دعا عزماتي والمطية والوخدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعا عزماتي والمطية والوخدا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة دعا عزماتي والمطية والوخدا لـ لسان الدين بن الخطيب

دَعا عَزَماتي والمطيّةَ والوَخْدا

وإلاّ فكُفّا الشّوْق عنّي والوَجْدا

ولا تطلُبا دمْعي بتَجْريحِ مُقْلَتي

فدَمعيَ مقْبولٌ على القلْبِ ما أدّى

ألمْ تَرَياني كلّما هبّتِ الصَّبا

أبُلُّ بِها من نارِ لوْعَتيَ الوَجْدا

وأصْبو الى البرْقِ الحِجازيِّ كلّما

أجالَتْ أكُفُّ الأفْقِ في السُّحُبِ الزَّنْدا

وما كان قبْلَ اليومِ جفْنيَ ساهِداً

نعَمْ هجْرُ سُعْدى علّمَ المُقْلَةَ السُّهْدا

ولمّا تَفانى الصبْرُ إلا صُبابَةً

تسهِّلُ من وقعِ الحوادثِ ما اشْتَدّا

ولمْ يبْقَ منّي غير رعْيِ مواقِفٍ

تعلّمَ منْها الآسُ أن يحْفظَ العَهْدا

حنَنْتُ الى العهْدِ القديمِ الذي قضى

حَميداً فما أغْنى الحَنينُ ولا أجْدى

لي اللهُ كمْ أهْذي بنجْدٍ وحاجِرِ

وأكْني بدَعْدٍ في غَرامي أو سُعْدى

وما هي إلا زَفْرَةٌ هاجَها الجَوى

وأبْدى بِها تذْكارَ يثْرِبَ ما أبْدى

وكم قد كتَمْتُ الشّوْقَ لوْلا مدامِعٌ

ترَوّي مَجاريها المحاجِرَ والخَدّا

وتُخْرِجُ منْ بحْرِ الجُفونِ جَواهِرا

تُحاجُ بها مَنْ أنْكرَ الجوْهَرَ الفَرْدا

أبْعدَ سُرى الرّكْبِ الحِجازيّ موْهِناً

أمُدُّ لنَفْسي في تَعَلُّلِها مَدّا

وأرْجعُ عُمْري منْ زَماني لِقابِل

كأنّيَ قد أحْصَيْتُ أيّامَهُ عَدّا

ألا يا حُداةَ الرّكْبِ يبْغونَ يثْرِبا

ويَلْقونَ في اللهِ السّآمَةَ والجُهْدا

بِما بيْنَنا منْ خُلّةٍ طابَ ذكْرُها

إذا فرَعَتْ عُوجُ المطيِّ بكُمْ نجْدا

وأبْصَرْتُمُ نورَ النّبوّةِ ساطِعاً

قدِ اكْتَنَفَ التّرْبَ المقدَّسَ واللّحْدا

وناجَيْتُما منْ مطْلَع الوحْيِ روْضَةً

أعَدّ لَها اللهُ السّعادَةَ والخُلْدا

ولا قلْبَ إلا خافِقٌ في شِغافِهِ

بِها وكَساها منْ نَسيجَتِهِ بُرْدا

وهَبّ العَليلُ اللَّدْنُ مُستَشْفِياً بها

فكانَ الدّواءُ البانَ والشّيحَ والرَّنْدا

ودارٍ أقامَ الوحْيُ في عَرَصاتِها

فلمْ يَبْقَ عنْها بعْدَ خُلَّتها بُعْدا

فقولا رسولَ الله يا خيْرَ خَلْقِهِ

وأكْرَمَ مُخْتارٍ أبانَ به الرشْدا

غَريبٌ بأقْصى الغَرْبِ طالَ اشْتِقاقُهُ

فلَوْلا تعِلاّتُ المُنى لقَضى وجْدا

يؤمِّلُ نيْلَ القُرْبِ والذّنْبُ مبْعِدٌ

وقد سدّ من طُرْق التخلُّصِ ما سَدّا

ولوْ أخذَ المِقْدارُ منْكَ مُرادَهُ

وشافَه منْك القُرْبَ لاسْتَوْجَبَ الرّدّا

ولكنّهُ يرْجو الذي أنْتَ أهْلُهُ

وأنتَ الذي أعْطى الجَزيلَ وما أكْدى

وأنتَ ملاذُ الخلْقِ حيّاً وميِّتاً

وأكْرَمُهُمْ ذاتاً وأعْظَمُهُمْ مجْدا

فلوْلاكَ ما بانَ الضّلالُ منَ الهُدى

ولا امْتازَ في الأرضِ المكِبُّ منَ الأهْدى

ولمّا محَتْ آيَ الشرائِعِ فترةٌ

وأصْبَحَتِ الأهْواءُ لا تعرِفُ القصْدا

وتعبُدُ منْ دونِ الإلاهِ حِجارةً

طَغامُ رِجالٍ يجْعَلونَ لهُ نِدّا

وقد شُنّتِ الغاراتُ منْ كلِّ تلْعَةٍ

فأصْبَحَ حُرُّ القوْمِ عنْ كَثَبٍ عبْدا

أرادَ بكَ اللهُ إنْحِكامَ شَتاتِهِم

وسَلَّ وشيكاً من صُدورِهِمُ الحِقْدا

وفاضَ على الأدْيانِ دينُكَ واحْتوَتْ

جُنودُكَ أقْصى الشّامِ والصّينَ والهِنْدا

وأنْحَتْ على مُلْكِ العِراقَيْنِ وانْتهَتْ

بثُبَّتَ حتى واجَهَتْ خيْلُها السّدّا

وكمْ قد تجشّمْتَ الخُطوبَ كَوالِحاً

وصابَرْتَ ليْلَ الرّوْعِ وهْوَ قدِ ارْبَدّا

وآذَتْكَ في اللهِ العشيرةُ جُهْدَها

فجادَلْتَها بالحقِّ ألسِنَةً لُدّا

وكم قد جلَوْتَ المُعْجِزاتِ عليهِمُ

شُموساً أقاموا دونَها اللُّبْسَ والجُحْدا

وما يُثْمِرُ البُرْهانُ إلا لَجاجةً

إذا لَقيَتْ أنْوارُهُ أعيُناً رُمْدا

فصلّى عليْكَ اللهُ يا خيْر راحِمٍ

وأشْفَقَ مَنْ يَثْني على رأفَةٍ كبْدا

ويا لَيْتَ أنّي في جِوارِكَ ثاوِياً

أوَسِّدُ منْهُ المِسْكَ والعَنْبَرَ الوَرْدا

وإنْ فسحَ الرّحْمانُ في العُمْرِ برْهَةً

فلابُدّ من حثِّ المطيّةِ لابُدّا

خليليَّ ماذا يحْصُرُ القوْلُ إنْ غَلا

وماذا عسى يُحْصي الكلامَ وإنْ ندّا

وماذا يعدُّ الوصْفُ منْ مُعْجِزاتِهِ

وآيُ رسولِ اللهِ تستَغْرِقُ العَدّا

سَما فوْقَ أطْباقِ السّماءِ مُناجِياً

وكلّمَ تكْليماً بها الأحَدَ الفرْدا

وما زاغَ منْهُ الطّرْفُ كَلاً ولا طَغى

فللّهِ ما أجْلى وللّهِ ما أهْدى

ولمّا دَعا بالجِذْعِ أقبَلَ خاضِعاً

إلَيْهِ وشقّ البدْرَ واسْتَنْطَقَ الصّلْدا

ولمّا شَكا لهُ اللُّهامُ منَ الظَّما

أسالَ لهُ منْ ماءِ أنْمُلِهِ وِرْدا

وأثْبَتَ منْهُ الرّيقُ عيْنَ قَتادَةٍ

فأحْكَمَها من بعْدِ ما ذَهَبَتْ ردّا

وفي ليلَةِ الميلادِ أكْبرُ آيةٍ

تخِرُّ الجِبالُ الراسياتُ لها هَدّا

أشادَتْ بِها الكُهّانُ قبلَ طُلوعِها

ومِنْ هوْلِها إيوانُ كِسْرى قدِ انْهَدّا

فيا لَيلَةً قد عظّمَ اللهُ قدْرَها

وأنْجَزَ للنَّورِ المُبينِ بها وعْدا

وصيّرَ أوْثانَ الضّلالةِ خُضَّعا

إلَيْها فلمْ يتْرُكْ سُواعاً ولا وُدّا

وعاجَلَ بالإخْمادِ ناراً لِفارِسٍ

فلمْ ترَ للنّيرانِ منْ بعْدِها وَقْدا

أعَدّكَ مِيلاداً لخاتَمِ رُسْلِهِ

وأطْلَعَ في آفاقِكَ الشّرَفَ العِدّا

فصولي على مرّ الزّمانِ وفاخِري

بهَذا النّبيِّ الحالَ والقَبْلَ والبَعْدا

حَقيقٌ عليْنا أنْ نحُلَّ لكِ الحُبى

ونَقْريكِ منّا البِرَّ والشُّكْرَ والحَمْدا

ونجعَلُ منْك اليومَ عيداً ومَشْهَداً

نُشيعُ منَ الذّكْرِ الحَكيمِ بهِ شُهْدا

وَنَخْلَعُ منْ أمْداحِ أحْمَدَ حُلّةً

علَيْك ومِنْ منْظومِ آياتِهِ عِقْدا

وفِينا سَليلُ النّصْرِ يحْفَظُ منْكَ ما

أُضيعَ ويَلْقى فيكَ بالبَدرِ الوَفْدا

إمامٌ أفاضَ اللهُ في الأرضِ عدْلَهُ

فأوشَكَ فيها الضّدُّ أنْ يألَفَ الضِّدّا

أقامَ على حُبّ النّبيِّ وآلِهِ

وأشْرِبَ تقْوى ربِّهِ الحلَّ والعَقْدا

نَما سيّدُ الأنْصارِ سعْدٌ وسدّدَتْ

يدُ اللهِ في أغراضِهِ النّصْرَ والسّعْدا

وأوْرثَ حقَّ النّصْرِ لا عنْ كَلالَةٍ

وللسّبْطِ في المشروعِ أن يرثَ الجَدّا

أيوسُفُ يا حامي الجزيرَةِ حيثُ لا

نَصيرٌ ومُصْلي بأسِها الضُّمّر الجُرْدا

أفاضَ عليْها اللهُ مُلْكَكَ ديمةً

وروّى ثَراها منْكَ مُنْسكِباً عِهْدا

فمُلْكُك فيها ما أجلَّ جلالَهُ

وسيْفُكَ ما أسْطى وكفُّكَ ما أنْدى

صدَعْتَ بأمْرِ اللهِ في جَنَباتِها

فألْبَسَكَ التّقْوى وقلّدَكَ العَهْدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعا عزماتي والمطية والوخدا

قصيدة دعا عزماتي والمطية والوخدا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي