خاض الدجى وظلام الليل مختلط

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خاض الدجى وظلام الليل مختلط لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة خاض الدجى وظلام الليل مختلط لـ معروف الرصافي

خاض الدجى وظلام الليل مختلط

صوت به الوجد مثل السيف مُختَرَط

يبثّ في الليل حزناً لو أحسّ به

لبان في لِمَّتيهِ الشيب والشمط

أبديه منقبضاً منه على شَجَن

فيملأ الليل أرناناً وينبسط

أرسلت منه أنيناً فات أوله

سمعي وآخره بالقلب مرتبط

والليل أرسل وحفاً من غدائره

كأنه بثريّا الأفق يمشتط

والنجم في القبة الزرقاء تحسبه

فرائداً وهي من فيروزج سفط

كم قلت والليل جَثْل الشعر فاحمه

شعراً به كاد فرع الليل ينمعط

ينجاب ليل العمى عن قلب سامعه

كالفجر إن لاح فالظلماء تنكَشط

لهفي على حِكَم ما زلت أنثرها

درّاً ثميناً وما في القوم ملتقط

ضاع الدواء الذي قد كنت أوجِره

مَن ليس يشرب أو من ليس يستعط

تقول لي أن غبطت القوم تجربتي

لا تغبطنّ فما في القوم مُغتَبَط

قل للألى نطقوا بالضاد مُدَّغَماً

لم يُدغم الضاد آباء لكم فرطوا

أيَحسُن اللحن إذ آباؤكم فصحُوا

أم يحسن العجز إذ آباءكم نشِطوا

فيكم غُلُوّ وتقصير وبينهما

ضاع المراد أنتم أمة وَسَط

إني ابتُليت بقوم يبعرَون على

أعقابهم وإذا عنّفتهم ثَلَطوا

شَطّوا بأقوالهم حتى لقد غضِبوا

إذ قلتُ يا قوم في أقوالكم شَطَط

فبدّلوا القول إن صحّت عزائمكم

فعلاً وإلا فإني يائس قَنِط

قد حِرت في الأمر أني حين أسخطهم

يرضَون عني وإن أرضيتهم سخطوا

فاز الذي كان في أحواله وسطاً

فالمُرّ يُعقَى وإن الحُلو يُستَرَط

قل للأعاريب قد هانت مكارمكم

حتى ادَعاها أُناس كلّهم نَبَط

برئت للعرب العرباء من فئة

يُنَموْن للعرب إلا أنهم سَقَط

أين المكارم إن هم أصبحوا عرباً

فإنها في طباع العرب تُشتَرَط

إن يغمِطوني لأني جئت أنهضهم

فأيّ مستنهض ذي نجدة غَمَطوا

هم كالضفادع فاسمعهم إذا رَطَنوا

فما هنالك إلا اللغوُ واللَغَط

يستنثِرون صغَاراً من معاطسهم

ولا يُبالون أن قالوا وأن ضَرَطوا

العار يرحل معهم أينما رحلوا

والخِزي يهبِط معهم أينما هبطوا

من كل أشوهَ لاحت من مغَامِزه

في وجه كل حياة حوله نُقَط

قد رَثَّ عِرضاً وإن جَدّت مآزره

من كل مُخزية في وجهه شَرَط

تراه يشخر عند الأكل من جَشَع

كأنما هو عند الأكل يمتخط

الخلق كالخطّ لا تقرأ لئامهمُ

واشطبعليهم بنعل إنهم غَلَط

إن رمت تشبع من مجد فكُلْ همماً

كأكلك السَمنَ ملبوكاً به الأقِط

نفسي تَجيش لأمر لو صدعت به

لزُلزلت دونه البُلدان والخِطط

شرح ومعاني كلمات قصيدة خاض الدجى وظلام الليل مختلط

قصيدة خاض الدجى وظلام الليل مختلط لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي