دليل اصطفاء الله للعبد علمه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دليل اصطفاء الله للعبد علمه لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة دليل اصطفاء الله للعبد علمه لـ محمود قابادو

دَليلُ اِصطفاءِ اللّه للعبدِ علمهُ

وتشريفُهُ أن يكشفَ الحقّ فهمهُ

وَليسَت فنونُ العلمِ إلّا طرائق

يؤمُّ بِها كلّ اِمرئٍ ما يهمّهُ

وهمُ الوَرى في النفعِ لكن فهومهم

لأوجهٍ شتّى فكلٌّ وزعمهُ

وَما خلقُهم إلّا وفاقٌ لحكمةٍ

بِها تمّ تأليفُ الوجود ونظمهُ

فَما بينَ راع لم يَسُس غيرَ نفسه

وآخرَ ماضٍ في طوائفَ حكمهُ

وكلّ على أسّ منَ العلمِ تنبنى

إِشادتهُ فيما يسوسُ وهدمهُ

وَكيفَ يَسوسُ النفسَ والناسَ جاهلٌ

بعاد وطبعٍ والحميّة قومهُ

لِذلكَ لمّا اِستخلفَ اللّه آدماً

توفّرَ من علمِ الحقائقِ قسمهُ

إِلى أَن درى سرّ التناسبِ بينها

وَوجه المسمّى المقتضي ما هو اِسمهُ

فَأَصبحَ يُلقي للملائكِ علمها

بِتوقيفهم لا بالّذي هو علمهُ

وَأَعلنَ فضلُ العلمِ أن سَجدوا له

وَحاقَ بمَن عنه تكبّر رجمهُ

وَلمّا اِنبرى للأرضِ مُستعمراً لها

تجشّم شقّاً يبهضُ النفس جشمهُ

فبثّ بنيهِ في ذرىً ومناكب

ليعنيَ كلّاً خطّ قطرٍ ورضمهُ

فكانَ مناطُ العلمِ والدينِ والعلى

بِحيثُ نَما العمرانُ واِمتدّ رسمهُ

فَلستَ تَرى نورَ النبوّة مشرقاً

عَلى غيرِ إقليمٍ توسّط خلمهُ

وَللنفسِ في بسطِ الحضارة نزوةٌ

بِها الوازعُ الدينيُّ يختلّ رسمهُ

لِذاك تَرى ظلّ التملّك سابقاً

بِعصرٍ طَوى ظلّ الخلافة لؤمهُ

وَما سوسُ ملكٍ في التمدّن واغلٌ

كَملكٍ تخطّاه الرفاهُ وجمّهُ

هنالك تُجتثّ الحميّة بالهوى

ويضعفُ مِن بأسِ التوجُّدِ قسمهُ

يُظِلّ الهوى مَن أمّه وهو تابعٌ

كظلٍّ لِمَن شمسُ العلومِ تؤمُّهُ

وَما خسرَ الإنسانُ وجهَ سعادةٍ

إِذا مِن فنونِ العلمِ وُفِّرَ سهمهُ

فَما الجِسمُ إلّا خادمُ المالِ ساعياً

وَما المالُ إلّا خادمُ الجاهِ لمّهُ

وَما الجاهُ إلا خادمُ الملكِ لائذاً

وَما الملكُ إِلا خادمُ الشرعِ حزمهُ

وَما الشرعُ إلّا خادمُ الحقّ مرشداً

وَبالحقّ قامَ الكونُ واِنزاح ظلمهُ

فَلستَ تَرى ما أرزمت أمُّ حائلٍ

عُلىً مُستمرّاً ليسَ بالعلم دعمهُ

يطالُ به بيض الأنوقِ وإن سما

وَتنزل من نيقِ الحوالقِ عصمهُ

إِذا أحكم الإنسانُ ظاهرَ منصبٍ

وَباطِنَه علماً مَضى فيه عزمهُ

فَمَن عَلِمَ الأشياءَ وفّى حُقوقَها

وَدانَ لَه فيما يحاولُ خصمهُ

وَكلُّ فنونِ العلمِ للملكِ نافعٌ

وَلا سِيما ما سايرَ الملكَ حكمهُ

أَرى الملكَ مثلَ الفلكِ تحتَ رئيسهِ

عويزٌ إِلى الأعوانِ فيما يؤمّهُ

فَذلكَ نوتيّ يعينُ بفعلهِ

وَآخرَ خرّتتٌ قصاراه علمهُ

وَمقصدُهُ جَريُ السفينِ وحفظها

ليسلمَ كلٌّ أو ليعظم غنمهُ

أَيَركب هولَ البحرَ دون مقاومٍ

وَفي طيّه حربٌ كَما يؤذنُ اِسمهُ

لِذاك تَرى ملكَ الفرنجِ مؤثّلاً

بعلمٍ على الأيّامِ يمتدّ يمّهُ

وَمملكة الإسلامِ يقلصُ ظلّها

وينقصُ مِن أَطرافها ما تضمّهُ

عَلى أنّها أَجدى وأبسط رقعةً

وَأوسطُ إِقليماً مِنَ الطبعِ عظمهُ

وَأعرَق في مَنمى الحضارةِ موقعاً

وَأَطولُ باعاً يفلقُ الهامَ خذمهُ

وَقدماً تناهَت في الفنونِ توغُّلاً

وجمِّعَ طمُّ الصنعِ فيها ورَمُّهُ

وَدوّخَ مَغزاها الأقاليمَ سبعةً

وَتاخَمها من سدّ يأجوجَ ردمهُ

فَلَم يجدِ المستعبدونَ لعزّها

سِوى العلمِ نهجاً للرئاسةِ أمّهُ

فَكانَ لَهم منهُ النفوذُ إِلى المنى

وَلا سيما ثغرٌ خَبا منه حجمهُ

فَمَن لم يجس خبراً أروبا وملكها

وَلَم يَتَغلغل في المصانعِ فهمهُ

فَذاكَ في كنِّ البلاهةِ داجنٌ

وَفي مضجعِ العاداتِ يُلهيه حلمهُ

وَمَن لزمَ الأوطانَ أصبحَ كالكلا

بِمنبتهِ منماهُ ثمّت حطمهُ

هُمُ غَرسوا دوحَ التمدّن فرعُه الر

رياضيّ وَالعلمُ الطبيعيّ جذمهُ

فَكانَ لَهُم في ظلّه متقيِّلٌ

مِنَ الصولِ يُحمى بالمكائدِ أطمهُ

لَقَد فاتَنا في بادئِ الرأي صوبُنا

وَأشفى لَعمري أَن يفوّتَ ختمهُ

تَباعَد شوطاً مقدمٌ ومقهقرٌ

إِذا لم يَحِن منهُ اِلتفاتٌ يزمّهُ

لَعَمري لَيس الميتُ من أُودِعَ الثرى

وَلكن مطيقٌ لِلغنى بانَ عدمهُ

وَميتُ القوى مَن لا يهيء بنفسهِ

لإنصافها من حيثُ يغبنُ جسمهُ

لَقد قَتلوا دُنيا الحياتينِ خبرةً

فَمن لم يُساهِمهم فقد طاشَ سَهمهُ

وَكلُّ رئيسٍ أَمكَنته فضائلٌ

فَأعوَدها نفعاً عَلى الخلقِ همُّهُ

أَيلزمُ حرُّ النفسِ برزخ حيرةٍ

عكوفاً عَلى أصنام وهم تهمّهُ

وَمسلكهُ نهجٌ وحاديه شائقٌ

وَمُرشدهُ يومي وَقد لاح أمّهُ

بَلى إنّه قد أبرمَ الأمرَ واِنبرى

إِلى ردّ ما قَد بزّ من عزّ عزمهُ

وزيرٌ عصاميُّ السيادةِ سابقٌ

عَلى المُرتأي مغزاهُ والخطبُ حزمهُ

تَراهُ فَلا تَدري لإفراط بشرهِ

تودّدَ أم دارى لأمرٍ يهمّهُ

يُبينُ له الإنصاف إحسانَ ضدّهِ

وَلكنّه يُخفي المساوئ حلمهُ

أغارُ عَلى تلكَ العلوم كآصفٍ

عَلى عرشِ بلقيس المنكّر رضمهُ

رَمى أُفقها بِالفَرقدينِ محمّدِ الش

شمائِلِ وَالمنجي المبارك نجمهُ

سَليليه نَجليه اللّذين كلاهِما

تَكلّم في مهدٍ بعلياه وسمهُ

وَحاذى بِمرآتينِ مِن فكرتَيهما

مُدوّنها حتّى تمثّل رسمهُ

وَمُذ أَعربا عَن ظهرِ قلبٍ فَأغربا

أقرّت بفضلِ العربِ في العلم عجمهُ

وَأيقَن كلٌّ أنّه بدءُ دورةٍ

يُراجعُ فيها أفقَ تونس نجمهُ

وَجزئيُّ أربابِ الرئاسَةِ نفعهُ

إِلى الخلقِ كليٌّ إِذا حان تمّهُ

إِذا كانَ مبدأ الأمرِ هديا فغبطةٌ

عَواقبهُ والنهجُ قصدٌ مأمّهُ

أَلا أيّها المولى الوزيرِ الّذي بهِ

حَبا اللّه هَذا القطر فخرا يعمّهُ

لِيهناك ما قَد شادَ نجلاكَ من علىً

وَما أتلدا من مفخرٍ أنت جذمهُ

فَرشّحهما للمعلواتِ محاضراً

وَأوطئهما أعقابَ فضلٍ تؤمّهُ

وَرقّهما في دولةِ الملكِ الّذي

دَرى منك ما يَخفى على الناس علمهُ

توخّى رضا الرحمنِ فيك بِما اِصطفى

إِليك منَ الفضلِ الّذي دقّ فهمهُ

خُصوصٌ توارى في غِشىً بشريّة

لآدم من قبل تقرّر حكمهُ

تبيّنه والناسُ في حجب غفلةٍ

إِلى أَن جَلا عن صبحه مُدلهمّهُ

فللّه ما أَهدى وأنفذ فكرةً

وَأوسعَ جأشاً يحتوي الكون ضمّهُ

وَيُخجِلُني اِستطرادُ بعض مديحهِ

وأُكبره عَن أن يسمّى به اِسمُهُ

وَلكنّه دين عليّ يصدّ عن

قَضائي له اِستنزارُ ما عنّ نظمهُ

بَقيتَ لهذا الملكِ إنسانَ ناظرٍ

بِرأيك مرآهَ ومرآك نعمهُ

وَبلّغتَ في نفسٍ وأهلٍ وفي الورى

مُنىً هي مبدأ كلّ فوزٍ وختمهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دليل اصطفاء الله للعبد علمه

قصيدة دليل اصطفاء الله للعبد علمه لـ محمود قابادو وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي