دعا فأجابوا والقلوب صوادف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعا فأجابوا والقلوب صوادف لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة دعا فأجابوا والقلوب صوادف لـ أحمد محرم

دعا فأجابوا والقلوبُ صَوادِفُ

وقالوا اسْتَقمنا والهَوى مُتجانِفُ

مَضَى العهدُ لا حربٌ تُقامُ ولاأذىً

يُرامُ ولا بَغْيٌ عنِ الحقِّ صَارِفُ

لهم دَمهُم والدّينُ والمالُ ما وَفَوْا

فإن غَدروا فالسّيف وافٍ مُساعِفُ

سياسةُ من لا يَخدعُ القولُ رأيَهُ

ولا يَزدهيهِ باطلٌ منه زَائِفُ

رَسولٌ له من حكمةِ الوَحْيِ عاصمٌ

ومن نُورهِ في ظُلمةِ الرأيِ كاشِفُ

يُسالِمُ من أحبارِهم وسَراتِهم

رِجالاً لهم في السّلمِ رأيٌ مُخالِفُ

يَغيظهُم الإسلامُ حتَّى كأَنَّما

هُوَ الموتُ أو عادٍ من الخطبِ جَارفُ

إذا هَتَفَ الدّاعي بهِ اهْتَاجَ نَاقِمٌ

وأعْوَلَ مَحزونٌ وأجْفَلَ خائِفُ

إذا ما تَردَّى في الضّلالةِ جاهِلٌ

فما عُذرُ مَن يأبَى الهُدى وَهْو عَارِفُ

يَقولونَ قَوْلَ الزُّور لا عِلَم عندَنا

كَفَى القومَ عِلماً ما تَضُمُّ المصاحفُ

لهم من سنَا التَّوراةِ هادٍ وللعَمى

رُكامٌ على أبصارِهم مُتكاثِفُ

دَنا الحقُّ من بُهتانِهم ورَمَى بهم

إلى الأمدِ الأقصَى هَوىً مُتقاذِفُ

عَنا ابْنَ أُبيٍّ من هَوى التّاج لاعجٌ

وطافَ به من نَشوةِ المُلكِ طائفُ

جَرى راكِضاً مِلءَ العنانَيْنِ فانتحى

له قَدرٌ ألقَى به وَهْوَ راسِفُ

فما مِثلُه في مَشهدِ الإفكِ فارحٌ

ولا مِثلهُ في مَشهدِ الحقِّ آسفُ

ظُنونٌ يُعفّيها اليقينُ ودَولةٌ

من الوهمِ تذروها الرياحُ العواصفُ

يُهيبُ بأضغانِ اليهود يَشُبُّها

عَداوةَ قومٍ شرُّهم متضاعفُ

وما بَرَحَ الحَبْرُ السَّمينُ يَغرُّهم

ويأكلُ من أموالِهم ما يُصادِفُ

أعدُّوا له المرعىَ فَراحَ مُهبَّلاً

كَظنِّكَ بالخِنزيرِ واتاهُ عَالِفُ

يَنوءُ بِجَنْبيهِ ويرتجُّ ماشياً

إذا اضطربتْ منه الشَّوى والرَّوانفُ

رَماهم بها عَمياءَ لم يَرْمِ مَعشراً

بأمثالها أحبارُهُم والأساقفُ

فقالوا غَوى ابنُ الصّلتِ وانفضّ جمعهم

يُريدون كعباً وَهْوَ خَزيانُ كاسِفُ

رَمَى الصادقُ الهادِي لَفِيفَة نفسِهِ

بصداعةٍ تَنشقُّ منها اللّفائفُ

فأما لَبيدٌ فَاسْتعانَ بسحرِه

رُويداً أخا هاروتَ تلك الطرائفُ

أعندك أن السّحرَ للّهِ غالبٌ

تأمَّلْ لبيدٌ أيَّ مهوىً تُشارِفُ

وَشاسُ بنُ قيسٍ هاجَها جاهليَّةً

تَطيرُ لِذكراها الحلومُ الرَّواجفُ

يُقلِّبُ بين الأوسِ والخزرجِ الثَّرى

وقد وَشجتْ فيه العُروقُ العواطِفُ

يُذكّرهُم يومَ البُعاثِ وما جَنْت

رِقاقُ المواضِي والرماحُ الرواعِفُ

غَلتْ نَخواتُ القومِ ممّا استفزَّهم

وراجعَهم من عازِبِ الرأيِ سالِفُ

وخَفّوا يُريدونَ القِتالَ فَردَّهم

نبيٌّ يَردُّ الشَّرَّ والشّرُّ زاحِفُ

دعاهم إلى الحُسنَى فأقبلَ بعضُهم

يُعانِقُ بعضاً والدُّموعُ ذوارِفُ

أتى ابنُ سلامٍ يُؤثِرُ الحقَّ مِلّةً

وينظرُ ما تأتي النُّفُوسُ العوازِفُ

تسلّلَ يستخفي وأقبلَ قومُه

وللؤمِ منهم ما تَضمُّ الملاحِفُ

فقيل اشهدوا قالوا عرفناه سيّداً

تجلُّ مَساعيه وتعلو المواقفُ

هو المرءُ لا نأبَى من الدّينِ ما ارْتَضى

ولا نَدَعُ الأمرَ الذي هو آلِفُ

فلمّا رأوهُ خارجاً يَنطُق التي

هي الحقُّ قالوا عاثِرُ الرأيِ عاسِفُ

ظننّا بهِ خَيراً ولا خيرَ في امرئٍ

أبوه أبو سُوءٍ على الشرِّ عاكِفُ

ظلمناهُ لم يُوصَفْ بما هو أهلُه

فماذا له إن أخطأ الرُّشدَ واصِفُ

تَرَامَوْا بألقابٍ إذا ما تتابعْت

تتابعَ شُؤبوبٌ من الذمِّ واكِفُ

أهاب أبو أيوب ردوا حلومكم

أعند رسول الله تلقى المآزف

وقال الرسولُ اسْتَشعِرُوا الحلمَ إنّما

يَسودُ ويستعلِي الحليمُ المُلاطِفُ

أتُؤذونَ عبدَ اللّهِ أن يتبعَ الهُدى

فيا ويحَهُ من مؤمنٍ ما يُقارِفُ

أهذا هو العهدُ الذي كان بيننا

أهذا الذي يَجْنِي العقيدُ المحالِفُ

تَولَّوا غِضاباً ما تَثوبُ نُفوسُهم

ولا تَرْعَوِي أحقادُهم والكتائِفُ

يُذيعونَ مكروهَ الحديثِ وما عَسى

يقولون والفُرقانُ بالحقِّ هاتِفُ

إذا بَعثوا من باطلِ القولِ فتنةً

تَلقّفها من صادقِ الوحيِ خاطِفُ

يُشايِعهُم في القومِ كلُّ مُنافقٍ

إلى كلِّ ذِي مَشنوءَةٍ هو دالِفُ

شَديدُ الأذى يُبدِي من القولِ زُخرفاً

وكالسّمِّ منه ما تُواري الزَّخارفُ

زَحالفُ سُوءٍ ما يَكفُّ دبيبُها

وأهونُ شيءٍ أن تَدُبَّ الزّحالِفُ

أقاموا على ظُلمٍ كأنْ لم يكنْ لهم

من العدلِ يوماً لا محالةَ آزفُ

لكلِّ أُناسٍ يعكفون على الأذى

مَعاطِبُ من أخلاقِهِم ومتالفُ

رُويدَ يَهودٍ هل لها في حُصونِها

مِنَ البأسِ إلا ما تَظنُّ السّلاحِفُ

يَظنُّونَ أنْ لنْ يَنسِفَ اللّهُ ما بنوا

ولن يثبتَ البنيانُ واللّهُ ناسِفُ

سَيلقَوْنَ بُؤساً بعد أمنٍ ونعمةٍ

فلا العيشُ فيّاحٌ ولا الظلُّ وارِفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعا فأجابوا والقلوب صوادف

قصيدة دعا فأجابوا والقلوب صوادف لـ أحمد محرم وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي