دعني أمزق بالأسى أحشائي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعني أمزق بالأسى أحشائي لـ ابن رزيق

اقتباس من قصيدة دعني أمزق بالأسى أحشائي لـ ابن رزيق

دَعْني أُمَزِّق بالأسَى أحشائي

بان الخليط ولات حينَ عزاءِ

شَيَّعتُهُمْ والشَّوْقُ تَلْفَحُ نارُه

كَبِداً يُفَتِّتُها جوى البُرَحاءِ

لم تُبْق لي الأشجانُ يومَ ترحَّلُوا

في صِحَّةٍ عضواً من الأعضاءِ

أبكي لَوَ اَنَّ الصخرَ ينطقُ ما امتَرى

منه الصَّدَى أبكي بُكَا الخنساءِ

ومعالمٌ لهمُ يُطرِّزها الحَيا

طرَّزْتُها بالدمعةِ الحمراءِ

ما ناحَ في عَذبِ الغصون حَمَامُها

إِلّا لِفَرْط صبابتي وجَوَائي

لا غرْوَ في شَرْعِ الغَرام إِذا اقتدَى

لمَّا تملَّكَهُ الهوى ببكاءِ

وأنا الفداء لِشادنٍ وَدَّعْتُهُ

يومَ الرحيلِ بخِفْيَةِ الإيماءِ

يُذْري بصفحةِ وجنةٍ ذهبيَّةٍ

عَبَراتِه كالفضةِ البيضاءِ

ويَعَضُّ بِلَّوْرَ البنانِ بلُؤلُؤٍ

يَشْتَفُّ تحتَ حريرةٍ خضراءِ

كاد الغرام لفيض سودِ لحاظِهِ

بالنَّوْحِ يُلْقِيني إِلى السوداءِ

إِنِّي سأذكرُه وليلةَ وصْلِهِ

قبلَ النوى من جانب الصَّفْراءِ

في بقعةٍ خضراءَ تُشْرِقُ بهجةً

من جوهرِ الأنوارِ والأنواءِ

تنْضاعُ رَوْضَتُها ونفحةُ تُرْبِها

عن مسكِ دارينٍ ونشرِ جَوَاءِ

فهناكَ مجمعُ لذَّتي لم يَدْرِهِ

في السرِّ غيرُ اللهِ والندماءِ

أرتاحُ إِن جُنَّ الظلامُ بسُحْرَةٍ

من أنْسِ وَصْلِ خريدة سمراءِ

عُطْبُولَةٍ لمياءَ تُنْهِلُني الطِّلا

من ثغرها في روضةٍ غَنَّاءِ

تَهْتَزُّ كالغصنِ الرطيبِ إِذا انْثَنَتْ

في وشْيِ بُرْدِ الصين أو صنعاءِ

تَرْوي لنا خبرَ ابنِ يحيى جعفرٍ

ما نالَ من كرمٍ ومِنْ علياءِ

لاَ يْمترِي من يَحْتسِيها أَنَّهُ

هارونُ بالإفضال في الخلفاءِ

يسعَى بها قمرٌ تقلَّدَ نحرُهُ

وهو الفريدُ كواكبَ الجوزاءِ

فسكرتُ من فيهِ وخمرةِ كأسِهِ

وفتور لحظةِ مقلةٍ حوراءِ

ونسيتُ تذكارَ الهمومِ بأنْسه

ورفضتُ مذهبَ شَقْوتي وعَنائي

فكأنني ممَّا شهدتُ من الهَنا

شاهدتُ سالمَ سيِّدَ الأمراءِ

البُوسعِيديَّ المكرَّم ذا الحِجا

مُحْيي النوالِ وقاتلَ الأعداءِ

المقتدِى بعليِّ في يومِ الوغَى

والمهتدِى بهُدى أبىِ الزهراءِ

جَالى العَنَا ملكَ البسيطةِ كاشفَ ال

غَمَّاءِ بالآراءِ والنعماءِ

النَّاشرَ العدلِ القويم بِسيفِهِ

ومُطَهِّرَ الأرْجَا من الأهواءِ

لم تبلغ الشَّعْرى مَحَلّاً سامكاً

كبلوغها منه يدُ الشعراءِ

لَسِنٌ إِذا أمْلَى لمسمَع كاتبٍ

وشَّى بغير تكلّفِ الإنشاءِ

عَلَمٌ حليفُ مكارمٍ شهدتْ له

بالفضلِ أَجمعَ أكبرُ العلماءِ

أَنَا من مكارِمِه بكلِّ قصيدة

لا أعتزى غير الوليد الطائي

وإِذا اعتززتُ به تدفَّقَ سائلاً

وادي القريضِ الرحْبِ من حَوْبائِي

آلَيْتُ شعرِي لم يزدْهُ مغبَّةً

أبداً ولم يَفْتُرْ عليه ثنائي

وكأنَّما آلى يميناً لم تَفُتْ

ربعي سواكبُ من نَدَى الآلاء

يا ابن الكرامِ نَدَاكَ أَخْصَبَ وَبْلُه

قبل الَسؤال معاهدَ الفقراءِ

من ذا بدهركَ يشتكي الضرَّاء مِنْ

عَدَمٍ وإِنَّكَ كاشفُ الضرَّاءِ

فاللهُ حَسْبُكَ قد تركتَ قرىَ العدا

مطموسةً بزعازعِ الآراءِ

تنساب خيلُكَ مِن نجيعِ دمائِهمْ

مَرَحَاً وَهُنَّ سفائنُ البيداءِ

وتركتَ مَنْ عَنْهُ عَفَوْتَ كرامةً

ذا هامةٍ من رُعْبهِ شمطاءِ

يَصْفَرُّ من وجلٍ تُعاتبُ نفسُه

بزفيرِه وتَرَدُّدِ الصُّعدَاءِ

لا زلتَ مرهوبَ السَطَا لم تَثْنِكَ ال

عزماتُ عن ربعٍ منيعٍ نائي

ما حَمْحَمَتْ في البيدِ خيلُك في الهِيا

جِ وحنَّتِ الوجناءُ في الجرعاءِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعني أمزق بالأسى أحشائي

قصيدة دعني أمزق بالأسى أحشائي لـ ابن رزيق وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن رزيق

حميد بن حمد بن رزيق. شاعر عماني. له (ديوان شعر - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي