حي المغاني بين البان والعلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حي المغاني بين البان والعلم لـ أبو المحاسن الكربلائي

اقتباس من قصيدة حي المغاني بين البان والعلم لـ أبو المحاسن الكربلائي

حي المغاني بين البان والعلم

ففي المغاني معاني الحسن والكرم

يهيج برح الصبا للمستهام صباً

في نشرها بشر قرب الركب من اضم

اراق بعدي لهم عيش فبعدهم

اراق فيض دم من دمعي السجم

ان السهاد نفى جسمي ضناً فغدا

يحكي السهى دنفاً في حب بدرهم

اتملك العين من عين الظبا نظراً

ودونها الاسد تسطو بالضبا الخذم

ريم الصريم إذا رمت العقيق ففي

عقيق دمعي غنى عنه فلا ترم

في وجهك ابن ابي سلمى وبهجته

وفي لواحظك الوسنى ابو هرم

ضل الفؤاد فظل الجسم حلف ضني

فالجسم في مرض والقلب في ضرم

اني ابحت دمي عمداً فلا قود

عليهم في الهوى اني ابحت دمي

رأيت جورهم عدلا وهجرهم

وصلا وذلي عزاً في ودادهم

صبري وجسمي وطرفي والفؤاد أسى

واه نحيل غزير الدمع في الم

يفك كل أسير في بيوتهم

الا أسير جفون من ظبائهم

فليت شعري أوجد أم لهيب غضاً

ما أودعوه فؤادي يوم بينهم

يهيج لي عاذلي في ذكرهم طرباً

فالعذل أحسن في سمعي من النغم

وصاحب لامني لما رأى كلفي

لو ذقت طعم الهوى يا صاح لم تلم

يزيد طبع الفتى في الحب طيب شذى

كما تضوعت الأزهار بالنسم

مخضت رايك واستجمعت زبدته

ولست عندي على راي بمتهم

فجئت بالنقض والإبرام منتقياً

من الحجى أفصح الالفاظ والكلم

وقد تبوأ منا واحد رشداً

فكل إذا شئت أمرينا إلى حكم

حاشا الهوى وهو علق ان تفوز به

نفس العذول الغبي الساقط الهمم

إني رأيت كرام الناس في تعب

وأنت من تعب العلياء في سلم

هم اسعروا مهجتي ناراً فخضت بها

في بحر عشق بموج العشق ملتطم

والحب أوله حلو وآخره

مرّ ولذته تفضي إلى ندم

لا والهوى وليالينا التي سلفت

ما حلت من عهدكم يا جيرة العلم

ان ابق بعدكم حيا فلا عجب

بقيت لكن لطول الحزن والالم

ان أومض الخال من شرقي كاظمة

حكاه دمعي بمنهل ومنسجم

قالوا الصبابة سقم لا شفاء له

قلت الوصال شفاً من ذلك السقم

قالوا سلوت فقلت العيش بعدكم

قالوا الفت فقلت النجم في الظلم

كأن جسمي وقطر الدمع بغمره

سلك يلوح بدرّ فيه منتظم

اغني بجوهر دمعي ناظري على

اني من الصبى في فقر وفي عدم

دعني ارق نسقا دمعي فلا بدل

منهم وان منعوني نيل عطفهم

وربما شب في الاحشاء جمر غضاً

جنح الدجى ذكر جيران بذي سلم

طالت ليالي النوى حزناً كما قصرت

من المسرة لي أيام وصلهم

فما لليل النوى صبح يلوح وهل

في الصبح لي راحة من لاعج الالم

كم صابرت همتي صرف الزمان ولم

تضعف وصرف النوى أو هي قوى هممي

يا نفس جرعتني مرّ الغرام بهم

حتى اريق باسياف الجفون دمي

والصبر كان حميما لي فاسلمني

غدراً فكابدت أشجاني بغير حمي

يا قلب هل لك ان يمحو الضلال هدى

بمدح خير البرايا سيد الأمم

طه ابي القاسم الهادي البشير رسو

ل الله صفوة عبدالله ذي الكرم

زاكي النجار كريم الطبع متصف

بالجود والباس والعلياء والعظم

الباذخ الهمم ابن الباذخ الهمم

ابن الباذخ الهمم ابن الباذخ الهمم

منزه الذات عن نقص يلم بها

قد هزبت واصطفاها بارئ النسم

عظيم خلق به الخلق اهتدى رشداً

متمم كرم الاخلاق والشيم

سامي المعارج مهدي المناهج قض

اء الحوائج غوث الناس في الازم

ونور قدس حباه النور من شرف

بالنور يهدي سبيل الرشد كل عمي

ان كان آنسي موسى النار من بعد

فالمصطفى آنس الأنوار من أمم

إن كان أحيى المسيح الميت معجزة

فذكر أحمد يحبى بالي الرمم

الناطق الفصل في قول يضمنه

براعة البالغين الحكم والحكم

غيث المؤمل غوث المستجير به

هادي الأنام سبيل الواضح اللقم

فاق البرية في خلق وفي خلق

وعمهم كرماً بالنائل العمم

فجوده البحر في اسداد عارفة

وعلمه البحر يلقي جوهر الكلم

سقى رياض الأماني جود راحته

محاً فازهرن بالالاء والنعم

ومثله فليرجي المرتجون وهل

يرجى مثيل لذاك المفرد العلم

مسترشد رشاد مستنجد نجد

مسترفد رافد مستمجد شهم

محمد المصطفى اصفاه خالقه

بالحمد في اشرف الايات والكلم

رسول صدق عن الارشاد لم يرم

يوماً وغير رضا باريه لم يرم

لو كان في الرسل من في الفضل بشركه

ما خصه الله بالمعراج والعظم

فآدم قد حوى فضل السجود به

ونال عفواً به عن زلة القدم

وفيه قد رجعت نار الخليل له

برداً فنال رغيد العيش في الضرم

سمح يحقق آمال النفوس فما

يخيب راجيه من لطف ومن كرم

فللجناة لديه عفو مقتدر

وللعفاة لديه جود مبتسم

اسماؤه وصفت افعاله فغدت

من الجلالة تتلوا أحرف القسم

هو المؤمل في الدنيا المشفع في

الأخرى فلذ وتمسك فيه واعتصم

عزت به العرب وانقاد الزمان لها

واصبحت تخضع التيجان للمم

إذ قام مضطلعا بالأمر مفترعاً

عزاً تقاعس عنه كل معتزم

في السلم يحيى بعذب الجود ذا آمل

في الحرب يردي بمر البأس ذا اضم

بعزم أروع سامي الهم منصلت

ورفد ابلج طلق الوجه مبتسم

واستل من عزمه عضب الغرار ارمضا

غرباً وشرقاً فبادت دولة الضم

واشرقت انجم التوحيد محدقة

منه ببدر هدى يجدو دجى الظلم

نبوة حاولوا اخفاءها فبدت

ان الشموس سناها غير منكتم

كأن شرعته ضوء النهار جلت

من الضلالة ليلا حالك العتم

من صفو اخلاقه سلسال كوثره

جرى بصفو معين سائغ شبم

فشكره والثنا والاجر مغتنم

في خير مغتنم في خير مغتنم

ما نال من عرض الدنيا وقد عرضت

كنوزها رغبة عنها ولم يرم

إذا لجأت إليه فاشتكيت له

بؤساً أمنت وزال البؤس بالنعم

يغزو العدا بموادي الخيل حاملة

غلب الأسود أسود الحرب لا الأجم

بالظلم يجزي العداة الظالمين له

وظلمه العدل في تاديب مجترم

وتخجر البيض من ماضي عزائمه

إذا انتضاها فتكسى حمرة العنم

يقسم السمر والبيض الرقاق لهم

فللصدور القنا والبيض للقمم

وقلبه للتقى والذكر منقسم

وكفه الندى والسيف والقلم

مآثر قصرت عن دركها ونبت

أوهام كل بليغ بارع فهم

حلم تخف الجبال الراسيات به

رزانة وندى يربى على الديم

لو شاء ان يجعل الدنيا لساكنها

دار الخلود نجت من سطوة العدم

فيومه الدهر وهو الخلق قاطبة

بل كان علة خلق الكون في القدم

صلى عليه اله العرش ما تليت

ايات فضل له في نون والعلم

وآله الغر اصحاب العباء ومن

قد بأهل المصطفى اعداءه بهم

هم بعده خير خلق الله شرفهم

على الورى قبل خلق اللوح والقلم

هم الخضارم فارشف در عرفهم

خضر وامالنا بيض برفدهم

المغمدون الضبا في كل معترك

حيث الحجى ومناط البيض واللمم

بدور حسن إذا ما اشرقوا عكسوا

ضوء البدور بغر الأوجه الوسم

فالزهر تشرق والأزهار تعبق عن

شذاهم وسناهم فانتشق وشم

تارجوا فطوى الافاق ذكرهم

نشراً به ضاع عرف المسك في الأمم

ما البارد العذب معلولا لذي ظمأ

احلى واعذب من تكرير ذكرهم

ألو الكمال ملاك العلم حكمهم

عدل ولمع هداهم ساطع العلم

غطارف عرفوا بالعرف واتصفوا

بالفضل والشرف الموفي بفخرهم

لا عيب فيهم سوى التقوى وانهم

مصالت خشن في ذات ربهم

كم أوضحوا سننا كما اسبغوا منناً

وكم جلوا حزناً عنا ببشرهم

وقد بسطت وخير القول اصدقه

لسان صدق عليا في عليهم

ففي علي أمير المؤمنين ذكا

فكر وفي مجده قد رق منتظمي

وزيره وأخوه دونهم وابو

سبطيه فخر به قد خص في القسم

قسيم طه علا لولا نبوته

وفي الامامة فضل غير منقسم

لم يأل شرعة طه جهد منتصر

بساعد ولسان ناطق وفم

مضاء ذي لبد مستبسل نجد

وحكم ملتزم بالعدل معتصم

فسيفه جدول يجلو الفرند به

روضاً سواه سوام الحتف لم تسم

وردت في حبه العذب الزلال ولم

اخدع بلمع سراب من اتاه ظمي

وبالامام الهمام المرتضى علقت

يدي فلاح فلاحي وانجلت غممي

وصحبه النجب المحيين سنته

احياء نبت الربى بالوابل الرذم

صيد جحا جحه قد طاب فرعهم

ففرعهم معرب عن طيب اصلهم

تمضي الصوارم أيديهم إذا كهمت

وفي النزال قرى العقبان والرخم

هم المحاريب ان صالوا بيوم وغى

صلت سيوفهم في ارؤس البهم

بكل اهيف لدن القد منعطف

يرنو بازرق مشغوف بكل كمي

لا يخلفون لباغي الخير موعده

وربما اخلفوا الميعاد بالنقم

يا أرض طيبة قد طلت السماء علا

بالمصطفى فاشكري النعماء واغتنمي

قد ضم تربك وهو المسك جوهرة

قد ابدعتها يد الالطاف والحكم

دوح بها يشرف الروح الأمين على

غر الملائك إذ يدعى من الخدم

كانك الجنة الفردوس واصفة

جنان خلد وما فيهن من نعم

فهل تنال مناها النفس ثانية

بزورة فيحل الأنس بالحرم

يا سيدي لي حاجات عنيت بها

وأنت أكرم مامول وملتزم

وسائل البر إن كانت وسائله

إلى الكريم أصاب النجح من أمم

ومذ غدوت شفيعا للأنام غدا

لواء حمدك منشوراً على الأمم

حقق رجائي واشفع لي فقد علقت

يدي بحبل رجاء غير منفصم

قد كاثرتني ذنوبي فالتقيت بها

بجيش هم على الأحشاء مزدحم

والنفس كالتبر تستصفي شوائبها

نار الهموم فترقى باذخ الهمم

جعلت مدحك لي ذخراً ومعتصما

فاقبل مديحي يا ذخري ومعتصمي

فصار قد حي المعلى وانجلت غممي

وسار مدحي المحلى واعتلت كلمي

وقيمة المرء ما قد كان يحسنه

وفي مديحك ما تغلو به قيمي

ورب قول يحلي السمع جوهره

ورب قول يروع السمع بالصمم

محمد بك اضحى ظنه حسناً

يا معدن اللطف والاحسان والكرم

شرح ومعاني كلمات قصيدة حي المغاني بين البان والعلم

قصيدة حي المغاني بين البان والعلم لـ أبو المحاسن الكربلائي وعدد أبياتها مائة و ثمانية و عشرون.

عن أبو المحاسن الكربلائي

أبو المحاسن الكربلائي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي