ذكرت شبابي اللذ غير قريب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكرت شبابي اللذ غير قريب لـ بشار بن برد

اقتباس من قصيدة ذكرت شبابي اللذ غير قريب لـ بشار بن برد

ذَكَرتُ شَبابي اللَذَّ غَيرَ قَريبِ

وَمَجلِسَ لَهوٍ طابَ بَينَ شُروبِ

وَبِالحَرَّةِ البَيضاءِ أَذكَرَني الصِبا

خَيالٌ وَتَغريدُ الحَمامِ نَكوبِ

فَأَرسَلتُ دَمعي وَاِستَتَرتُ مِنَ الفَتى

مَخافَةَ نَمّامٍ عَلَيَّ كَذوبِ

وَقَد يَذكُرُ المُشتاقُ بَعضَ زَمانِهِ

فَيَبكي وَلا يَبكي لِمَوتِ حَبيبِ

وَكُنتُ إِذا راحَت عَلَيَّ صَبابَةٌ

بَكَيتُ بِها عَيني بِرَدِّ نَحيبِ

فَلِلَّهِ دَرُّ الرائِحاتِ عَشِيَّةً

يَزِفنَ لَقَد فَجَّعنَني بِطَليبِ

أَخي مَريُحَنّا هَل فُجِعتَ بِغادَةٍ

كَعابٍ وَهَل ناهَزتَ مِثلَ نَصيبي

لَيالِيَ أَسرابُ النِساءِ يَزِدنَني

جَنىً بَينَ رَيحانٍ أَغَرَّ وَكوبِ

إِذا شِئتُ غَنَّتني فَتاةٌ بِمِزهَرٍ

عَلى الراحِ أَو غَنَّيتُها بِقَضيبِ

فَلَمّا دَعاني الهاشِمِيُّ أَجَبتُهُ

وَلا خَيرَ في المَملوكِ غَيرَ مُجيبِ

فَأَصبَحتُ خِدناً لِلجَواري مِنَ الجَوى

فَأَصبَحَ واديهِنَّ غَيرَ عَشيبِ

حَسَرتُ الهَوى عَنّي زَماناً وَرُبَّما

لَهَوتُ وَما لَهوُ الفَتى بِغَريبِ

فَيا لَكِ أَيّاماً سُلِبتُ نَعيمَها

وَيا لَكَ دَهراً فاتَني بِلَغيبِ

عَلى زَينَبٍ مِنّي السَلامُ وَمِثلُهُ

عَلى شَجَنٍ بَينَ الصَبا وَجَنوبِ

فَهَذا أَوانٌ لا أَعوجُ عَلى الصِبى

سَمِعتُ لِعُذّالي وَنامَ رَقيبي

وَقَد جاءَني مِن باهِلِيٍّ يَسُبُّني

فَأَعرَضتُ إِنَّ الباهِلِيَّ جَنيبي

وَقُلتُ بِدَعوى عامِرٍ يالَ عامِرٍ

أَيَشتُمُني الزِنجِيُّ غَيرَ دَبيبِ

دَعوني وَإِنّي مِن وَرائي مُعَضَّدٌ

كَفَيتُكُمُ رايَ اِستِهِ بِذَنوبِ

إِذا شَبِعَ الزِنجِيُّ سَبَّ إِلَهَهُ

وَأَلَّبَ مِن زِنجٍ عَلَيَّ وَنوبِ

أَوائِلُ قَد قَرَّبتِ غَيرَ مُقَرَّبٍ

وَناسَبتِ كَلباً كانَ غَيرَ نَسيبِ

بَني وائِلٍ إِنَّ الصَغيرَ بِمِثلِهِ

كَبيرٌ فَلا تَستَعجِلوا بِمُهيبِ

عَلى أَهلِها تَجني بَراقِشُ فَاِتَّقوا

جِنايَةَ عَبدٍ وَاِسعَدوا بِقُلوبِ

صَغيرُ الأَذى يَدعو كَبيراً لِأَهلِهِ

وَتَفتَضِحُ القُربى بِذَنبِ غَريبِ

أَرى خَلقاً قَد شابَ قَبلَ جِنايَةٍ

فَهَلّا وَهَبتُم قَلبَهُ لِمَشيبِ

لَحا اللَهُ قَوماً وَسَّطوا الكَلبَ فيهُمُ

شَتيمَ المُحَيّا عاشَ غَيرَ أَديبِ

سَروقاً لِما لاقى طَروباً إِلى الزُبى

وَهَل تَجِدُ الزِنجِيَّ غَيرَ طَروبِ

إِذا حَزَّ فيهِ النَصلُ حَزَّ عِجانُهُ

فَراحَ بِأَيرٍ لِلفُضوحِ مُثيبِ

فَيا عَجَباً لا يَتَّقي الزِنجُ شَرَّهُ

وَلا يَذكُرونَ اللَهَ عِندَ هُبوبِ

أَقولُ وَقَد ناكَ الخُلَيقُ بَناتِهِ

وَأَحفى بَنوهُ أُمَّهُم بِرُكوبِ

بَني خَلَقٍ ما أَحلَمَ اللَهَ عَنكُمُ

عَلى خَبَثاتٍ فيكُمُ وَذُنوبِ

أَراكُم أُناساً سَمنُكُم في أَديمِكُم

مَجَنتُم فَلا تَستَغفِرونَ لِحوبِ

كَأَنَّكُمُ لَم تَسمَعوا بِقِيامَةٍ

وَلَم تَشعُروا في دينِكُم بِحَسيبِ

أَفيقوا بَني الزِنجِيِّ إِنَّ سَبيلَكُم

سَبيلُ أَبيكُم لَحمُهُ لِكُلوبِ

وَمَولى أَبيكُم فَاِطرَحوهُ لِأَكلُبٍ

وَلا يُدفَنُ الزِنجِيُّ بَينَ رُبوبِ

وَنُبِّئتُ فِزراً قَلطَبانَ نِسائِهِ

ضَروباً عَلى أَستاهِهِنَّ بِطيبِ

وَقَد ناكَ فِزرٌ كُلثُماً غَيرَ مَرَّةٍ

وَلَكِنَّهُ قَد قاءَها بِشَبيبِ

لَحا اللَهُ فِزراً ما أَضَلَّ مَكانَهُ

وَأَعجَبَهُ قَد فاقَ كُلَّ عَجيبِ

إِذا قُلتَ مَن فِزرٌ أَجابَكَ قائِلٌ

شَريكُ أَبيهِ في اِستِ أُمِّ حَبيبِ

أَلا أَيُّها الفادي وَلَم أَقضِ نُسخَتي

يُعاتِبُني في الجودِ غَيرَ مُصيبِ

قَعيدَكَ أَن تَنهى اِمرَأً عَن طِباعِهِ

يَجودُ وَيَغدو ناصِباً بِعَتيبِ

بَدَأتَ بِنوكٍ وَاِنثَنَيتَ بِجَهلَةٍ

وَما طاعَتي إِلّا لِكُلِّ لَبيبِ

سَأَرعى الَّذي يَرعى مِنَ الذَنبِ غادِياً

وَأُكرِمُ نَفسي عَن دَسيسِ مُريبِ

لِفِزرٍ صَنيعُ القَلطَبانِ بِأُختِهِ

فَلَيسَ بِمَأمونٍ بِظَهرِ مَغيبِ

كَسوبٌ بِأُختَيهِ وَقَينَةِ تاجِرٍ

وَما كانَ في كُتّابِهِ بِكَسوبِ

إِذا هُوَ لاقى أُمَّهُ دَبَرَ اِستَها

تَوَلّى بِأَيرٍ لِلِّواطِ خَضيبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكرت شبابي اللذ غير قريب

قصيدة ذكرت شبابي اللذ غير قريب لـ بشار بن برد وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن بشار بن برد

هـ / 713 - 783 م العُقيلي، أبو معاذ. أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً. نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة[١]

تعريف بشار بن برد في ويكيبيديا

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)، أبو معاذ، شاعر مطبوع إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الافتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا. قال أئمة الأدب: «إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده.» وقال الجاحظ: «وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه.» اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. بشار بن برد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي