِّبْيَانُ فَاها

تُرْسِلُ الأَمْثَالَ تَسْرِي شُرَّداً

لا تُبَالي أَيْنَما كانَ سُرَاها

قِفْ عَلَى الأَطْلال واذْكُرْ أمَّةً

خَلّدَ الأَطْلالَ مأْثُورُ بُكَاها

بَعَث اللّهُ بهَا نُورَ الْهُدَى

من قُرَيشٍ فاصْطَفَاه واصْطَفَاها

أَشْرَق الصُّبْحُ عَلَى الدُّنْيَا به

بَعْد أن طَالَ عَلَى الدُّنْيَا دُجَاها

وجَرَى في الأرْض يَنْبُوع هُدىً

بعد أَنْ حَرَّقَها حَرُّ صَدَاها

قَلَّد الفُصْحَى حُلىً قُدْسِيّةً

فَزَهَاها من حُلاَها ما زَهَاها

وبَياناً هاشِميّاً لو رَمَى

قُلَلَ الأجيَال لانْهَدَّت قُوَاها

أسْهُمٌ مِنْ كَلِمٍ مَسْنونةٌ

جاهَدَتْ في اللّهِ واللّهُ بَرَاها

كُلَّمَا صَاحَ بها في طَيْبةٍ

مُسْتَثِيراً رَدَّدتها لاَبَتَاها

يَزْعُمُ الشِّعْرُ سَفاهاً أنَّه

لو عَفَتْ عَنهُ القَوافِي لَحكَاها

نَزَل القُرْآنُ بالضَّادِ فَلَوْ

لَمْ يَكُنْ فِيهَا سِواهُ لكَفَاها

حَسْبُها أَنْ صَوَّرَتْ من آيِهِ

مُعْجزاتٍ عَظُمَت أنْ تَتَنَاهى

وَبنُو مَرْوَانَ للّهِ هُمُ

عُدَّةُ الفُصْحَى وحُرَّاسُ حِماها

رُبَّ مَأْثورٍ لَهُمْ ودَّ لَهُ

صَدَفُ اللُّؤْلُءِ لَوْ كَانَ شِفَاها

خُطَبٌ هُزَّ لها مِنْبَرهم

يَقْذِف الهَوْلَ دِرَاكاً مَنْ رَماها

وقَوافٍ سَلْ أبا حَزْرَتِها

وسَلِ الأَخْطَلَ كَيْفَ ابتَدعَأها

طُفْ ببغداد وسَلْ آثارَها

أيُّ سِرٍ كَتَمَتْهُ شَفَتاها

كُلُّ رَسْمٍ قد وعَى نادِرَةً

لو جَرى النُطْقُ عليه لحَكَاها

مَشَت الدنْيا إِليْها تَتَّقِي

سُخْطَ بغدادَ وتَسْتَجْدِي رِضاها

وأبو المأمون في مَمْلكةٍ

يتحدَّى المُزْنَ أَنْ تَعْدو قُراها

بَلَغَتْ بنتُ قُرَيْشٍ ذِرْوَةً

بِبَني العَبَّاسِ صَعْباً مُرْتقَاها

بَيْنَ شِعْرٍ كأزاهيرِ الرُّبا

عَكَفَ الغَيْثُ عليها فَسَقاها

هُوَ دَلٌّ رَدَّدَتْهُ قَيْنَةٌ

وَهْوَ وَجْدٌ فاضَ مِنْ نَفْسِ فَتاها

وعُلُومٍ تُرْجِمَتْ وَاسْتُنْبِطَتْ

وَفُصُولٍ بَهَرَ الدُّنْيا حِجاها

آبداتُ القولِ ولَّتْ بَعْدَهُم

طَيَّبَ اللّهُ ثَراهُمْ وثَراها

يا بَنِي العَبَّاسِ في مَصْرَعِكُمْ

عِظَةُ الكَوْنِ وَعاها مَنْ وَعاها

أُطْفِىءَ النُورُ ودالَتْ دَوْلَةٌ

وَطَوَى الدهْرُ المُنَى حِينَ طَواها

شَدَّ هُولاَكُو عَلَى أَرْبَاضِها

شَدّةَ الذُؤْبَانِ أَبْصَرْنَ شِياها

وجَرَى مِنْ حَوْلِهِ عِقْبانُهُ

كُلَّما أَطْعَمَها هاج ضَراها

لَهْفَ نَفْسِي بِنْتُ عَدْنانَ هَوَتْ

وأسُودُ الغِيلِ قَدْ دِيسَ شَراها

سائِلُوا دِجْلَةَ عَمَّا رَاعَها

أَوْ دَعُوها فَكَفاها ما دَهاها

قَذَفَ الكُتْبَ بهَا طَاغِيَةٌ

هَلْ دَرَى ما كَنَزَتْه دَفَّتاها

فَتَأَمَّلْ إِذْ جَرَى آذِيُّها

أَتَرَى فيهِ عُقُولاً أَمْ مِياها

ذَهَبَ العَسْفُ بآثارِ النُّهَى

كَيْفَ تَحْيَا أُمَّةٌ ضاعَتْ نهاها

طَارَتِ الفُصْحَى لِمِصْرٍ تَبْتَغِي

ناعِمَ العَيْشِ خَصِيباً في ذَراها

بَقِيَتْ فيها تُلاقِي شَظَفاً

في أَحَايِينَ وفي حينٍ رَفاها

ثُمَّ هَبَّتْ حَوْلَها عاصِفَةٌ

خَلَطَ الذُّعْرُ ضُحاها بِمَساها

وإِذَا نَجْمٌ بَدا مُؤْتَلِقٌ

شَخَصَتْ نحوَ سَنَاهُ مُقْلتَاها

وإِذا مُنْقِذُ مِصْرٍ ماثِلٌ

وإذا مِصْرٌ وقَدْ شُدَّتْ عُراها

وإذا العِلْمُ يُدَوِّي صَوْتُهُ

وإِذا الضَّادُ أضاءَتْ صَفْحَتاها

ظَفِرَتْ بالعَبْقَرِي المُرْتَجَى

فاسْتَجَابَتْ للعُلا لمَّا دَعاها

دَوْلةُ العِلْمِ بِهِ رُدَّتْ إلى

عَرْشِ مِصْرٍ بَعْدَ أَنْ طَال نَواها

مَنْ كَإِسْماعِيلَ في آلائِهِ

يَنْفَدُ القوْلُ ولا يَفْنَى جَداها

زُهِيَتْ مِصْرُ جمَالاً وَسَناً

بِأَبِي الأشْبالِ واهْتَزَّتْ رُباها

تخْجَلُ السُّحْبُ إذا ما وازَنَتْ

مَرَّةً بَيْنَ نَداهُ وَنَداها

غَرَسَ العِلْمَ بِمِصْرٍ دَوْحَةً

كُلَّمَا أَخْضَلَها طَابَ جَنَاها

سَمَتِ الآدابُ والدُّنْيا بِهِ

وَبَدَتْ تَخْطِرُ في أَزْهَى حُلاها

يا ابْنَ إسْمَاعِيلَ يا ذُخْرَ النُّهَى

جَدَّدَتْ مِصْرُ بِكُمْ عَهْدَ صِباها

كُلُّ أَشْتَاتِ النَّدَى إنْ فُرِّقَتْ

فَإِلَى بابِ فُؤادٍ مُلْتَقاها

هِمَّةٌ شادَتْ بِمِصْرٍ دَوْلَةً

صانَها الإِنْصَافُ والعِلْمُ وَقاها

مَسَحَتْ مِصْرُ بهِ عَيْنَ الكَرَى

بَعْدَ أَنْ طالَ عَلَى مِصْرٍ كَراها

وَثَبَتْ وَثْبَتَها دَائِبَةً

كلَّما أَجْهَدَها السَّعْيُ زَجاها

أًيْنَما أبْصَرتَ تَلْقَى نَهْضَةً

تَمْلأُ العيْنَ وإِقْبَالاً وَجَاها

وَقُصُوراً لاَمِعاتٍ كَالضُّحَا

رَدَّدَ العِرْفانَ في مِصْرَ صَداها

يا نَصِيرَ العِلْمِ فِي مَمْلَكَةٍ

بَلَغَتْ بِالْعِلْمِ غاياتِ مُناها

كُلَّ يَوْمٍ لَكَ حَفْلٌ لِلعُلا

وَأَيادٍ تَبْهَرُ الدُّنْيا لُهاها

وَجَدَتْ بِنْتُ قُرَيْشٍ مَوْئِلاً

في ذَرَا المُلْكِ وحِصْناً مِنْ عِداها

لُغَةُ القُرْءَانِ تُزْهَى شَرَفاً

أنَّ حامي الدِّينِ وَالْمُلْكِ حَماها

حِكْمَةُ المَأْمُونِ عَادَتْ دارُها

بِابْنِ إِسْماعيلَ مِنْ بَعْدِ بِلاَها

مَجْمَعُ الفُصْحَى تَجَلَّى مُشْرِقاً

في سَماءِ الْمَجْدِ مُجْتَازاً سُهاها

هُو في مِصْرَ مَنارٌ كُلَّما

أَرْسَلَ الأضواءَ في مِصْرَ هَداها

رَأَتِ البَصْرَةُ فِيهِ حَفْلَها

وَرَأَتْ بَغْدَادُ فِيه مُنْتَدَاها

مَنْ رَسُولِي لأَعارِيبِ اللِّوَى

أَيْنَ أَعْرَابُ اللِّوَى أَيْنَ لِوَاها

أَنَّ مِصْراً بَعَثَتْ آدابَها

وأبا الفاروق قَدْ أَحْيا لُغاها

وَبنَى اليومَ عُكاظاً ثانياً

تَاهَ إِعْجَاباً بِه الدَّهْرُ وبَاهَى

هَلْ حَبا الآدَابَ تاجٌ مِثْلَما

صاحِبُ التَّاج بِمِصْرٍ قَدْ حَباها

أَنْهَضَ التَّأْلِيفَ مِنْ كَبْوتِهِ

فَسَقَى الأَحْلاَمَ رُشْداً وَغَذاها

كَمْ كِتَابٍ دَوَّنَتْ أَخْبارُهُ

مِنَناً كان فؤادٌ مُبْتَداها

رَحَلَ الأَعْلامُ في الغَرْبِ إِلَى

سُدَّةٍ يَسْطَعُ بِالْعِلْمِ سَنَاها

فَرَأَوْا مَمْلَكَةً وَثَّابَةً

ومَلِيكاً بِهُدَى اللّهِ رَعاها

دُمْ فُؤَادَ الْقُطْرِ تَحْيا أُمَّةٌ

لَمْ يَكُنْ إِلاَّكَ يَوْماً مُرْتَجاها

وَسَما الفَارُوقُ نَجْماً ساطِعاً

لِبَنِي مِصْرَ وَعُنْوانَ عُلاها

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكريات ردد الدهر صداها

قصيدة ذكريات ردد الدهر صداها لـ علي الجارم وعدد أبياتها تسعة و ثمانون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي