دموع الفجر هذي أم دموعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دموع الفجر هذي أم دموعي لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة دموع الفجر هذي أم دموعي لـ مصطفى صادق الرافعي

دُموعُ الفجرِ هذي أم دموعي

ترقرقُ بينَ أجفانِ الربيعِ

مصفقةً كصافيةٍ جلالها

باكؤسِهِ الخليلُ على الخليعِ

وهُنَّ من الأزاهرِ في شفاه

كما تحلو اللمى بعدَ الهجوعِ

وثديُ الروض درَّ على جناهُ

درورَ المرضعاتِ على الرضيعِ

ومدَّ الليلُ أنفاساً عِذاباً

كأنفاسِ المليحةِ للضجيعِ

ولاحَ الصبحُ يسفرُ عن جبينٍ

عليهِ الشمسُ حالية السطوعِ

وقد بكرتْ لتملأ جرتيها

فتاةُ الريفِ كالرشاء المروعِ

فورَّدتِ الطبيعة وجنتيها

ونضَّرَ وجهَها الحسن الطبيعي

تروحُ وتغتدي والزهرُ يرنو

إليها في الذهاب وفي الرجوعِ

وثغرُ النهرِ يبسِمُ عن لُماها

وإن لم تشفِ ريقتهُ ولوعي

وتخبرنا النسائمُ عن شذاها

كما تروي الهواجرُ عن ضلوعي

مكحلةٌ ولا كحلٌ ولكن

سلِ الظبيَّاتِِ عن ذاك الصنيعِ

وقد مدَّت حواجبها شراكاً

وطيرُ الروحِ دانيةُ الوقوعِ

أراها أن تكنفها حسانٌ

كنورِ الكهرباءةِ في الشموعِ

وتحجبُ حينَ تُخفى الشمس لكنْ

تسابق أختها عند الطلوعِ

فيا قلبُ اعصِ كلَّ هوىً سواها

ويا نفسي سواها لا تطيعي

فذاكَ الحسنُ لا ما تشتريهِ

ضرائرها من الحسنِ المبيعِ

وما تحوي المدائنُ غيرَ بدعٍ

وإن حسبوا التبدعَ كالبديعِ

فقد حسِنتْ هناكَ كلُّ أنثى

كأنَّ الحسنَ قُسِّمَ في الجميعِ

يُدَمِّمنَ الخدودَ وأيُّ عينٍ

تُحِبُ الخدَّ يصبغُ بالنجيعِ

وكم شفعن ذاكَ الحسنَ لكنْ

متى احتاجَ الغواني للشفيعِ

وهل تقفُ القلوبُ على قوامٍ

كأنَّ ذيولهُ قِطَعُ القلوعِ

فما لي والمدائنُ ما تراها

مدافنُ ما بهنَّ سوى صريعِ

وهل كان التمدنُ في بنيهِ

سوى ما يفعلونَ من الفظيعِ

وهل أبصرتَ بينَ القومِ طرّاً

سوى رجلٍ مضاعٍ أو مُضيعِ

فهذا باتَ في شبعٍ وريٍّ

وذلكَ مات من ظمإٍ وجوعِ

وأحلى من أولئكَ في عيوني

بأرياف القرى نظرُ القطيعِ

وإنَّ الأمرَ تمضيهِ فتاةٌ

لخيرٌ من فتىً غيرُ جزوعِ

وما شظفُ المعيشةِ في هناءٍ

تقرُّ بهِ سوى العيش المريعِ

فلو مزجوا ببعض الهمِّ ماءً

لصارَ الماءُ كالسمِّ النقيعِ

ولو أن الرواسيَ كنَّ تبراً

لما كان الغنى غيرُ القنوعِ

أرى ذا الليلَ قدْ خفقت حشاهُ

وبيَّضَ عينهُ نزفُ الدموعِ

أكبَ يرى لهُ كبداً تنزى

زجاجتها منوعةُ الصدوعِ

وأبصرَ بعدَ ذلكَ من قريبٍ

جيوشَ الصبحِ تمرحُ في الربوعِ

فخلَّى ما تملَّكَهُ وولَّى

كما فرقَ الجبانُ من الجموعِ

وكنتُ مخبأً في جانبيهِ

فيا شمسسُ اكتميني أو أذيعي

شرح ومعاني كلمات قصيدة دموع الفجر هذي أم دموعي

قصيدة دموع الفجر هذي أم دموعي لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي