حيا دمشق فكم فيها لذي وطر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حيا دمشق فكم فيها لذي وطر لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة حيا دمشق فكم فيها لذي وطر لـ ابن النقيب

حيّا دمشق فكم فيها لذي وَطَر

منازهٌ هي ملء السمع والبَصَر

فإِن توخيت منها طيبَ مختبر

وتجتني عند باكورةَ العُمُر

فاعمد إلى الفيجة الفيحاءِ مرتشِفاً

بها زلال معين رائق خصِر

وأنزل ببسِّيمة الزهراء مُنْتَشِقاً

نسيمها اللّدن في الآصال والبكر

واسلك خمائل وادي أشرفيْتها

بظلّ مشتبك الأغصان والشجر

ثم الجُديِّدةِ الغراء فالوِ بها

عِنان طرفك وانزل جانب النهر

واقصد ربي الهامة الغناء مستمعاً

شدو القيان من الأطيار في السحر

واسرح مدى الطرف من ألفاف دُمَّرها

بين الغياض لدى مستشرف خضر

واصعد ذرى السفح وأنشد فيه مدكراً

عهود أُنس مضت في سالف العمر

يا ليلة السفح هلاّ عدت ثانية

سقى زمانك هطال من المطر

وقف على دير مُرّان التي شخصَت

آثاره تلق فيه مسرح النظر

واذكر مقالة صبّ فيه ممتَحِن

يا ديرَ مُرّان لا عُرّيتَ من سكر

واقصر مدى الخطو واعبر صالحيتَها

ترَ القصور بها تسمو على الزُّهُر

حيث الحدائق تجلى من مطارفها

عرائس السرو في موشية الحُبُر

واذكر مقالة من ظلت خواطره

تربى على السحر في أوصافها الغرر

مُذْ راح ينشد فيها والمنى أمَمٌ

خيّم بجلّق بين الكأس والوتر

ومَتّعِ الطرفَ في مرأى محاسنِها

بروض فكرك بين الروض والزَهَر

وانظر إلى ذهبيات الأصيل بها

واسمع إلى نغمات الطير في السحَر

وعد إلى الربوة الغناء تلقَ بها

محاسِناً تجتلى في أحسن الصُوَر

ظلٌّ ظليل وماء راح مُطّرداً

بين الغصون وطير جد مستحِر

وعج على نَيْرَبيها كم بها فَنَنٌ

من المحاسن قد دقت عن الفِكَر

حيث النسيم تمشّى في جوانبها

تستعطف البانَة الغناء في البكر

حيث الجداول من تحت الظلال غَدَتْ

تنساب ما بين ميّال ومُنْحَدر

واعطف على المرجة الميثاء تلقَ بها

داعٍ إلى اللهو معواناً على الوَطَر

من كلِّ مستشرفٍ ظلت أَزاهره

تندى فتهدي لنا من نَشْرها العطِر

وادٍ به للمنى أغصان مُهْتَصِرٍ

تَهدّلَتْ بفنونِ الزهر والثمر

حيّا الإِلهُ بصوب الودْق غوطته

وصانها من عيون الزهر والبَشَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة حيا دمشق فكم فيها لذي وطر

قصيدة حيا دمشق فكم فيها لذي وطر لـ ابن النقيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي