خذها فقد وضح الصباح ولاحا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خذها فقد وضح الصباح ولاحا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة خذها فقد وضح الصباح ولاحا لـ لسان الدين بن الخطيب

خُذْها فقَدْ وَضَحَ الصّباحُ ولاحَا

والرّوْضُ يُهْدي عَرْفَهُ النَّفّاحا

مازالَ يكْتُمُ منْ حَديثِ نَسيمِهِ

والآنَ أمْكَنَهُ الحَديثُ فَباحا

لمّا رأى جيْشَ الصّباحِ مُشَمِّراً

عَمّتْ مَضارِبُهُ رُبىً وبِطاحا

والأفْقُ يرْفَعُ منْهُ بَنْداً مُذْهَباً

ويَسُلُّ منْ بِيضِ البُروقِ صِفاحا

سَلَّ الجَداوِلَ أنْصُلاً مَصْقولَةً

تَبْدو وهَزّ منَ الغُصونِ رِماحا

والزُّهْرُ تَسْقُطُ للغُروبِ كما ذَوى

زَهْرُ الرِّياضِ وفارَقَ الأدْواحا

والطّيْرُ يَدْعو للصَّبوحِ مُكَرِّراً

فَتراهُ قدْ نَفَضَ الجَناحَ وصاحا

فكأنّما الظّلْماءُ طِرْفٌ أدْهَمٌ

أخذَ العِنانَ فَما يُفيقُ جِماحا

لا تُوقِدِ المِصْباحَ واعْلَمْ أنّ لي

منْ وَجْهِ مَنْ أحْبَبْتُهُ مِصْباحا

حُثَّ الكؤوسَ وهاتِنيها قَهْوَةً

تَنْفي الهُمومَ وتَجْلِبُ الأفْراحا

منْ كَفِّ فاتِنَةِ اللِّحاظِ غَريرةٍ

سَكْرى الجُفونِ وما سُقينَ الرّاحا

هيَ روضةٌ تَجْنيكَ بينَ لِثاتِها

خَمْراً ومنْ وَجَناتِها تُفّاحا

فإذا اعتَنَقْتَ أوِ ارْتَشَفْتَ فإنّما

عانَفْتَ غُصْناً وارْتَشَفْتَ أقاحا

وامْزُجْ بصِرْفِ الرّاحِ عَذْبَ رُضابِها

ما ضرّ أنْ خَلَفَ الحَرامُ مُباحا

قامَتْ تَقولُ وفي فُتورِ جُفونِها

سِنَةُ الكَرى مَوْلايَ عِمْتَ صَباحا

واسْتَنْطَقَتْ عُوداً بمِدْحَةِ يُوسُفٍ

مَوْلَى الوَرى شَمَلَ الوُوجودَ سَماحا

فسَرَى السّرورُ بِنا الى أنْ لمْ نُطِقْ

صَبْراً وكِدْنا نَبْذُلُ الأرْواحا

رَبُّ الأيادِي البِيضِ مَنْ بثَنائِهِ

زانَ القَريضَ وعَطّرَ الأمْداحا

ذُو هِمّةٍ عَلْياءَ مَدّ المُشْتَري

طَرْفاً الى غاياتِها طَمّاحا

يُزْجِي منَ النّقْعِ المُثارِ سَحائِاً

رَكِبَتْ منَ العَزْمِ الشّديدِ رِياحا

ويُزِيرُها أرْضَ العَدوِّ صَوافِنا

تَخْتالُ زَهْواً في الوَغى ومَراحا

تَنْمِيهِ منْ أبْناءِ نَصْرٍ سادَةٌ

سَنّوا الهُدَى والعَدْلَ والإصْلاحا

إنْ أغْلَقَتْ أبْوابَها أيْدي العِدَى

جَعَلَ الإلهُ سيوفضهُمْ مِفْتاحا

يا واحِدَ المَجْدِ الذي آثارُهُ

تَرْوي حِساناً في الزّمانِ صِحاحا

أنْسَيْتَنا بحُسامِكَ الماضي الظُّبى

ولوائكَ المَنْصورَ والسّفّاحا

لازالَ مُلْكُكَ سامِياً في عِزّةٍ

تَسْتَصْحِبُ الإمْساءَ والإصْباحا

ما غَرّدَتْ وَرْقاءُ فوقَ أراكَةٍ

تَبْكي الهَديلَ وما صَباحٌ لاحا

شرح ومعاني كلمات قصيدة خذها فقد وضح الصباح ولاحا

قصيدة خذها فقد وضح الصباح ولاحا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي