ذكرى جلوسك مظهر الأوطان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكرى جلوسك مظهر الأوطان لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة ذكرى جلوسك مظهر الأوطان لـ أحمد الكاشف

ذكرى جلوسك مظهرُ الأوطانِ

فتلقَّ فيها توبةَ الحدثانِ

وجلائل النعم الكثار وجدة ال

همم الكبار وآية الإذعان

ومدائناً كعرائس مجلوة

مختالة بالحسن والريعان

أدركتها فغدت كما عودتها

بسامة في يومك الضحيان

إن العباد كما عهدتَهمُ على ال

إخلاص والتأييد والإيمان

إلا خوارج ليس يخلو منهمُ

في أمة زمن من الأزمان

سألوك أن تأبى هواي وإنما

سألوك أن تأبي عليَّ جناني

قالوا تعصب قلت هل سمعوا سوى

بثِّ الأسى وشكاية الأشجان

شر الورى من يبغضُ القرآنَ لل

إنجيلِ والإنجيلَ للقرآن

هل يغلبن الغالبون بدينهم

أم بالثبات وصحة الأذهان

لو قلدوا عيسى كما أوصاهمُ

كانوا من الكهان والرهبان

ولو اتبعنا في الشؤون محمداً

لخلا لنا الشرقان والغربان

سكت الرواة وما لهم من مسكتٍ

إلا مروءاتي وصدق بياني

هل قلت إلا مثل ما قالوه أم

راضي الدفاع بغير أجر جان

ولأي ذنب صد عني معشري

يوم الحساب وخانني إخواني

لم أدر من أغضبته وأثرته

قومي أم الخصم الذي أعياني

أين الذي ملأ البلادَ ضجيجُه

فيرد عني تهمة البهتان

هل هجتُ أبطالاً وسقتُ كتائباً

وحملت بالأسياف والنيران

ضلَّ الذي يسعى إلى حريةٍ

في ذا المكان بصارم وسنان

لم أسق ماء النيل إلا صافياً

آباه في لون النجيع القاني

أو كلما سمعوا بمصر منادياً

قالوا أجير الترك والألمان

قومان متحدان يومهما على

خصميهما وغدا سيختصمان

إن يرضيا ومن المحال رضاهما

دفع المقيم فمن لنا بضمان

هل نبدلنَّ مسيطراً بمسيطرٍ

ونفر من نَهِمٍ إلى غرثان

ماذا ينال الترك من مصر إذا

سلمت وساورها مغير ثان

أنقول غير صحيحة دعواكمُ

فينا وإن شقت على الآذان

ويقول أفٍّ شاربٌ من وردكم

ولو أنه شرب الحميم الآني

أم نشكوَنَّكمُ إلى حسادكم

لا يشتكي الجرحى إلى العقبان

أضحى علينا من حسبناه لنا

وتوعَّدَ الشاكين بالخذلان

واللّه يعلم منتهى مرّاكشٍ

واللّه يعلم منتهى البلقان

لا تشهروا حرباً علينا وانظروا

أي الرجال أعز بالبرهان

بتم تسيئون الظنون بنا وما

تجدون غير مودة وأمان

وبلوتمونا بالجنود فهل رأت

منا سوى الترحيب والشكران

عار علينا أن نسيىءَ إليكمُ

ونقابل المعروف بالكفران

ولكم مآثر لم يشدها فاتحٌ

في مصر غير الفرس واليونان

تَدَعوننا فِرَقاً وأحزاباً وهل

فِرَقٌ وأحزابٌ لدى الأحزان

ما كان منا من يضحّي بالحمى

ويعدُّ معشره من القطعان

قلدتمُ الرومان في استعمارهم

هلا ذكرتم منتهى الرومان

إن أسرف الرامي استحال رمية

لا يسلم المتهالك المتفاني

اليوم سؤددكم وسؤددنا غداً

كم أدرك المتماديَ المتواني

رحماكم فينا لنذكركم إذا

دار الزمان وحالت الحالان

إنا لنرجو من بنينا عدة

لا عدَّة الجيران والضيفانِ

أيسودُ شعبٌ ليس منه رعاتُهُ

فهما وإن طال المدى ضدان

يأبى ويشفق أن يصرِّف أمره

ويسوسه حكمان مختلفان

أشهى الثمار إلى نفوس الناس ما

قطفته أيديهم من الأغصان

من أي شيء تفزعون وهذه

أرواحنا مملوكة الأبدان

أيهم بالأمر الكبير وليُّه

يوماً وليس له عليه يدان

أين الجياد تصول بالآساد بل

أين السفين تموج بالحيتان

من لي بشجعانٍ من الرؤساء لا

يخشون نصر الفتية الشجعان

بئست مناصبُ لا يصيب رهينها

في الأمر غير عبادة الأوثان

ما هب للشر الأباة وإنما

شَعَرَ السجينُ بِنِيَّةِ السجان

كشفوا الغطاء عن العيون وأقبلوا

يتطلعون إلى بني العمران

قد كفَّروا آثامهم بدمائهم

لو يقنعون بذلك القربان

لا ترهبي يا مصر أفَّاكاً وإن

أودت بغيرك شدة الرجفان

فتنازُعُ النزلاءِ فيكِ حمايةٌ

لك من تفرد خائن الأسنان

وتدافعُ الغرباءِ دونك مؤذِنٌ

بسلامة البلدان والسكان

لا يجهزون على حياتك خلسة

ومراصد الأغيار منك دوان

هلا رأوا عذر الغيور كما نرى

عذر الولوع بحسنك الفتان

فليتركوا أبناء مصر كما هم

يتوارثون محبَّةَ السلطان

قد قيدوا عنه الرحالَ وما لهم

يتطلبون تقيُّدَ الوجدان

وليقدرونا مثل قدرِهمُ فلا

يعتز إنسان على إنسان

وليأخذوا ما يشتهون من الرضى

والمال والأرزاق والإحسان

إن يعدلوا ويقوِّموا أخلاقَهم

فجلاؤهم وبقاؤهم سيان

ما ضاق وادي النيل يوماً عن ذوي

سغب وإن أربوا على الطوفان

لا يشركون بربه أحداً ولا

ينسون أنهم ضيوف أوان

يا واضع الشعراء في درجاتهم

دعني بلا لقب ولا ديوان

مجدي بخُلْقٍ طاهرٍ إن لم يكن

مجدي بأسلوبٍ وحسنِ معان

ولرب ذي قول يهزك لينُه

وفؤاده أقسى من الصوان

هذا يتيه بمنصب عال وذا

متكبِّر مترفِّع متغان

ومبذِّرٌ يبكي ويشكو البؤس لم

يملأ يديه الألف والألفان

ومسامرٌ جوّاب آفاقٍ فإن

يهدأ فما يؤويه غير الحان

ومهذبٌ عزت عليه غمرتي

فأعانني بدموعه ورعاني

وأبى على الأيام تقييدي ولو

ملك الفداء بنفسه لفداني

ووفيَّةٌ زهراء إن خاطرت في

شعواء حرَّى أمسكتْ بعناني

أبداً تحمِّلُني مواثق صادقٍ

لا غافل سال ولا خوَّان

ماذا غنمتُ بغيرتي وحميَّتي

وفضيلتي وسماحتي وحناني

ذا منزلي لو لا تليدُ يساره

لم يحو غير السقف والجدران

ولقد جريت كما فطرت فلم يكن

رزقي ليرجعني ولا حرماني

مولاي ما أنا طالب وفراً ولا

شكراً ولا مستجمعٌ لرهان

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكرى جلوسك مظهر الأوطان

قصيدة ذكرى جلوسك مظهر الأوطان لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي