خذ عن دموعي ما يجن جناني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خذ عن دموعي ما يجن جناني لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة خذ عن دموعي ما يجن جناني لـ شرف الدين الحلي

خذ عن دموعي ما يجنّ جَناني

فالدمع أصدق مخبر عن شاني

فلئن كتمتك فالمصاب كما ترى

قد جلَّ أن يفضي إلى كتمان

وإذا تعذرت الدموع وسكبها

فاعذر فتلك سجيّة الحيوان

فلربما قهرت بوادر زفرتي

دمعي فعاقته عن الجيران

وتجاف عن تعنيف قلبي إن بدا

لك ما يعانيه من الخفقان

أتلومه هل كان إلا مفرداً

حشدت عليه طوارق الحدثان

أَيقرُّ والملك المؤيد قد غدا

رهن البلى في الترب والأكفان

جبل تشبثت المنون بهضبه

فهوت قواعده مع الأركان

بدر أنار فحين تم كماله

حكم الزمان عليه بالنقصان

ليث أخافته الخطوب ولم تزل

تخلي مجال الأفق من خفان

غيث تعرض للأماني صوبه

فاعتاقه قدر عن التهتان

أودى وما اشتهرت ظبا لتقارع

كلاّ ولا اعتقلت قنا لطعان

والصافنات شوازب ما سوّمت

للكرِّ تحت قواضب ولدان

فعلام لم تحطم كعوب مثقف

لدن ولم تثلم غروب يمان

وأرى السهام نجومها لم تقترن

بهلال كل حنية مِرْنان

فلمن تصان المقربات وقد مضى

من كان يوردها طُلى الشجعان

لو يستطيع غداة مصرعه غدت

يستلُّ أنفسها من الأجفان

أبقيت نجمَ الدين بين جوانحي

ناراً لها لهب بغير دخان

أأجيل في نظم المراثي خاطري

من بعد صوغ مدائح وتهان

قسماً بأيام لبست نعيمها

في ظل ملكك معلم الأردان

ما شحّ لي دمع عليك وإنما

أفنى البكاء ذخائر الأجفان

أفقرتني من حسن صبري بعد ما

أدركت في مغناك ما أغناني

أقسمت ما فاز الحمام بمثلها

إلا لخيبة آمل أو جان

تعساً لجدك يا زمان لقد سطا

بأغرّ من صيد الملوك هِجان

وحمائم كم هيَّجتْ من لوعتي

فنّاً وقد سجعت على الأفنان

فقدت هديلاً فانبرت في أيكها

تتلو الحنين بأعذب الألحان

فشجت فؤادي مذ شدت فكأنها

فطنت لما قد شفني وعناني

ناحت وماحت بالصبابة فانثنى

من تحتها متأود الأغصان

وظللت مكتئباً وقلت تعجباً

والشوق يجذبني بفضل عنان

إيه حمامات الأراكة رَجِّعي

نغم الحنين بأبرق الحنّان

لله درك من حمام ثاكل

لو كان بكّاك الذي أبكاني

هيهات لا والله ما عاينت ما

أخفيت من حرقي ولا أشجاني

أسفي لمن كانت مواطئ جرده

يوم الهياج معاقد التيجان

يا من فُجِعْتُ به وكنت أُعِدُّه

عوناً إذا طرقت صروف زماني

لو كنت تفدى قام دونك معشر

يصلون سمر الخط بالأيمان

ما حلَّقوا في الحرب إلا خلّقوا

غرر السوابق بالنجيع القاني

ولعاد وجه الصبح أقتم كَالحاً

بالنقع عند تصادم الأقران

وتشاجرت ملد تصول لدى الوغى

بِصِلالها أسد على عقبان

لكنه الأجل الذي غاراته

لم ترو غير مقاتل الفرسان

شنَّت على سيف بن ذي يزن وما

هابت حمى كسرى أنوشروان

وابتزت النعمان ثوب نعيمه

بالبؤس واجتاحت بني غسان

لكن بأسباب الليالي أُنْسِيَتْ

بدوام ملك الظاهر السلطان

محيي الهدى ومديم أنواء الندى

لمن اجتدى وممهد الايمان

ملك إلى أبوابه وجنابه

يَثْنِي الرجاءُ أزمةَ الركبان

من تستقي أشطان سمر رماحه

مهج العدا والزغف كالغدران

أأبا المظفر لا تخطت بعدها

نوب الزمان إليك يوماً ثاني

وبقيت ممتدَّ البقاء ممتعاً

بدوام ملكك في منىً وأمان

شرح ومعاني كلمات قصيدة خذ عن دموعي ما يجن جناني

قصيدة خذ عن دموعي ما يجن جناني لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي