خذ بنا في محاسن الأوصاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خذ بنا في محاسن الأوصاف لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة خذ بنا في محاسن الأوصاف لـ ابن النقيب

خذ بنا في محاسن الأوصافِ

فهي نَقْلُ ما بين أيدي الظِرافِ

وانتخب للندام كلَّ حديثٍ

من قِصار الفصول داني القِطافِ

يتمنّى الجليسُ عمرَ مُعَاذٍ

لِتَلَقّي مُعَادهِ الشفّافِ

واقتحم لُجةَ القريض بفكر

ينتقي الدرَّ في حشا الأصدافِ

وتنقل من الدّعابة للجدّ

وخيّم عند المعاني اللِّطافِ

فهي أشهى من مُسْتَلذّ الأماني

لطروب غرامه غيرُ خاف

فتنة أودَعت نوافثَ سِحْرٍ

في مطاوي ألفاظها للزفاف

والغزال الذي يعرّض في خط

بَة أمثالها لجدُّ التلافي

فسبتها محاسنٌ منه تصطا

د بها كلَّ ناسكٍ متجافِ

أين عادَ المطواعُ ثَم وهل غي

ر انقياد مجانب لخلاف

يا رعي الله منه ذاك المحيّا

والقوام المخنّثَ الأعطاف

هو بدرٌ لا يعتريه محاق

فوق جيد يعطو لغصنِ خِلاف

إِن رنا أثخن القلوبَ بنبلٍ

عوَّذتها أشلاؤها في الشغاف

من مريض اللّحاظ منه امتراض

وبعذب الرضاب منه التشافي

كيف لي بالشفاء واقى وهل يس

مح يوماً لمدْنَفٍ بارتشاف

هو ذاك الضنين يعبث مجّا

ناً بأهل الهوى وليس يُوافي

ملك كيف شاء ما شاء يلهو

برعايا القلوب باستخفاف

ليّن الملتوى ولكن إلى الص

صَدِّ ورانٍ لكنه للتجافي

عشَّقتني بالورد حمرة خدي

ه فما زلت مُولَعاً بالقطاف

وسقيم الألحاظ حبَّبَ لي النر

جسَ حتى تخذت فيه مطافي

وثناياه مُذْ حكاها الأقحاحي

صرت مُغرى منه برشف النطاف

وحكت عرفه الرياض فأضحى

برداء النسيم منه التحافي

ومحضتُ الربيعَ شكراً جنيّ العط

ف غصّت به لَهاة القوافي

حين أضحى يجول منه خلال ال

غصنِ ماء النعيم بعْدَ الجفافِ

وبدا رافعاً سُرادَقَ زهر

وسَطَ الروضِ مُعْلَمَ الأطراف

واستوت منه حاكةٌ لتزيدٍ

وبني سابرٍ على الأكناف

فكستها مُفَوَّفات بُرُودٍ

أصبحت عبقربة الأصناف

حَفَّها منتدىً وريف من الظلِّ

بَرود لسندس الصفصاف

وبدا السوسن الجنيُّ كرع

شات ديوك في الشكل والأعراف

وتبدّى الشقيق فيها على الن

نَهر مكبّاً كعاكف لرعاف

والتوى النهر حولها فتحلّى

من فريد الحباب بالإِنصاف

ما شدت فوقه حمائمُ إِلاّ

اذكرتني عهد الصِبا والتصافي

وزماناً لبستُ فيه رداءً

سابغاً من غضارة العيش ضَافي

يا سقي الله عهده بمُلِثٍّ

غير مستأخر ولا مخلاف

يا نداماي هذه خُلَس العي

ش فهل مسعد على الاقتراف

أو مواتٍ إلى اجتناء دوان

للأماني فالأنس أضحى مواف

وابتكار إلى بواكير عيش

مستجدّ لنا وحثِّ سُلاف

من سقاة تخفى المناطقُ منها

بين طيّ الأعكان والأرداف

فلَجَمْعُ الأحباب بعد التصافي

نعمة سيّما مع الأسعاف

واقتضاء المشيب حق الصبا أع

جَب منه الأناة في الاستلاف

شرح ومعاني كلمات قصيدة خذ بنا في محاسن الأوصاف

قصيدة خذ بنا في محاسن الأوصاف لـ ابن النقيب وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي